هذا نص المقررات هي التي نشرها الأمير فيصل بالمعنى الصحيح الذي كتبه والده :
صورة ما تقرر مع بريطانيا العظمى بشأن النهضة العربية:
( 1 ) تتعهد بريطانيا العظمى بتشكيل حكومة عربية مستقلة بكل معاني الاستقلال في داخليتها وخارجيتها ، وتكون حدودها شرقًا من بحر خليج فارس ، ومن الغرب بحر القلزم ، والحدود المصرية ، و البحر الأبيض وشمالاً حدود ولاية حلب والموصل الشمالية إلى نهر الفرات ، ومجتمعة مع الدجلة إلى مصبها في بحر فارس ، ما عدا مستعمرة عدن ، فإنها خارجة عن هذه الحدود ! ، وتتعهد هذه الحكومة برعاية المعاهدات والمقاولات التي أجرتها بريطانيا العظمى مع أي شخص كان من العرب في داخل هذه الحدود – بأنها تحل في محلها في رعايته وصيانة تلك الحقوق وتلك الاتفاقيات مع أربابها أميرًا كان أو من الأفراد.
( 2 ) تتعهد بريطانيا العظمى بالمحافظة على هذه الحكومة وصيانتها من أي مداخلة كانت بأي صورة كانت في داخليتها ، وسلامة حدودها البرية والبحرية من أي تعدٍّ بأي شكل يكون ، حتى ولو وقع قيام داخلي من دسائس الأعداء ، أو من حسد بعض الأمراء فيه ، تساعد الحكومة المذكورة مادةً ومعنًى على دفع ذلك القيام لحين اندفاعه ، وهذه المساعدة في القيامات أو الثورات الداخلية تكون مدتها محدودة ، أي لحين يتم للحكومة العربية المذكورة تشكيلاتها المادية.
( 3 ) تكون البصرة تحت إشغال العظمة البريطانية لحينما يتم للحكومة الجديدة المذكورة تشكيلاتها المادية ، ويعين من جانب تلك العظمة مبلغ من النقود يُراعَى فيه حالة احتياج الحكومة العربية ، التي هي حكمها قاصرة في حِضن بريطانيا ، وتلك المبالغ تكون في مقابلة ذلك الإشغال.
( 4 ) تتعهد بريطانيا العظمى بالقيام بكل ما تحتاجه ربيبتها الحكومة العربية من الأسلحة ، ومهماتها ، والذخائر ، والنقود مدة الحرب.
( 5 ) تتعهد بريطانيا العظمى بقطع الخط من مرسين ، أو ما هو مناسب من النقط من تلك المنطقة لتخفيف وطأة الحرب عن البلاد لعدم استعدادها.
ويعلق الشيخ محمد رشيد رضا قائلاً : هذا ما كتبه الملك حسين بن علي إذ كان أمير الحجاز من قِبَل الدولة العثمانية إلى السر هنري مكماهون ؛ ليعرضه على دولته ، ويقنعها بأن ترضى بجعْله الأساس الذي تُبنَى عليه ثورة أمير مكة على دولته ! ، وملخصها أن إنكلترة هي التي تؤسس الحكومة العربية ، وهي التي تتولى حمايتها ، وحفظ حدودها ، وحفظ الأمن فيها للاعتراف بأنها قاصرة في حجر إنكلترة القيِّمة عليها ! ، ولكن دولته لم ترضَ بجعْل هذه القواعد معاهدة بينها وبين أمير مكة ، بل طفق مندوبها السامي بمصر يناقشه فيها ، ويلهيه عن المهم منها ، وكلما اعترف لهم بشيء اتخذوه حجة عليه ، يحفظونها إلى وقت الحاجة ، وأعظم حُججهم عليه جعْل جميع البلاد العربية تحت حمايتهم .
وقد نشر الملك فيصل بعض ما جاء في أحد كتب السر هنري مكماهون إلى والده بشأن الحدود ، وقد آن لنا نحن أن ننشر النصوص التي يهمنا أمرها من تلك الكتب ؛ لأن ما نُشر لم يكفِ لإزالة اللبس ، وكشف القناع عن الغش ، وما لنا لا ننشرها وقد تداولتها الأيدي في الشرق والغرب ؟ !
أُرسلت تلك ( المقررات ) من مكة إلى مصر في ضمن كتاب للسر هنري مكماهون في 27 شعبان سنة 1333 ، وهاك ما أجابه في أول كتاب بعدها نستعرضه في الحلقة القادمة بمشيئة الله تعالى.
-انتهى-
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (1\7)
http://bit.ly/2uNd6Eq
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (2\7)
http://bit.ly/2uNgpf8
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (3\7)
http://bit.ly/2tP6J6G
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (4\7)
http://bit.ly/2uMUTqz
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (5\7)
http://bit.ly/2uN6TIV
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (6\7)
http://bit.ly/2uMWVak
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (7\7)
http://bit.ly/2uN0tcR
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد