الكتاب الأول : ( من نائب ملك الإنكليز بمصر إلى أمير مكة في شأن الثورة الحجازية )
( في 19 شوال سنة 1333 الموافق 30 أغسطس سنة 1915 )
كتاب من السر آرثر مكماهون نائب ملك الإنكليز بمصر إلى السيد الحسيب النسيب ، سلالة الأشراف ، وتاج الفخار ، وفرع الشجرة المحمدية ، والدوحة القرشية الأحمدية ، صاحب المقام الرفيع ، والمكانة السامية السيد ابن السيد ، والشريف ابن الشريف ، السيد الجليل المبجل دولتلو الشريف حسين ، سيد الجميع ، أمير مكة المكرمة ، قبلة العالمين ، ومحط رحال المؤمنين الطائعين ، عمت بركته الناس أجمعين ! .
بعد رفع رسوم وافر التحيات العاطرة ، والتسليمات القلبية الخالصة من كل شائبة – نعرض أن لنا الشرف بتقديم واجب الشكر لإظهاركم عاطفة الإخلاص وشريف الشعور والإحساسات نحو الإنكليز ، وقد يسرنا علاوة على ذلك أن نعلم أن سيادتكم ورجالكم على رأي واحد ، وأن مصالح العرب هي نفس مصالح الإنكليز ، والعكس بالعكس ؛ ولهذه النية ، فنحن نؤكد لكم أقوال فخامة اللورد كتشنر التي وصلت إلى سيادتكم عن يد علي أفندي وهي التي كان موضحًا بها رغبتنا في استقلال بلاد العرب وسكانها ، مع استصوابنا للخلافة العربية عند إعلانها ، وإننا نصرح هنا – مرة أخرى – أن جلالة ملك بريطانيا العظمى رحب باسترداد الخلافة إلى عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة .
وأما من خصوص مسألة الحدود والتخوم فالمفاوضة فيها تُظهر أنها سابقة لأوانها ، وتصرف الأوقات سُدى في مثل هذه التفاصيل ؛ في حالة أن الحرب دائرة رحاها ؛ ولأن الأتراك لا يزالون محتلين لأغلب تلك الجهات احتلالاً فعليًّا ، وعلى الأخص ما علمناه – وهو مما يدهش ويحزن – أن فريقًا من العرب القاطنين بتلك الجهات نفسها قد غفل وأهمل هذه الفرصة الثمينة التي ليس أعظم منها ، وبدل إقدام ذلك الفريق على مساعدتنا نراه قد مد يد المساعدة إلى الألمان والأتراك !
نعم ، مد يد المساعدة لذلك السلاب النهَّاب الجديد وهو الألمان ، وذلك الظالم العَسوف وهو الأتراك ، ومع ذلك فإنَّا على كمال الاستعداد لأن نرسل إلى ساحة دولة السيد الجليل ما للبلاد العربية المقدسة ، والعرب الكرام – من الحبوب والصداقات المقررة من البلاد المصرية ، وستصل بمجرد إشارة سيادتكم ، وفي المكان الذي تعينونه ، وقد عملنا الترتيبات اللازمة لمساعدة رسولكم في جميع سفراته إلينا ، ونحن على الدوام معكم قلبًا وقالبًا ، مستنشقين رائحة مودتكم الذكية ، ومستوثقين بعُرى محبتكم الخالصة ، سائلين الله سبحانه وتعالى دوام حسن العلائق بيننا .
وفي الختام أرفع إلى تلك السدّة العليا كامل تحياتي وسلامي ، وفائق احترامي.
المخلص … السير
آرثر مكماهون
نائب جلالة الملك
وقد أجاب الشريف حسين على هذه الكتاب بكتاب مؤرخ في 29 شوال يُلِحُّ فيه بقبول تلك الحدود المعينة فيما سماه ( مقررات النهضة)، فأجاب مكماهون بالكتاب الثاني نستعرضه في الحلقة القادمة بمشيئة الله تعالى.
-انتهى-
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (1\7)
http://bit.ly/2uNd6Eq
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (2\7)
http://bit.ly/2uNgpf8
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (3\7)
http://bit.ly/2tP6J6G
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (4\7)
http://bit.ly/2uMUTqz
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (5\7)
http://bit.ly/2uN6TIV
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (6\7)
http://bit.ly/2uMWVak
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (7\7)
http://bit.ly/2uN0tcR
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد
منافع ومصالح قائمة على دماء الأبرياء في غزة، يصارع أكثر من مليوني إنسان شبح الموت… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد