“عن هذا المساء”…إذا كنت من مشاهدي “هذا المساء” سيكون المقال أمتع بالنسبة لك ولكن اترك لفضولك الخِيار ..

الفن الحقيقي هو كل الشعور

الحقيقة أني لست من هواة الجلوس لمشاهدة التلفاز لأن العجب دائما لا يعجبني لكني أهتم ويلفت انتباهي الفن الحقيقي بدون أن أشعر … وكيف بدون أن أشعر ؟ّ! فالفن الحقيقي هو كل الشعور

وهذا ما فاجأني به هذا المساء :

… فإذا نظرنا لملل الأعمال التي تنتشر الآن نجد أنه إِذا أراد أي مخرج تقديم عمل فني فسيختار أسهل طريقة له وهي الطريقة المحددة ” أكشن أو رومانسي أو كوميدي ” …

لكن أصعب ما تختاره عندما تقدم أي عمل فني حقيقي هو أن تعرض الموضوع بطريقة معالجة درامية أبسط من ما يكون فيقع اختيارك على”الإنسانية” وعلاقات البشر التى لا يوجد أكثر منها تعقيداً على الإطلاق .. أن تغوص في أعماق “الإنسان”…أن تعرف كيف يفكر .. كيف يدفعه فضوله لطريق خطأ وهو يعرف أنه خطأ ويستمر في ذلك مثل شخصية “سوني” … فالجميع خُلق بداخله الفضول ولكننا نمتلكه بنسب متفاوتة..

الحقيقة هي أصعب ما يمكن تقديمه

فأصعب شئ يمكن أن تقدمه هو “الحقيقة” … من أيام الأسود والأبيض في الأفلام والبطل ذات الملامح السامحة الطيبة أمام الشرير الذي يَهْدمُه الخير في النهاية … فهذا ليس واقعنا بالمرة ! فالجميع بداخله الخير والشر ونحن ما نختار الكفة الفائزة !

وهذا ما فعله هذا المساء ! ” المعنى الحقيقي للإتقان المبالغ فيه”

“سوف تلهو بنا الحياة وتسخر فتعال أحبك الآن اكثر”

فجميع العوامل في هذا المسلسل مدروسة بطريقة “السهل الممتنع” من أول كتابة الشخصيات التي جعلها المخرج جميعا محور الموضوع وكأنها دائرة متشابكة بألوان مختلفة إلى الإضاءة والموسيقى التصويرية الممزوجة بشريفة فاضل في “موال العشاق” و الست في “هذة ليلتي”

فتقف حائرا أمام كل شخصية على حِدَةٍ .. كيف تشاهد شخصية مثل “سمير” وأنت لا تعرف هل تتعاطف معها أم تنبذها …

…أو يجعلك القدر بأن تكون شخصية مثل “المستر أو أكرم” تمتلك كل شئ ولكنها لا تعرف كيف تمتلك السعادة أو أين طريقها!

أو مثل “عبلة” تعلم أن الطريق الذي ستختاره سعادة مؤقتة ومع ذلك تختاره بمنتهى الرضا والصبر …

أو”نايلة” التي تريد أن تحافظ على من تحبهم وتسلك الطريق الخطأ وتجعلنا نفكر هل يمكن أن نترك نتيجة أفعالنا للنوايا أو نقذفها على غيرنا؟ .. بالطبع لا.. فالكل يتحمل نسبة لا تقل عن غيره من الخطأ و الذنب”

والكثير والكثير من الشخصيات التى أراها ليس فقط في المسلسل و إنما يومياً في حياتنا وتعبر عن كل ما بداخلنا ..

ولا أخجل من قول أن المسلسل أكثر واقعية من الحقيقة !

لأننا على أرض الواقع دائمين الكذب والخداع على أنفسنا في التعبير عن مشاعرنا …

…” فهذا المساء يجعلك تشعر أنك تحتاج أن تشعر بالفعل ”

_____________________

نصيحة: إذا شعرت بجفاء وأردت أن تستفز ما تشعر أنه أصبح ليس موجود بداخلك فلا تتردد أن تشاهده …

وبدون مبالغة.. ستكتشف نفسك من جديد وتشعر “أن الحياة تلهو بنا وتسخر” وأنك تفتح صفحات جديدة في كتاب لدراسة البني آدمين.

فيديو “عن هذا المساء”

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ