إخفاق الإعلام العربي

الإعلام

لم يعد الاعلام فى العصر الحديث قاصر على نشر الاخبار كما كان فى العصور الغابرة بل تحول الى اخطر اداة للسيطرة على عقول المتلقين و فى العصر الحديث ربما يحقق الاعلام ما لا تستطيع أعتى الجيوش تحقيقه، وقد أولت الدول القوية اهتماماً بالغا بالاعلام لما له من تأثير بالغ فى المجتمعات المستهدفة من قبل هذه الدول.

اذا يمكن القول بأن الاعلام سلاح له ادواته ومعداته وعناصره المتعددة تديره عناصر بشرية مدربة وله اهداف ووسائل كأى سلاح اخر، فاذا كان الهدف لاى سلاح هو تدمير الهدف, وتختلف الوسائل فى طريقة التنفيذ من البحر او الجو او البر كذلك يختلف الاعلام فى وسائله و لكن كلها تجتمع فى هدف واحد و هو التأثير فى العقل من خلال الكلمة أو الصورة أو الصوت أو كلاهما و يبقى العنصر البشرى فى منظومة الاعلام هو العنصر الاهم فى هذه المنظومة.

قوة الإعلام

وتختلف قوة الاعلام من دولة الى اخرى و بالتالى تختلف قوة تأثير هذه الدول فى الطبقات المستهدفة فى الداخل و الخارج و المعيار الوحيد لقياس قوة و تأثير اى اعلام هو عدد المتلقين لما ينشره هذا الاعلام او ذاك فى ظل سباق محموم بين اعلام الدول المختلفة للاستحواذ على عقول اكبر عدد ممكن من المتلقين و فى ظل سموات مفتوحة للجميع من اقصى الارض الى اقصاها و شبكة عنكبوتية كمصباح علاء الدين تقول لك شبيك لبيك يصبح التنافس شرس ومحموم و البقاء يكون للأفضل .

اذاً فإن بداية اى نجاح اعلامى هو وجود متلقي يتلقى ما يود الاعلام ارساله علما بأن هذا المتلقى متاح للجميع وليس قاصرا على الدولة التى يقطن بها. هناك لا شك عناصر تلعب دورا هاما كاللغة و الدين و اشياء اخرى ولكن يعلو عنصر وحيد على كل العناصر الاخرى وهى ثقة المتلقى فى ما يتلقاه من المنبر الاعلامى وتأتى الثقة دائما من مصداقية المادة الاعلامية المقدمة للمتلقى.

ومما لا شك فيه ان الاعلام العربى و خصوصا المصرى قد خسر خسارة فادحة فى الآونة الاخيرة حيث انه افتقر كثيرا للمصداقية و بالتالى لثقة المتلقى فيما يقدم ولا اكن مغاليا اذا قلت انه انعدم تأثيره سواء فى الداخل او الخارج وربما يعزى البعض فشل الاعلام العربى و المصرى الى مواقفه السياسية و انجراره الى مساندة الانظمة على طول الخط.

الإعلام المحايد

ولكن لا يوجد اعلام محايد و هذه حقيقة ربما تكون مطلقة واذا ربطنا بين التوجيه و المصداقية فى الاعلام فمعنى هذا انه طالما كل الاعلام موجه و غير محايد اذن كل الاعلام ضعيف و فاشل و مفتقد للمصداقية وهذا غير صحيح.

فتأتى المهنية الاعلامية لتحل الاشكال بين التوجيه و المصداقية او بمعنى أدق بين الاعلام الموجه و ثقة المتلقى و هى تعنى بكلمات اخرى دس السم فى العسل.

فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما يناقش منبر اعلامى احدى القضايا فالمهنية تقتضى عرض وجهتى النظر المؤيد و المعارض و تتدرج المهنية من صفر الى مائة فاذا تلقى المتلقى وجهة نظر واحدة فهنا تكون المهنية صفر واذا شعر المتلقى بتكافؤ فى وجهتى النظر تكون المهنية مائة و على هذا النحو يمكن قياس قوة اعلامنا و مدى المهنية لدى بعض الاعلاميين و قدرتهم على التأثير ولدينا بعض البرامج التى تقدم فى الاعلام المصرى مثل برنامج لا اذكر اسمه يقدمه الاعلامى احمد موسى و العاشرة مساءا و يقدمه الاعلامى وائل الابراشى وكل يوم يقدمه الاعلامى عمرو اديب وغيرهم الكثيرون وانظر فى درجة المهنية لدى هذه البرامج لتعلم كم خسر الاعلام المصرى فى تأثيره سواءا فى الداخل أو الخارج.

فيديو المقال إخفاق الإعلام العربي

 

 

أضف تعليقك هنا