نحن سكّان المعمورة
كلنا بشوق عظيم ننتظر العام الميلادي الجديد .
سيرحل قريبا هذا العام و قد بدأ يخلع نعليه و يستقيل أخيه الموعود .
فهل من حقّي أن احتفل بذكرى ميلاد اليسوع المذكور في العهد الجديد ؟
هل أقيم الأفراح تضامنا مع الكنائس و أردّد الأناشيد ؟
أم أتجاهل ذكرى مولد أليسوع و لا أحدّث بمعجزاته و نطقه في المهد ؟
و قد عرفنا من الأوائل :
اطلبوا العلم من المهد إلى اللّحد .
بل الصحيح : اطلبوا العلم من المهد و من ناكر و نكير في قلب ذاك اللحد .
هل احتفالي بذكر مولد الكليم عيسى محرّما في المقدّس الديني المنزول من العتيد ؟
كيف يجوز شرعا الاحتفال بابن العذراء مريم البتول دون تعدّ ؟
هل إسلامنا المعتدل يمنع ذلك إلا بضوابط محدودة بالحدّ ؟
و ماهي يا ترى ضوابط الحدود الشرعيّة و قد رحل المجتهد ؟
وهل من حقنا الاجتهاد بعد غياب العقل المجتهد ؟
الاجتهاد الدّيني ذهب مع المعتزلة و ابن عطاء و ابن رشد .
و السؤال الحارق متى المفتي سيجتهد و قد ظهر الفسق و الإلحاد ؟
و آخر خبر قرأته اليوم الأزهر سيحاكم كلّ من يلحد .
كيف الوصول إلى فهم الملحد والإلحاد والجاحد ؟
إلا إذا عادت محاكم التفتيش من اسبانيا من جديد .
أليست محاكم التفتيش و موقف الأزهر المصري عين الاستبداد ؟
العباد أحرارا خلقوا و فيهم الجاحد و الزاهد .
و الحكم على البواطن من حقّ الله الواحد الصّمد .
أسئلة تراودني عديدة ليس لها عدّ و عدد .
ماهي حدود الاعتراف بذكراه بدون تعسّف و بدون ردّ ؟
هل نردّ بحاسم الردّ و نكفّر من يريد إن أراد ؟
كيف التوفيق بين المواقف الخلافيّة بلا عدوان و هدّ ؟
هل ديننا الإسلامي المؤمن بتعايش الأديان ينكر عيسى الذي كان قد ولد ؟
هل الاحتفال الشعبي و غير الرّسمي خطير على المجتمع التونسي و قد تجاوزنا بالتنوير الحدود ؟
نحن شعب لنا مدّ مديد منفتح على كلّ وارد جديد .
نحن شعب تونسي لنا تاريخ مجيد و شعب رائد .
نحن شعب نسيجنا التونسي المجتمع مزيج بين الياقوت و أردأ الحديد .
نحن شعب مهما تغيّرنا لنا أصل مجيد و عن أصلنا لن نحيد.
نحن شعب حماة العرين و إن شئنا شيئا إذا قلنا نفعل ما نريد .
أنا غاب عنّي الجواب و من طبعي لا أريد القيد و القيود بسلاسل داوود .
من شاء أن يحتفل فماء البحر بلا حدّ .
و من شاء الاعتكاف فتونس كلّها معابد و مساجد .
و من شاء أن يتزهّد فل يتزهّد مع أموات الزهّاد .
و السلام على عيسى من يوم مولده إلى يوم الميعاد .
فيديو مقال كيف الوصول إلى فهم الملحد و الإلحاد و الجاحد ؟