فى عام 1917 أي منذ مائة عام بالتمام والكمال أصدر وزير الخارجية البريطاني آنذاك جيمس بلفور ما عُرف بوعد بلفور وهو الذى اعترف فيه بلفور بفلسطين وطن قومي لليهود وهو الوعد الذى عُرف بأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق ……
وبعد مائة من هذا الوعد خرج علينا الرئيس الأمريكي ترامب بوعد جديد وقرار يؤكد فيه رعاية بلاده للكيان الصهيونى حيث اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل مستهينًا بمشاعر أكثر من مليار مسلم ومبررًا ما فعله بأنه قطع على نفسه هذا الوعد خلال حملته الانتخابية وأن الرجل يفي بما وعد .
المهم أن ما فعله ترامب ليس بجديد على الغرب المعادي للعرب والمهادن للصهاينة كل ما هنالك أنه قد كشف القناع تمامًا عن وهم السلام الذى تقول أمريكا دائما أنها راعيته الأولى فى العالم فما حدث رسالة لكل من تمسك بهذا الوهم ليفيق من غفلته ويعلم أنه لا سلام مع ذلك الكيان الصهيوني وأنه لا يمكن لدولة –كأمريكا- نشأت بالإرهاب أن تكون راعية لسلام أو عدل أو مدافعة عن حق. فترامب وببساطة جعل الأقوال تصدق الأفعال والغريب فى الأمر بل المضحك فعلا أن البيت الأبيض أكد أن قرار ترامب لا يعنى الانسحاب من عملية السلام!!!!
إذن مازالوا يتحدثون عن وهم السلام وسيجدون من سيصدقهم ويقول أنه ما زال هناك سلام.
لكن على جانب آخر وجدنا أن ما فعله ترامب قد وحد مشاعر الناس حول قضية واحدة هى فى الحقيقة قضيتهم الأساسية التى ابتعدوا عنها زمنًا فسابقًا كان ما يجمع الناس مسلسل شهير أو كرة القدم ولعل مظاهرات الجماهير الفرحة بتأهل منتخابتها لكأس العالم لم يفارق الذاكرة بعد ، لكن جاء ترامب وبقرار مجنون وحد مشاعر تلك الجماهير فرأينا الجماهير تخرج فى تظاهرات منددة بالقرار فى باكستان ومصر وغيرهما وفى فلسطين طبعًا ثارت المشاعر ونشبت الاشتباكات بين العدو الغاشم وأبناء الوطن السليب ودعا بعضهم لتجديد الانتفاضة ذلك مع مطالبات متعددة للحكام والهيئات الدولية بإتخاذ إجراءات فعلية على الأرض وعدم الاكتفاء بالشجب والتنديد.
ربما كان أغرب ما فى الموضوع هو أن الجماهير تنتظر من حكامها التحرك لنصرة الأقصى ووتحرير القدس فمنذ مائة عام عندما صدر وعد بلفور هل تحرك الحكام ؟ لم يتحرك ولم تتحرك تلك الهيئات الدولية والدول الحرة لنصرة شعب بأكمله نُهب وطنه فى وضح النهار.
عندما احترق المسجد الأقصى هل تحرك هؤلاء الحكام ؟ بالطبع لم يحركوا ساكنًا وهل ثارت دماء الإنسانية فى عروق المنظمات الدولية ؟ كأن شيئًا لم يكن.
وعندما اقتحم الصهاينة المسجد الأقصى عدة مرات هل فعل الحكام شيئًا يذكر ؟ لم يرمش لهم جفن وظلوا يتحدثون عن السلام .
إن ما فعله ترامب كان لحظة صراحة أمريكية متناهية فهل نصارح نحن أيضًا أنفسنا ونقتنع بأن ما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة؟
وفى النهاية أذكر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
(يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت)
فيديو مقال وعد بلفور الجديد
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد