لا يوجد في هذا العالم صح مطلق وخطأ مطلق.

نولد بدون اختيار للبلد و المجتمع الذي نريد أن نحيا به و نقضي فيه طفولتنا و شبابنا وحياتنا بما تحويه من حلو ومر
عندما تنشأ في مجتمع يحكم على مواقفك و تصرفاتك و شخصيتك و رؤيتك للحياة و أفكارك وأحلامك وطموحاتك وهفواتك وذلاتك ونجاحاتك ويحكم حتى على أنفاسك بدون أي وجه حق.

فقط لأنهم يحبون عرض وجهات نظرهم .. بغض النظر عن مدى توافقها مع أفكارك ووجهة نظرك و رؤيتك..

بل ويحاسبونك على جميع تصرفاتك و لا يكتفون بإطلاق الأحكام بل تبدأ عملية من محاكمتك و كأن من المفترض أن يسير كل شيء وفقا لأهوائهم ووجهات نظرهم وأفكارهم ومبادئهم هم.

تندهش و كأن من المفترض أن نكون جميعاً متشابهين بل نسخ من بعضنا البعض !! وتندهش بدهشتهم لاعتراضك و كأن حقهم أن يحكموا عليك و يحاسبونك!

إذا حكمت على أحد منهم، يعاقبوك

و إذا تجرأت يوماً ما وفعلت مثلما يفعلونه وحكمت على أحد منهم يجلدونك و يسلخونك و يعاقبوك على مثل هذا الفعل متعللين بأنهم أكبر منك أو

(شافوا اللي إنت ما شوفتوش و يفهموا في الحياة أحسن منك طبعا .. تفهم إيه إنت)

و ينتظرون منك السمع و الطاعة بل أحياناً الموافقة أيضاً..

في ظل مجتمع لا يعارض هذه الأفكار يكون من الغريب رفضك لإطلاق الأحكام على الآخرين في العموم .. فليس لأحد منا الحق للحكم على الآخرين..

هل كنت مكانه يوما؟

هل شعرت بما شعر به في هذا الموقف ؟ هل تعرف خلفيته و ماحدث معه ليقوم برد فعل معين؟ هل توقفت للحظة و قررت أن تنظر بعين أخرى للمواقف ؟ هل قمت يوما ما بوضع نفسك مكان الآخرين و رؤية الأمور من زواياهم؟

لا و لن نفعل ذلك..

إذاً , لماذا نحكم على الآخرين أحكاماً مطلقة و كأننا على صواب دائما و الآخرين خطأ دائماً؟

هل تعلم أن كل شئ يحتمل الخطأ و الصواب ؟ لا يوجد في هذا العالم صح مطلق وخطأ مطلق.

مقالات متعلقة بالموضوع

هناك دائماً منطقة رمادية بجانبها مناطق بها ألوان عدة لا يذهب إليهم أحد منا.

جميع الأمور .. جميع الأمور بما تشمل هذه الكلمة تحتمل الخطأ و الصواب و لها أكتر من زاوية لرؤيتها و جوانب عدة للتعامل معها

هل تحب المفاجآت؟

إليك هذه المفاجأة..

لا يوجد ما يعرف بالصواب و الخطأ

الصواب من وجهة نظرك هو خطأ من وجهة نظر شخص آخر يمر بنفس ظروفك و يحمل نفس مشاعرك و لكنه لديه أفكار مختلفة

و الخطأ من وجهة نظرك هو صواب من وجهة نظر شخص آخر يمر بنفس الظروف و يحمل نفس المشاعر و لكن لديه أفكار مختلفة

لا يمكنك الجزم و لا التعميم..

فلنعلم جميعاً أن ليس لأحد منا إطلاق الأحكام على الآخرين ولا تصنيفهم..

و تذكر دائما أنك لم تكن يوماً في مكانه..

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ