وجد الفيلسوف اليوناني “ديوجين” في أحد الأيام يحمل مصباحا و يدور به في بياض النهار ..فلما سئل عما يفعله قال :(أفتش عن إنسان)
إنسانا بأتم معنى الكلمة .. لا أقصد بالانسان جسدا بلحم و عظم و دم تسكنه روح .. بل أقصد كيانا تسكنه الفضيلة و المبادىء المثلى .. إنسانا يعيش على الإحسان مع غيره .. يحب لغيره من البشر ما يحبه لنفسه ..
لا يرى نفسه فوق الآخر و لا ينظر لأي كان بدونية .. يعطف على الفقير البائس و يشركه في قسط من أمواله .. و يحن على الصغير و يعفو زلة الطائش ..أينما يحل يعبق أريج محاسنه و أخلاقه ..و كل ما يلمسه يستحيل ذهبا ..تفيض مدامعه حزنا و أشجانا إذا ما عجز عن فعل الخير و نصرة الأكداد من الناس ..يهمه حال الأمة و البلاد إن ساء و فسد ..و لا ينطوي على نفسه بما من الله عليه من بركات و يتمتع بها غير آبه لما يحدث بما حوله ..
يكره الكذب و الرياء ..و الملق و الدهان ..و الموارية و المداجاة ..يحسن إلى الجميع و لا يفرق بين الكبار و الصغار و الأعلياء و الأدنياء .. سعيد مغتبط في البأساء و النعماء ..و طويل الأناة في الساعة الحالكة المدلهمة ..يجالد الشدائد بكل عزم و يلجم شهواته و غرائزه و ينضح عن نفسه من دسائسها و زينتها ..يسير على طريق الحق و لو على مضض ..
و اذا ما جعلته الغوائل و الدواه يكبو ينهض من جديد كمثل طائر العنقاء و يجعل من اليباب جنة فردوس .. الرذيلة أعدى أعدائه ..و أهل الباطل و الحماقة ليس له معهم مجلس فلا يصاحبهم و لا يصنع مصنعهم من السوء و سماجة الأفعال و الأقول ..بار لمبادئه لا يتسامح فيها و لو على حياته ..
شجاع جسور لا يهاب الموت في ساحات الوغى .. محب للمعرفة و العلوم .. كافر بالعادات و التقاليد الفاسدة لمحيطه .. لا يغنيه سوى رضى الله عز و جل و راحة ضميره ..فأين هذا الإنسان في يومنا هذا ؟؟
هل صادفت و رأيت مثلا له بين دهماء الناس أو بين سادتهم !! أم ليس له وجود و لم يعد سوى أسطورة نتغنى بها في الروايات و الأفلام و الحكايات الشعبية !!؟ لا أعلم أي سبيل للوصول إليه سوى أن تكون أنت هذا الإنسان .. فتجعل من الأسطورة حقيقة و تدحض نظرية كل البشر سيئون و لا وجود لإنسان نقي الروح بينهم ..
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد