يشكو كثير من الناس من تذبذب علاقاته الإجتماعيه فتارة تبلغ أوجها وتارة تنزل الى أقل مستوياتها من التواصل و العطاء والإحترام المتبادل بل وتصل بنا في أحيان أخرى درجة القطعية بين أصدقاء ألف بعضهم بعضا وتشاركوا لحظات حياتهم وتقاسموها بينهم حلوها ومرها ربما تنقلب الى شكل من أشكال البغضاء ، فما هو سبب هذا التحول الذي قد يكون مستغربا في علاقات امتدت لسنوات وسنوات ؟ وكيف نستيطع أن نحافظ على علاقاتنا الإجتماعية ؟ هذا ما سأحاول الإجابة عنه في عجالة .

تعريف العلاقات الإجتماعية

لكل شخص منا فعل وردة فعل تصدر عن قناعات الإنسان ومبادئه اتجاه الوسط الذي يحيطه ، فهو فعل يصدر بين أفراد وجماعات يقابله ردة فعل كنتجة للفعل الصادر
ضرورة العلاقات الإجتماعية
الإنسان بطبعه كائن إجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده لأنه يأنس بمن حوله وترتبط مصالحه النفسية و الإجتماعية و الإقتصادية بل و الروحية بالتواصل و التفاعل حتى يكون الشخص سليما ويقدر على العطاء فيفيد من حوله ويستفيد منهم .
يتمنى كل انسان أن يحيط نفسه بشبكة من العلاقات الإجتماعية الحقيقية في كل زمان ومكان خاصة مع تطور الحياة وسرعة إيقاعها وتحولاتها حيث أصبح من المألوف عدم توافر الأمان الوظيفي في العمل وارتفاع نسب الطلاق وتأثر النشأ بالعالم الذي أصبح قرية صغيرة في سرعة الوسائط التقنية فلابد من التواصل حتي يتم تقويم المعوج وتعضيد الصحيح .
فبالعلاقات الإجتماعية المثمرة تتطور الشعوب وتصبح في مقدمة الركب فيتوفر لكل شخص الفرصة للعطاء وتتلاقح الأفكار فينتج من ذلك شبكة نسيج إجتماعية جميلة المظهر قوية البنيان .

مسافة القنفذ

اذا افترضنا وجود قنفذين في يوم شديد البرودة ولم بكن لدى هذين القنفذين مايقيهم صقيع البرد فمن الطبيعي أن يقومان بتدفأة كل منهما الآخر ، فإن حاولا التقرب مع بعضهما البعض ليصبحان جسدا واحدا سيؤلم كل منهما الآخر بشوكة ، وإن حاولا الإبتعاد عن بعضهما البعض وتركا للهواء البارد أن يتخلل جسديهما سيجمدهما البرد بصقيعه ولكن ان حاولا الحفاظ على مسافة مناسبة بينهم بحيث يتبادلنان الدفء ولا يؤثر شوك القنفذ الأول على الثاني هنا فقط ستتم المصلحة بين القنفذين وهي مسافة القنفذ .
في التواصل الإجتماعي اليناء لابد من الحفاظ على مسافة القنفذ فلا تتداخل العلاقات الإجتماعية لدرجة انتفاء مسافة الإحترام المتبادل ولا درجة جفاء التواصل الإجتماعي وعدم هدم الخصوصية بين الأفراد و المجتمعات .
عند التطبيق الصحيح لمسافة القنفذ يثمر التواصل ويتحول الى عطاء ويبنى جسر الإحترام المتبادل فترتقي الأفكار وتعم الفائدة .

مقالات متعلقة بالموضوع

فيديو مقال مسافة القنفذ

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ