حكايتي. حكايةٌ مبعثرةٌ في سنينِ العمر، واضحةٌ على خطوطِ الوجه، جليَّة في آهاتِ القلب، ممزوجة بالدموع، راسمةً ابتسامة أجهل حتى معناها، أهي فرح أم حزن، سعادة أم بُؤس؟

حكايتي حكاية كثير من الأمهات، تتكون من بطلة واحدة، وتزداد صعوبة إن كانت بطولة نسائية مطلقة.

أم الصبيان هي الأنثى الوحيدة في المنزل

نعم، فأنا صانعة الحلويات الوحيدة في منزلي، وأنا فقط التي تهتم بالزهورِ والألوانِ والعطور الفواحةِ في ثنايا المنزل، اهتمامات هي عند الصبيان تفاصيل لا معنى لها.

نعم، أعيش دون ضُرة تشاركني حب أبيها، ولا من يعبث بمستحضرات تجميلي، أو سشوار شعري، أو تفاصيلي الأنثوية. حكايتي حكاية أم الصبيان.حكاية تحمل بين سطورها أملاً وألماً، أمل في غد مشرق ناجح مشعٍ بالإنجازات والتفوق والإبداع، وألم صراعات وحوارات واختلافات وإخفاقات.

نجاح من طعم آخر في تربية الصبيان

أكاد أجزم y. وصدق من قال:

“إن تربية الصبيان مثل التعامل مع حجر قاسٍ خالٍ من المشاعر” .

مناقشتهم تحتاج إلى تكنيك، واستتدراجهم في الكلام يحتاج إلى خطة تكون أعلى من مستوى توقعاتهم. حياةٌ كالفصول الأربعة لكنها بيوم واحد ضائعة بين مدّ وجزر، بين شدة وقسوة وبين حب وحنان. تبدأ بابتسامةٍ وقبلةٍ صباحيةٍ سرعان ما تتبدد في غياهب روتين أخطائهم وأفكارهم.

كل شيء حصل بسرعة

يكبرون بسرعة، تمهلوا، تمهلوا رويدا، متى كبرتم؟! متى كبرتم وما عادت حبة من الحلوى تفرحكم؟! أو لعبة خيالية تستهويكم؟ ولا قصص ترضيكم؟ متى كبرت مطالبكم؟! متى أصبح حديثي مملا ً؟! وكلامي محاضرات لا واقع لها، متى أصبحت اختياراتي لا تعجبكم؟! كيف أصبح اهتمامي ونظراتي التي تتبع خطواتكم تسلطّاً، متى كبرتم وأصبحتم في عمر المراهقة؟!

مقالات متعلقة بالموضوع

متى تغير شكلكم وتاهت أفكاركم؟!

سعادتي يوم أرى فيه جمال إنجازي

لكني لن أفقد طريقي، أو أضيّع تعبي معكم، وإن أحاطني الخذلان وشعرت بالفشل، فسأنظر إلى يوم أرى فيه جمال إنجازي معكم.  فأيامكم حُبلى بالإغراءات والصعوبات. تحديات لم تشهدها طفولتنا. بدأت أعلم جيداً لماذا تتبادل الأمهات دعاء:

“أتمنى أن تفرحي بأبنائك”.

نعم، فنحن نرجو فقط الفرح، ونعلم أنه من أحب الأماني ضريبته همّ الأيام والسنوات وليالٍ ثقيلة بالدموع والمخاوف التي لا تنتهي، وكمٌّ من الأحاسيس المختلطة خوف، حرص، بكاء، وقسوة. هذا هو ثمن الفرح.

يكبرون، وتكبر معهم التوقعات والآمال. هم ثمرتي وإنجازي وفرحي. وسعادتي هي يومٌ ما أراه أمامي قريباً ليس بعيداً. يومٌ دافئٌ حنون يمحو كل تعب، يشعل دموع العين فرحاً، يوم تخرجهم ونجاحهم، يوم فرحي بهم، وإلى ذلك الْيَوْم أستودع الله أحلامي فيهم.

فيديو مقال أم الصبيان

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ