معظمنا سمع عن الطاقة البشرية ومدي أهميتها في توفير القوة اللازمة للبشر التي تمكنهم من التعايش مع بعضهم والتعامل مع متطلبات الحياة اليومية.

في هذا المقال سنتحدث بشكل مبسط عن أهمية الطاقة الإيجابية ومدي فعاليتها في استخراج العزيمة المطلوبة لإتمام متطلبات الحياة اليومية، وتسليط الضوء على نواحي الطاقة السلبية والضرر المريع الذي قد ينتج عنها في حال عدم التعامل معها بالشكل الصحيح.

قوة الطاقة البشرية ومدى تأثيرها في حياتنا

من فترة رأيت شخصان يتعاركان بجانب الطريق وكان كل منهما عازم على إلحاق الأذى بالأخر من دون وعي وبشكل مخيف، لم يستمر العراك طويلا حتى تدخل مجموعة من الحاضرين ليفضوه وتمكنوا من انهاء المشهد الغير حضاري، وفي فترة وجيزة وصلت دوريات الشرطة لتتعامل مع الموقف واتذكر حينها عندما قال أحد أفراد الشرطة للخصمان وبصوت عالي “ماذا لو مات احدكم وأنتم تتعاركون؟” لم يستطيع أحدهم الجواب، وأكاد أن أجزم بأنهم أحسوا بقيمة هذا السؤال المصيري في حال كانت النتيجة هي موت أحدهم بالفعل جراء ضربة عنيفة في مكان خطير مثل الرأس أو العنق.

لفهم ما حدث علينا أن ندرك بأن الطاقة البشرية هي من المقومات الإنسانية والكفيلة بتوفير معظم المهارات الحياتية التي تساهم في بسط لغة المنطق وكيفية التجاوب مع التحديات الواجب علينا أن نتعامل معها بشكل حضاري وإنساني.

الطاقة البشرية هي المحرك الأساسي لكل إنسان وتعمل على توفير ما نحتاجه من قوة ذهنية جسدية أو حتى عاطفية لتخطي التحديات اليومية التي نمر بها كبشر.

تحولات الطاقة البشرية

الطاقة في صورتها النمطية تكتسب من خارج الجسم، وتتجانس بشكل كلي مع الإنسان، لكي تتحول إلى ما نحتاجه من أدوات تساهم في تخطي التحديات، والوصول الي الأهداف المرجو تحقيقها، او تتحول الي عنف غير مبرر يسهم في تدمير الذات وإلحاق الأذى بالأخرين

1ـ طاقة سلبية

كيف تتمكن الطاقة السلبية من الإنسان؟

عندما نتحدث عن الطاقة السلبية نستطيع القول بأن الضغوط النفسية الناتجة عن الالتزامات الحياتية في معظمها تشكل هاجس ذهني يستهلك جزء كبير من قدرتنا على التعاطي مع تحديات الحياة اليومية ويترك الكثير من الفراغ الذي يسهل ملؤه بالطاقة السلبية التي تتحول في مضمونها إلى عنف مباشر أو غير مباشر، وفي معظم الأحوال يكون العنف ناتج عن المواجهة المستمرة مع الذات حيث أنه يصل بالشخص إلى مستوي خطير من الحزن والغضب في محاولة استنتاج أسباب الخوض في هذه التجربة الغير مجزية اما على الصعيد النفسي او المادي.

كيف يمكن التخلص من الطاقة السلبية؟

الحيلة تكمن في الحد من استهلاك الطاقة الإيجابية والعمل على احتواء جل المشاعر السلبية وإعادة تدويرها إلى نقيضها ليتمكن الشخص المتضرر من المضي قدما بسعادة واستقرار، والأهم طبعا هو الشعور بالطمأنينة ولا شيء يعلو فوق هذا الشعور.

مقالات متعلقة بالموضوع

جزء كبير من الحل يكمن أيضا في التنظيم وهو سلاح العباقرة. التنظيم يعد أهم عوامل النجاح وهو أيضا أحد عناصر التعامل مع الأزمات، ففي كل الأحوال يحتاج الفرد منا إلى تنظيم وقته وجهدة لكي يحظى بحياة كريمة خالية من الأمراض المزمنة والتي تستهلك مخزون السعادة لدي الانسان.

قد يصدق البعض لو قيل له بأن معظم مصادر المشاعر المسمومة تأتي من الأقربين من الأقارب والأصدقاء أو حتى زملاء العمل، لذلك عليك الالتحاق بالرفقة الإيجابية والابتعاد ولو بشكل جزئي عن الأشخاص السلبيين في حال فشلت جميع السبل لتغير جوهر تفكيرهم السلبي والمبني في معظم الأحوال على فرضيات خاطئة.

2ـ طاقة إيجابية

فعالية الطاقة الإيجابية وأهميتها

أهمية الطاقة الإيجابية تكمن في جوهرها الحيوي والذي يساهم في تخطي عقبات الحياة والارتقاء بالنفس إلى مستوي عالي من الأخلاق والتسامح، وإيجاد الجهد اللازم لإنجاز المهام اليومية والمعقد منها بشكل سليم ومن غير تقاعس، خصوصا مع تسارع وتيرة الأحداث اليومية كما نشهد في قنوات الأخبار من تصعيد في جهة وتهدئة في جهة أخرى!

وتعد الطاقة الإيجابية جدار مناعي حيوي يقاوم ذرات الاكتئاب، والتي تبدأ في بناء نفسها بشكل تدريجي ومن غير سابق انذار تري نفسك عاجز تماما عن النهوض من الفراش لكي تنجز حتى أبسط الاحتياجات اليومية.

قبل أن أختم لزم التنويه عن فئة من البشر تهدر جزء كبير من طاقتها في ارضاء غيرها من الناس وهذا امر سخيف في رأي، فمن الممكن استثمار هذه الطاقة المهدرة في اكتشاف الذات او اي مجال يعود لصاحبه بالسعادة والاطمئنان، فعلي هذه المجموعة التوقف عن ارضاء الآخرين لأنها وبكل بساطة غاية لن تدرك، وبان السعادة الحقيقة تكمن في ارضاء الله تعالى قبل الغير وفِي مساعدة الآخرين من المحتاجين.

علينا ان نعيد تقييم أولوياتنا من فترة لأخرى وهذه الخطوة تعد نوع من أنواع إدارة الجودة الذاتية والمرجو منها هي تقييم المردود النفسي أما بالسعادة المتقطعة أو الحزن المستمر، والبحث بشكل دائم عن الطريق الأسهل والأفضل لعيش حياة كريمة خالية ولو بنسبة بسيطة من الطاقة السلبية، والتي تجنبنا في كثير من الأوقات الخوض في عراك مع أشخاص على جانب الطريق فقدوا السيطرة على حياتهم وحياة من يهمهم.

فيديو مقال الطاقة البشري

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ