في مساء يوم هادئ، تأملت النجوم والكواكب، وأخذني تفكيري إلى نبذي لواقعي، فكانت تدور في مخيلتي فكرة يتيمة، فتمنيت لو أني أعيش في دولة متحررة، لكنت أفضل حالا مما أنا عليه الآن، وبينما أنا أفكر في هذه الأمنية، وإذا بي أدخل عالماً من الخيال، وكأني أعيش تجربة اَلِس في بلاد العجائب، ووجدت عدة أبواب.
فاخترت الباب الأقرب والأسرع، باب كتب عليه من هنا السعادة، فدخلت منه لأنتقل إلى عالم صاخب. وجدت نفسي احمل آنية خمرة، وأنا اترنح وأتمايل على أنغام الموسيقى في إحدى الملاهي، وكانت ترقص بجواري بنت جميلة، لم أركز على غيرها، كانت شبه عارية، وبينما نحن نقفز كالأرانب، لم أتذكر سوى أني ذهبت معها إلى مكان مظلم، واستفقت وأنا أشعر بصداع شديد، وعامل النظافة يحملني إلى حافة الرصيف، وهو يغسل الشارع من القيء، استفقت والتقيت بأصدقاء، أعطوني المخدرات، واستمرت حياتي في هذه المدينة المتطورة، بين سجن وبين ناد ليلي، وعندما أفلست ولم يعد عندي مال لأشتري المخدرات، التحقت بعصابة للسرقة، انتهت حياتي حينها برصاصة من أحد رجال الشرطة عندما كنا نسطو على محل للمجوهرات باستخدام القوة والسلاح.
ولأنه حلم، أو أمنية، رجعت من حيث بدأت، وكان عليَ أن أختار باباً أخر، فاخترت باباً كتب عليه هنا الحرية، وجدت نفسي متزوجاً من رجل، فلقد كنت مثلياً، وكنت أعيش بحرية تامة، وبعد وفاة زوجي أو زوجتي أو أياً كان الاسم، تزوجت من كلبتي، فلم أجد أي مانع من هذه الحرية، وكنت أتمنى من الجميع أن يجربوا هذه الحياة، وانتهت حياتي في هذه الحياة الحرة وأنا عاجز عن الحركة ومصاب بالإيدز، وحتى أعضائي التي تبرعت بها لم يأخذها أحد.
ورجعت لأختار باباً آخر، كان هذه المرة يحمل لافتة مميزة، تتكلم عن الخلاص، وفيه موسيقى أشبه بالسنفونية، وروح المعركة والحرب والاقتتال ترقص على جانبي الطريق إليه، دخلت في عمقه فوجدت نفسي متمرداً على الجميع، لا أقبل بالآخرين، ولا أرضى أن أخالف أو اأعارض، لساني يشتم ويلعن ويكفّر، القتل مهنتي لمن يخالفني الرأي، وجدت نفسي متشدداً، واقفاً في غرفة محاطة بالمرايا، وكنت فيها ولكن بأشكال وملابس ومظاهر تختلف، ولكني كنت نفسي، لم يتغير مني إلا ملابسي ولغتي وطرحي، إلا أن الفكرة هي نفسها، لا حياة لمن يعارضني، ومت بأكثر من شكل وأكثر من طريقة، وقد اُزهقت بسببي مئات الأنفس البريئة.
رجعت من حيث بدأت، فهمت أن الحياة ليست كما أظنها، الذي موجود عندي يتمناه غيري، كما هو حالي حيث أتمنى ما عند الآخرين، الحقيقة كانت تدور حول مدار واحد، وهو أن القناعة كنز لا يفنى، ولكنها لا تعني أن نتخلى عن أحلامنا داخل هذا المدار، بل أن تكون أحلاماً تؤتي فوائدها دون أن تلحق فينا الضرر، فلا ضير في أن نبحث عن السعادة، ولا مشكلة في التعلق بالحرية، ولا خطر في اتباع فكرة، ولكن علينا أن نجعل كل هذه العناوين تتوجه بنا إلى شاطئ الاستقرار والنجاح في الحياة.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد