يحكي أن في قديم الزمان والمكان في احدي القري العربية كان لرجل ثلاث أبناء وهو كان من الطراز الأول للمحاربين ولكن قد اعتزل بسبب إصابة في القدم اليسرى و استقر في تلك القرية الهادئه و كبر أولاده و اشتد عليه المرض و قد مات و ترك لأولاده الثلاثة ارض زراعية كبيرة و سرة من الدنانير.
تنازع الاخوه الثلاث فيما بينهم في الميراث فقتل أكبرهم إخوته حتي أن يجني المال وحده و يرث الارض و ما عليها من زرع و مواشي.
مر الزمان و الجميع يعلم أنه هو الوريث الوحيد و أن إخوته تنازعوا فيما بينهم و قتل كلا منهم الآخر و ظل هو الوريث الوحيد.
تزوج و انجب و قل خير الارض بعد أن قتل إخوته و منع الذكاه عن الفقراء والمساكين ، وفي كل عام كان يقل خير الارض عن العام الماضي ، حتي أن اقترحت عليه زوجته بأن يعرضها للبيع و يذهبون إلى المدينة و يعمل في مجال التجارة حيث أن تعداد اهل المدينة اكثر بكثير من تعداد اهل القرية و هناك الرزق أوسع، فكر و قرر و دفعه طمعه و جشعه و ظننا منه بأنه بهذا سوف يضمن مستقبل أفضل لأبنائه ، وهناك اشتد عليه المرض نفس مرض والده و بداء أبنائه يعصون أوامره و يضيعون المال الذي جمعه بالدم حتى أن عجز عجزا تاما علي السير.
ذات يوم ذهب فيه أبنائه للصيد وهو يجلس في غرفته وحيدا سمع صوت زوجته وهي تحدث أحدهما و وتعالي الضحكات فبث الشك في قلبه و انقلب من علي الفراش و ظل يزحف حتي أن وصل الي زوجته و وجدها في أحضان رجل آخر .
لم تكترث له زوجته أو حتي عشيقها لوجوده و ظلوا يمارسون الجنس امام عينيه فجحظت عيناه بالبكاء ولحظه انتهائهما سألها في غضب لماذا ؟!
تبسمت وقالت اني اصغر منك سنا و انت كنت تعلم بأن قلبي معلق بشخصا اخري ، و ولدي رجل فقير وانت قمت بشرائي من والدي ظننا منك بأن المال يشتري به كل شيء ، عاملتني بقسوه ولم تنجب مني لانك عقيم ، نعم هم ليسوا ابنائك بل أبناء حبيبي هذا و سوف نتزوج بعد موتك و ناخذ مالك.
لم يجد الرجل كلمه واحده يقولها لزوجته ، وهو ينظر لها وعيناه ممتلاه بالدموع و هي تنظر له في تحدي و الاخر ينظر له في لا مبالاة حتي أن دق الباب، فشرعت هي وحبيبها في حمل زوجها ووضعه على الفراش و و ضع الوساده عليه و الباب يدق و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة ، أمرت حبيبها بالانصراف فانصرف من النافذة , وظل الزوج يتذكر أبيه و إخوته و المال الذي جمعه طيلة حياته من أجل مستقبل أفضل لأبنائه الذين ليسوا من صلبه حتي أن فارق الحياة بدون مال و بذنب إخوته و بخيانه زوجته له فقد ضاع العمر هبائا.
ايقنت زوجته بموته ففرحت ورفعت عنه الوساده و ذهب تفتح الباب واخبرت أبنائه بأنها كانت تغط في نوما عميق و دخل الاولاد يطمئنون علي والدهم فصرخوا فابتسمت.
من منا يجمع مال من حرام و يظن أن الله سوف يبارك فيه ، من منا تزوج وهو يعلم بأن اهل العروس مطرون الي ذلك لحاجتهم للمال ، من منا قاتل و تقاتل مع إخوته ليأخذ مال ليس من حقه و يذهب عن الدنيا بدونه و يحاسب عنه و يستمتع به غيره.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد