التدريب هو عملية تطوير منظمة للمعرفة و المهارات و الاتجاهات التي يحتاج إليها الفرد حتى يتمكن من القيام بأداء واجباته الأسرية والمهنية بكفاءة وفاعلية وإبداع. ونحن كمجتمع عربي شرقا وغربا انتشرت عندنا مصطلحات الدورات التدريبية أو دورات التنمية البشرية واختلط الصالح بالطالح والمحترف بالنصاب، وحتى يعرف الفرد في أي دورة يشترك وأي مدرب يجالس، أقدم لكم في هذه المقالة المتواضعة بعض المعايير التي تمكنك من التمييز بين الدورات الفعالة و الغير الفعالة.
هذه المعايير تنقسم إلى ثلاثة أنواع : معايير تتعلق بالمدرب ومعايير تتعلق بحقيبة التدريبة والأخيرة تتعلق بمؤسسة التدريب. لكن قبل البداية دعونا نوضح أولا مفهوم المعيار، وهو نموذج متصور يُقاسُ به غيرُه للحكم والتَّقييم، وعندما نقول معايير التدريب أي الأمور التي يقاس عليها جميع الدورات الموجودة على الساحة لمعرفة الصالح من الفاسد. وحتى يكون للتدريب قيمة و مكانة سامية تبعده عن التجارة والنصب وبيع الوهم. وبإيجاز غير مخل وتلخيص غير ممل نقدم لكم المعايير التالية :
المدرب هو المسؤول عن عملية التطوير للمعرفة والمهارات والاتجاهات، ومفاد هذا أن المدرب يحتاج للتأهيل الأكاديمي الذي يطور والمعارف، وأيضا الكفاءة والخبرة في مجال معين ليطور المهارات. أما الاتجاهات والقناعات فهي كتحصيل حاصل من تطوير للمعرفة والمهارات . فعند مطالعة أي إعلان للدورة أو محاضرة للمدرب الفلاني لابد ان نجيب على الأسئلة التالية:
والأجوبة يجب أن تكون مؤدية لما تحتاجه الدورة التدريبية، فعلى سبيل المثال. نريد حضور دورة في التدريس الإبداعي فالمعايير التي من المفترض ان تكون في المدرب، أن يكون له تخصص أو بحث علمي في علوم التربية إضافة للخبرة في التدريس، وأيضا الانتماء لمؤسسة تعليمية أو وزارة أو جهة معتمدة حقيقة مشهود لها في مجال التدريس، ناهيك عن التجربة المشرفة في مجال التدريب.
الحقيبة التدريبية تتكون من ثلاثة أشياء رئيسة: دليل المتدرب –دليل المدرب والمادة التدريبة، وحسب بحث في علوم الترتتقسم معايير جودة المادة التدريبية ل11 معيار:
%80 من المؤسسات التدريبية الموجودة في الساحة التدريبية العربية بلا مقر ولا نظام إداري دوري، وإنما عبارة عن شخصين أو ثلاثة ينظمون نشاط تدريبي و يحررون شواهد رخيصة ليوزعوها في آخر الدورة بتأجير مؤقت لمكان التدريب. وباقي المؤسسات بين الإلكترونية الوهمية و المعتمدة من جامعات ليس لها أي أساس. و قلة تعد على الأصابع من المؤسسات من لها مقر واعتماد ورخصة تجعلها تليق بمستوى تقديم خدمة التدريب. لكن ما يهم المتدرب من المؤسسة هو اعتمادية الشهادة المقدمة في آخر التدريب ومدى فعاليتها. وهنا نقدم للناس خطوة بسيطة لكيفية التحقق من اعتماد جهة معينة، وهي كتابة اسم الجهة في محركات البحث المعروفة، والاطلاع على التصنيف العالمي لها و تاريخها وأهم ما قدمته.
وحتى لا يختلط الحبل بالنابل فالغاية من التدريب ليس هو الشهادة بالأساس وإنما هو تحقيق التطوير في الأداء، أما الشواهد و الماسترات والدكتوراه فمكانها الأصلي في الجامعة والكلية، والشهادة المقدمة في التدريب لها مكانتها و قيمتها الموازية للنوعية التدريب لا أقل ولا أكثر.
يعتبر هذا المقال محاولة تكوين صورة نموذج واضح للدورة الفعالة ليسهل الاختيار على كل من يريد الالتحاق ببرنامج تدريبي معين أينما كان. ولاشك ان ما تقدم ليس وحيا من السماء ولا صفحة من اللوح المحفوظ، وإنما اجتهاد اعتمدت فيه على خبرتي المتواضعة في مجال التدريب. وهدفنا الأسمى والأساسي هو تطوير التدريب بالعالم العربي عامة، وليقوم هذا التدريب بدوره التام في التطوير أيضا ففاقد الشيء لا يعطيه.
والله أعلم
للتواصل:
boudiaeazeddine@gmail.com
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد
منافع ومصالح قائمة على دماء الأبرياء في غزة، يصارع أكثر من مليوني إنسان شبح الموت… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد