الدعاية من منظور مختلف

دخل أحدهم المجلس وهو يُردد

  • 250 مليون دولار يعني أكثر من 900 مليون ريال سعودي؟ فسأله أحدهم
    • ما هذا الرقم، أكيد مشروع طرق أو بناء مدارس أو مطار جديد أو ..
  • لحظة لا تفكر بعيد، هذه صفقة لاعب كرة .
    • لاعب كرة، هذا مثل راتبي لمدة 10 سنوات، لكن ما معنى صفقة لاعب؟
  • يعني أن اللاعب ينتقل إلى نادٍ ثاني ويُصبح مُلكاً للنادي الجديد.
    • يعني بيع، نادي يبيع لاعب لنادي آخر!
  • نعم، ليس هذا فقط، بل إضافة لذلك يدفع النادي راتب شهري للاعب، تدري كم؟
    • لا.
  • أحد اللاعبين يستلم شهريا أكثر من 9 مليون دولار شهرياً، يعني أكثر من 35 مليون ريال ، مثل راتبك لمدة لثلاث سنوات!
    • كنت أظن أنه انتهى وقت بيع وشراء الإنسان ( العبيد)، لكن هذه صورة من البيع !
  • لا. هو ليس عبداً للنادي، ثم ألا تلاحظ الأسواق وما يُباع فيها؟
    • ماذا يُباع؟
  • ملابس نساء ورجال عليها شعارات وكتابات لبعض الأندية والمؤسسات والشركات وغيرها، حتى أصبح من الصعب أن تجد ملابس ليس عليها شعار أو كتابة.
    • هذه دعاية؟.
  • وهل أصبح جسد الإنسان مكان للدعاية، لقد أصبحت بعض أجسادنا مكاناً لترويج البيع والشراء!

نوع من أنواع السلع المطلوب بشدة في يومنا هذا

وبحركة فيها شدة انتباه قال أحد الحاضرين:

  • ولماذا أنتم تستغربون؟، دعونا نسأل كل الحاضرين: أليس لديكم تطبيقاً للتواصل الاجتماعي مثل تويتر أو الفيسبوك أو التلغرام أو غيرها؟
    • أجاب الجميع: نعم ، وبعضنا أكثر من تطبيق، لكن كلها مجانية.
  • هل تعلمون أن هذه المواقع تحقق ارباحاً طائلة تصل إلى مليارات الدولارات سنويا ( الفيسبوك حققت ربحاً مقداره  أكثر من 4 مليار دولار عام 2017م).
    • وماذا في ذلك؟
  • سؤالي : ما بضاعة هذه الشركات؟
    • الإعلانات والدعايات.
  • هذا مصدر ربحها، أما بضاعتها فهي نحن البشر ( الإنسان) وكلما زاد عدد البضاعة ( البشر) زاد ربح الشركة.
    • وما الخطورة في ذلك؟ نحن نحصل على الخدمة مجاناً.
  • الخطورة تكمن في تنامي استخدام الإنسان كبضاعة أو إن شئتم قولوا كسلعة تُباع وتُشترى، وهو المخلوق الذي كرَّمه الله واستخلفه في الأرض.
    • وماذا يعني ذلك؟
  • إن تحول الإنسان إلى سلعة – وهو ما يزداد- يعني ذلك أن نتعامل معه كشيء مادي يجلب الربح دون النظر والاعتبار للقيم والأخلاق والمُثل العليا، فالمهم هو الكسب المادي وبأي طريقة.
    • أظن كلامك صحيح، لقد بدأنا نسمع عن الانحدار الخُلقي العالمي وتسارع موجات الملذات من الجنس والمال وغيره، وما إقرار حقوق المثليين في بعض دول العالم إلا أحد المؤشرات على ذلك.
  • لن يكون في بعض الدول فقط، بل هناك صيحة في الأمم المتحدة لإلزام كل الدول بقَبول ذلك وإقراره.
    • يا الله، لقد أصبحتُ سلعة، وأنا لا أدري!
  • إنها أحد المخططات التي يسعى إليها بعض المفسدين لتدمير البشرية من أجل مصالحهم وملذاتهم ولو على حساب بني جنسهم.

فهل أصبحنا سِلعاً ونحن لا ندري؟!

مقالات متعلقة بالموضوع

فيديو مقال التسليع

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ