بقلم: سلوان الجحيشي

تشكل التيار الصدري

مخطئ من يظن أن الحركة الصدرية في العراق تجلت بتشكيل التيار الصدري الذي تبنى العمل السياسي بإندفاع ملحوظ يختلف عما كان عليه سابقاً
بل إن الأمر يفوق تلك التصورات بتجاوز الأطر الفقهية من قبل الجهات المنتفعة من هذا المد، يقابله غياب الوعي والإدراك لدى عينة كبيرة من الجماهير التي وقعت ضحية لتأثيرات العقل الجمعي الذي تسيره الإشاعة وتوقظه الدعاية.

الواقع الصدري والصدريين

الواقع الصدري في نظر الصدريين يعني أنه واقع منزه عن كل مثلية سواء على الصعيد الفقهي أو الموقف السياسي أوالعمل التنفيذي بل حتى الواقع الإجتماعي، في قبال ذلك ينظر الصدريون إلى الشريك الآخر كخصم يجب تحجيمه بأي طريقة كانت، بغض النظر عن ساحة التنافس، سواء كانت دينية أو سياسية أو إجتماعية وغير ذلك، لفد كانت المشاركة في العملية السياسية من أشد المحرمات لدى أتباع هذا الخط، فضلاً عن الإنخراط في صفوف القوات المسلحة والعمل في دوائر الدولة، بحجة إفتقار الواقع الجديد للشرعية كونه حدث بفعل العامل الخارجي الذي أطاح بنظام البعث.

خروج الخط الصدري عن الإجماع الشيعي

بعد مرور أقل من سنتين على خروج الخط الصدري عن الإجماع “الشيعي” الذي كان منسجماً لدرجة كبيرة مع رؤية المرجعية الدينية التي كانت ترى ضرورة التصدي من قبل القوى الوطنية والنزيهة وأيضاً كانت تدفع بالشعب للمشاركة بصنع مستقبله السياسي وإختيار نظام الحكم_تغيرت قناعة الصدريين وتعرضت إرادتهم الرافضة لكل ممارسة تحت “سنابك خيول  الإحتلال” _تعرضت للإنهيار تحت بريق المناصب والأتيكيت، فحدث الإندماج مع الواقع الجديد مع الإبقاء على ” النكهة الصدرية” في مخاطبة عقول الناس، فهم السبب وراء كل إنجاز ولا دخل لهم بكل ما يجدث من إخفاق!.

مقالات متعلقة بالموضوع

هذا وغيره يشير الى أن الساحة العراقية تعيش إرهاصات ولادة مذهب جديد يضاف الى بقية المذاهب التي إستمر أتباعها بالعمل بمضمانيها رغم غياب مؤسسيها، فكم من الأجيال اللاحقة التي تتعبد برمزية الأشحاص رغم الفارق الزمني بينهما ورغم الشياع المعروف عن القواعد الفقهية التي تمنع من تبني الرؤية الفقهية للأموات فضلاً عن الأحياء الذين لم يحصل إطمئنان بنبوغهم العلمي فضلاً عن السلوكي.

المعوقات التي تحول دون اتساع المذهب الصدري

رغم حقيقة ما تمت الاشارة اليه، إلا أن هنالك بعض المعوقات التي تحول دون اتساع هذا المذهب:

  • منها قوة المنافس على الساحة الشيعية خصوصا ان كان منتميا لنفس المؤسسة التي أنجبت رموز هذا الخط.
  • يضاف اليه قوة تاثير المرجعية في الوضع الشيعي خصوصا بعد انتصار الفتوى ضد الارهاب التي اسهمت بتغيير كثير من القناعات.

بقلم: سلوان الجحيشي

أضف تعليقك هنا
شارك
بقلم:

Recent Posts

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ

بين غزة والذكاء الاصطناعي.. الوقت موت

منافع ومصالح قائمة على دماء الأبرياء  في غزة، يصارع أكثر من مليوني إنسان شبح الموت… اقرأ المزيد

% واحد منذ

جبريل عليه السلام

بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل  الله… اقرأ المزيد

% واحد منذ

من فضلك كن نفسك فقط

أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد

% واحد منذ