المعلم الحسني: الأخلاق الرذيلة تحجب المعارف الإلهية عن النفس

قال تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ) القرآن الكريم هو أحد الدلائل التي لا يمكن الاعتراض أو الرد عليها أو حتى التغاضي لما جاء فيه من معاني و ألفاظ تحمل بين طياتها الدروس البليغة التي لا ترتقي لها الإبداعات الإنسانية مهما بلغ صاحبها من المقامات العلمية والمعرفية و البلاغية المتقدمة.

يجب على النفس الإنسانية أن تحمل طابع الرضا وتتحلى بالأخلاق الفاضلة

فالآية الكريمة تدعو النفس الإنسانية بأن تعود إلى مقامها الأول وهي تحمل معها طابع الرضا بما دونته في صحائف أعمالها من جهة، و أن تكون محط إعجاب و احترام الآخرين ومن جنس أقرانها بما قدمته لهم من خدمات ساهمت كثيراً في تقدم عجلة الحياة الكريمة إلى الأمام و تركت لهم ما يحفظ لها كرامتها وذكرها بالكلام الطيب و الدعاء لها بالخير و الرحمة و الإحسان و الترحم عليها بعد أن تفارق الحياة و بعزة و كرامة من جهة أخرى.

نعم فالنفس لابد و أن تقضي جل أوقاتها في اللحظات التي تقربها من ساحة الرحمة الإلهية، و تأخذ بيدها إلى مشاريع البقاء الخالد مدى خلود البشرية غداً في جنة النعيم، فالنفس أم خياران لا ثالث لهما وما قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد ( نفس وما سواها فألهمها فجورها و تقواها ) إذاً فهي تقف دائماً أمام مفترق طُرق و بيدها الخيار فإما أن تكون في نعيم دائم ومن أهل التقوى الصالحين، أو أن تكون في عذاب دائم ومن المعذبين بجهنم و نار السعير.

يجب الإبتعاد عن ملذات الدنيا الفانية وشهواتها

فيا أيها الإنسان كفاك انحداراً في ملذات الدنيا الفانية التي لا طائل من وراءها و عليك – من باب النصح – أن تقف ولو للحظات قليلة و تفكر في نفسك هل روضتها على عمل الصالح و القناعة بما قسمته السماء لها ولو كان قليلاً؟

المحقق الأستاذ

هل جعلتها تسير بطريق الصلاح و الإصلاح الصادق؟ فلا خير في ملذات تحول بين العبد و نفسه و بين العبادة و الطاعة لله تعالى، ولا خير في نفسٍ أمارة بالسوء تلهث خلف مغريات فانية لا قيمة لها في الدارين تقود صاحبها نحو الهاوية.

ومن أجل الإعداد الصحيح للنفس فقد وضع الأستاذ المعلم الحسني استيراتيجية مهمة كفيلة بتربية النفس جاء ذلك ضمن بحثه الأخلاقي الموسوم ” السير في طريق التكامل ” الذي قال فيه : ( الثابت عقلًا وشرعًا أنَّ النفس المجردة باقية أبدًا بعد مفارقتها للبدن، ونتيجتها أما متنعمة دائمة أو معذبة دائمًا، إنَّ النفس لا تكون مستعدة للترقّي في المقامات والفيوضات الإلهية ولا تصل إلى السعادة الأخروية ما لم تحصل لها التخلية عن الرذائل والتحلية بالفضائل، فالأخلاق الرذيلة تحجب المعارف الإلهية عن النفس كما تحجب الأوساخ من ارتسام الصور على المرآة ) .

فيديو مقال المعلم الحسني: الأخلاق الرذيلة تحجب المعارف الإلهية عن النفس

أضف تعليقك هنا