روح العبادة

بقلم: غناء الموعد

قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” سورة البقرة آية(١٨٦) أي إني قريب من عبادي أجيب دعاءهم فليطيعون أوامري.

آداب الدعاء

الدعاء هو توجه العبد لربه بطلب الإعانة في جميع شؤون حياته الدنيوية والآخروية، وهناك آداب للدعاء منها؛ :

  • البدء بالثناء على الله سبحانه وتعالى وهو (الحمد).
  • الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • الإقبال: أي على أي مجالسة الأخيار، والإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن.
  • حضور القلب في الدعاء : أن يكون قلبه حاضر، ويصرف ذهنه، ويخاطب ربه بقلبٍ صافٍ وهادئ .
  • إستقبال القبلة : الأصل أن يستقبل العبد القبلة في دعاءه، ولكن يجوز الدعاء من غير استقبالها، ويجب رفع اليدين.

لماذا يُعد الدعاء هو روح العبادة؟

فالدعاء هو روح العبادة، لأن الداعي يدعو ربه عند انقطاع أمله بالخلق، ويظهر عجزه أمام الله سبحانه وتعالى، فمن غيره قادر على الإجابة، وهو سبب لانشراح الصدر والثبات أمام الفتن والنصر، كما في قصة جالوت في( سورة البقرة)، على الإنسان أن يدعو الله ويأخذ بالأسباب ويسعى سعياً جاد للوصول للأمر الذي يريده، التوكل على الله لا يمنع من الأخذ بالأسباب، فالمؤمن يأخذ بها من باب الإيمان بالله تعالى وطاعة وهذا لا يتتافى مع الدعاء وعلى الإنسان أن لا يعتمد عليها بالكلية ويسعى سعيه وعلى الله النتائج. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ : ( اعقلها وتوكل)

هل رفاهية الإنسان تمنعه من الدعاء؟

نعم ممكن، فعندما يكون العبد غني وعنده مال أو جميع أموره ميسرة أو غافل وعاصٍ، فإن هذا الشئ يجعل في اعتقاده أنه غير محتاج لله ومستغني عنه ومع كثرة ارتكاب الذنوب والمعاصي في زمننا ومجتمعاتنا، أصبح هناك حجاب أو حائل بين العبد وربه، فهنا الله يمتحن العبد ويعطيه ما يريد من مال وأي شئ يطلبه، ويجعله يعصيه ويمهد له الفرص ويختبره، ليرى هل سيعود له أما سيبقى غافلاً لاهياً معرضاً عنه، عندها يبتليه الله بمرض أو حادث أو في دينه وعدم تيسير أموره فالإبتلاءات كثيرة وعدة، وعلى المسلم أن لا يتسخط من الإبتلاء، ويلزم الدعاء ويعود إلى الله ويتوب توبة نصوحة وصادقة وتكون بالندم، وعدم العودة للذنوب والمعاصي، ويسير على الطريق المستقيم، ليكشف الله عنه ما فيه.

أثر الدعاء في حياة العبد له آثار كثيرة نذكر منها:

  • حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، بأن يدرك ويشعر أن الله سيحقق له ما يريده، إن لم يكن في الدنيا فبالآخرة، واليقين بالله.
  • عبادة شكر لله على كثير من النعم التي أنعمها عليه أو إخراجه من أزمة وتخطيه لأمور عدة في حياته وبتيسير أموره.
  • انشراح الصدر وراحة نفسية أن الله معه ويسمعه.
  • استشعار مراقبة الله للعبد :أن الله يراه في كل الأوقات، فيراعي سلوكياته وأقواله بما يناسب شرع الله وسنة رسوله.
  • الإعانة وتقوية على الإبتلاءات التي يواجهها العبد في الدنيا وإلهامه الصبر ليبقى على نهج الله ورسوله.

من أعظم العبادات الدعاء وعلينا أن نتمسك به في حياتنا، ولا نتركه مهما واجهنا من صعوبات، كن على يقين أن الله لا يترك عبداً ترك العالم ولجأ إليه  فاللهم اجعل التقوى زادنا في دينك وثبتنا على نهج الإستقامة.

بقلم: غناء الموعد

 

أضف تعليقك هنا