الحرب في اليمن.. إلى متى ستستمر ؟

حرب اليمن

توالت السنوات والحرب لازالت مستمرة في اليمن ، تبادلت الأطراف المتنازعة الأحاديث وتوصلت إلى اتفاقيات برعاية دولية أممية من أجل انهائها ، لكن دون جدوى فكل مرة يتم التوقيع على اتفاقية تنهي الحرب وتبزغ شمس السلام ، يخرج بعدها “الحوثيين” صباح الغد ناهكين هذه الأتفاقية وكأن شيئًا لم يحدث ، حدث هذا مرات عديدة ، في كل مرة يظن فيها المتفائيلين والآملين بأن هذه المرة هي الفرصة المنتظرة ويجب أستغلالها، لكن سرعان ما يتبدد ذالك التفاؤل وفي لحظة يفقد صاحبه الآمل.

الحرب الأهلية في اليمن 

لنتكلم قليلاً عن هذه الحرب بلغة الأرقام. الحرب الأهلية في اليمن عرفت أرقاماً خيالية لم يسبق للبشرية أن عرفتها ، فهذه الحرب خلفت أكبر مجاعة عرفتها البشرية على مر التاريخ ، وقتلت الكثير من الأطفال والنساء الذين تحرم القوانين والأعراف الدولية الأعتداء عليهم والمساس بهم ،وشهدت تدمير الكثير من المدارس والأحياء والمنشآت السكنية التي يقطن فيها مواطنين أبرياء لا ذنب لهم ، بالأضافة إلى هذا عرفت هذه الحرب تجنيد الألاف من الأطفال وحرمت ما يقارب من مليوني طفل يمني من الدراسة، وهناك أرقام كثيرة أخرى .. !

نهاية الحرب 

بتأكيد هناك مسعى دولي من أجل انهاء هذه الحرب ، لكن كيف يمكن أن تنتهي حرب وأحد أطرافها يتخذ أسلوب همجي لا يعترف بقانون أو دستور ، يفعل كل ما يريده بدون النظر إلى العواقب المترتبة على ذالك، فهم أصلاً من أعلن الحرب ولا يريدونها أن تتوقف ، ولو توصلو إلى أتفاق لن يوقفوها كما حدث في محادثات “ستوكهولم” التي خرقت في أقل من 24 ساعة على أعلان توقيف التصعيد وإعلان هدنة في محافظة صعدة شمالي اليمن.

الحوثيين وقوتهم

القوة التي يمتلكها الحوثي لم تأتي من فراغ فصمودهم هذا القوي ، وهم كل يوم يتعرضون لقصف من التحالف على منشآت أسلحتهم وذخائرهم ، وتذهب أرواحهم جراء ذالك القصف ، لكن هذا لا يجدي نفعا معهم ولازالت صنعاء تحت سيطرتهم منذُ أن انقلبو على الشرعية ، هل هذا يعني أن ضربات التحالف غير دقيقة ؟ أم أن الحوثيين أقوى من ذالك والداعم الرسمي لهم لا يبخل معهم ويطلعهم على ما يجهلونه ؟.
الحوثيين هم مجرد ميليشيات تستخدمها إيران كذراع قوي في المنطقة تخدم به مصالحها وتصفي به حساباتها مع أعدائها في المنطقة، ولعل الهجمات الأخيرة التي حدثت على معملي لنفط في السعودية من الأهداف التي خططت لها أيران ورسمت لها خطوط عريضة ، وأوكلت مهمة التنفيذ لمليشياتها في اليمن ، وبتأكيد إيران زودت الحوثيين بالصواريخ والأدوات المحتاجة لتنفيذ هذه العملية ، وضرب نصف الأنتاج الذي تنتجه السعودية من نفطها وتعطيل الأنتاج لأيام ، فهذه ليست المرة الأولى التي يحاولون الحوثيين ضرب مواقع استراتجية -حسب كلامهم- في المملكة العربية السعودية ، فسبقت هذه العملية هجمات على مطار “آبها” وهجمات على سفن ناقلات لنفط في ميناء الخليج ، تفاقمت الأمور وأصبحت المسألة شخصية بين الميليشيات المتمردة الأنقلابية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ، وبهذا يصبح الشعب المتضرر والخاسر الوحيد في هذه الحرب ، وهو الذي يتحمل المعاناة والآلام نتيجةً لماذا؟ لقرار صبياني يمكن أن يوصف بالغبي أتخذته جماعة بدوية تريد السيطرة على السلطة .

حزن الشعب

بغض النظر عن انحيازنا وميولنا لأي من الأطراف المتنازعة في حرب اليمن، يجب أن لا ننسى الشعب اليمني الذي كما ذكرت هو الخاسر الوحيد وأن نكون بجانبه في محنته هذه وأن نبقى معه حتى يسترد حقوقه وحقوقه كمواطن يمني يتمتع بكافة الصلاحيات على أرض وطنه .

فيديو مقال الحرب في اليمن.. إلى متى ستستمر ؟

أضف تعليقك هنا