تغريدات الخريف – #قصة

بقلم: عبد الكريم ايت بلال

خريف بلا ربيع

إستقبلنا الخريف، نعم عانقنا أبواب الخريف، دون أن نرى الربيع، او نعيشه بعد، بل لم نسمع عنه، عشنا الشتاء وعشنا الإضطرابات، الشتاء القاسية بتقلباتها وبظلامها وعواصفها ، وعلى امتدادها تفاءلنا بالربيع، لكنه لم يأتي، فما يحذث في هذه الرقعة من الأرض، يختلف تماما عما يجري في باقي أنحاء البسيطة، هنا تنقلب النظريات وتتعارض كل قوانين الفزياء وأحكام الطبيعة، وكل ما توصلت إليه البشرية، لدرجة أننا أصبحنا نتأقلم مع هذا الوضع، بل صرنا من صناعه في الكثير من الأحيان،ما يجعلنا لا نتأقلم في البيئات التي تسود فيها القوانين والعدالة وتوضع فيه الأشياء في مكانها وتسمى بمسمياتها .

خطوات الظلام

نحن ألفنا أن نخطو في الظلام ونتصرف وفقا لدلك ونسبح في الماء العاكر، ونعيش دائما متكئي الرؤوس، منحنين دوما خوفا من العاصفة، عاصفة الشتاء التي لا تنتج ربيعا ولا تتعقبها الطبيعة المزهرة والإنفتاح والرفاهية، بل مررنا ونمر دوما مباشرة إلى الصيف الجاف القاحل والمحرق، والساخن باضطراباته وأحداثه، ولأننا أمة ولدت في الإضطرابات والغضب، تجود علينا الطبيعة بمزيد من الغضب، لأننا نعيش أحادية في المشاعر، ولا نحزن لهذا ، وألفتنا الطبيعة أن لا نحرك ساكنا، ولا نحتج ضدها ، فلماذا لا تزيدنا من الفواجع مادام أن الأمر يروق لنا، مالذي سيحذث إن غرقت البيوت، وفاضت الوديان على الربى ( وعلى ملاعب كرة القدم ) وجرفت الإنسان والحيوان والجمد معا ؟؟ سننظم الحفلات والأعراس والسهرات ودوريات الكرة ولو على حساب الأنقاض، وسنرقص، بل سنودعهم بالنحيب على إيقاع الرقص كما هو الحال في عادات بعض الشعوب الإفريقية التي تجمعنا معهم الكثير من القواسم المشتركة .

التعامل بالمثل

فقد أصبنا ( بضم الهمزة ) بعمى الميز والمشاعر والألوان والقوانين والقواعد وكل شيء ، لهذا أصبحت الطبيعة تتعامل معنا هي الأخرى بالمثل ، وماهي بظالمة ، الطبيعة والمنطق لهم قوانينهم العادلة أما نحن فسنظل ننحني للعاصفة إلى أن تجرفنا السيول ونتساقط واحدا تلوى الآخر ، فها نحن الآن بين أحضان الخريف، فأكيد أن المزيد من الأوراق ستتساقط ، لكن في وطني تتساقط الأوراق الخضراء وتبقى الميتة عكس الأوطان الأخرى للأسف.

 

بقلم: عبد الكريم ايت بلال

أضف تعليقك هنا