مما يقال في الشارع

بقلم: مصطفى زقاي

” بين الحقيقة و الزيف الكثير من الكلام”

الجزائر

أصبح الشعب الجزائري في جميع خرجاته هذه الأيام يهتف ويصرخ بعبارات مناهضة ضد دولة أو إن صح الوصف ضد دويلة، على أساس أن تلك الدويلة تتدخل في شؤون الجزائر بطريقة مباشرة ، و أصبح الشارع الجزائري متخوفا منها و كأن العدو الحقيقي هو فعلا ذلك البلد، وأن حكامه لهم يد فيما حصل أو فيما سيحصل أو فيما هو حاصل للجزائر.

تاريخ الجزائر

دويلة صغيرة ربما ولاية واحدة أو اثنين من الجنوب الجزائري أكبر منها بكثير ، تاريخ قصير كبلد، ربما تاريخ أحد أجدادنا أكبر منه و حافل بالانجازات التي قدمها لنفسه و لبلده ، بلدٌ عدد سكانه أقل من عدد سكان الجزائر العاصمة أو عنابة أو وهران ، لا نريد أن نضع مقارنة بينهما لأنه من المؤكد الجزائر  كبيرة عليه تاريخيا وحضاريا، وكبيرة حتى عن أمريكا، لكن و هنا مربط الفرس.

الجزائر كبيرة في تاريخها السياسي، سياستها معروفة لدى الدول العالمية ، ومن الدول الأولى التي تبنت نهج ”  لا يعنينا ماذا يحدث خارج نطاقنا الجغرافي ، ولا دخل لكم في شأننا الداخلي “؛ إذن تحت سياق هذه القاعدة السياسية الجزائرية يمكن أن نتساءل هل انتهى زمنها أو أنها تلاشت أو بدأت تتلاشى مع مرور الزمن  أو أن أصحابها الذين دعوا و أسسوا لها قضوا نحبهم وأصبحت الجزائر عرضة للتطفل الدولي؟

الشعب والجزائر

لكن من المعلوم لدى الجميع، أن السيادة الوطنية لا تزول بزوال الرجال، و أن الجزائر باقية بمبادئها وسياستها، ولا يمكن على الإطلاق ربط أي بلد كان بالأفراد و إنما بأسسه و قواعده و نظمه التي هي من تصنع و تكوَن الأفراد و الجماعات وليس العكس، لكن ربما الشارع الجزائري محق فيما يقول و بما يهتف ، هم يقولون أنَ من يديرون شؤون البلد يتلقون الأوامر من بعض الدول الخارجية وعلى رأسها تلك الدويلة، هم يقولون بأنَ تلك الدويلة تنهب خيرات و ثروات البلاد وبينهم مصالح شخصية وطيدة لذلك هم يشجعونهم على البقاء ويساعدونهم من أجل إطالة أعمارهم على الكرسي حتى لا تتأثر مصالحهم و مواردهم.

ربما كل ما يقوله الشارع الجزائري صحيح و فيه الكثير من الصواب ، لكن لو كان كل ما يقال صحيح هذا يعني أنَ دولة الجزائر ضعيفة من نواح عدة ،هذا يعني أنَ بلد الشهداء في خطر ، وهذا يعني أنَ السياسة الجزائرية و السيادة الوطنية في مهب الرياح ، هذا يعني أنَ الإمارات تتحكم في الجزائر سياسيا و اقتصاديا، هذا يعني أننا شعب  بلا بلد؛ هل فعلا الجزائر بلد بلا سيادة كما يهتف الشعب الجزائري في مظاهراته بطريقة غير مباشرة أو عن غير علم بما يقول؟ هل هي مجرد شعارات موحدة القافية أو إشاعات لتضليل الرأي العام من أجل نوايا خبيثة ؟ هل تستطيع دويلة كالإمارات أن تتحكم في بلد وشعب كالجزائر مثلا؟

بقلم: مصطفى زقاي

أضف تعليقك هنا