المال والبراعة والفشل

عاملان يحددان وفرة المال الذي تجنيه

العامل الأول:

براعتك فيما تفعل, فهل انت بارع فيما تفعل؟ وإلى أي درجة؟ هذان السؤالان يرتبطان مباشرة بكفاءتك وهما بشكل اساسي يحددان  قيمة ماتحصل عليه من مقابل مالي,كثيرا ما نخدع انفسنا ونرفع تقييمها كما يحلو لنا ولأننا جميعا نحب انفسنا فإننا نغالي في تقديرنا لذاتنا وعندما تعترضنا العقبات يكون سهلا علينا توجيه الملامة هنا وهناك لذلك الحدث اوالسبب او الظرف او نتيجة لفعل ذاك الشخص..الخ  وهكذا نستمر في خداع انفسنا المرة تلو المرة ويمضي قطار العمر سريعا ونحن غارقون في تبريرات وتعميمات.

نعم إن المقادير قد لا تخدمك بل ان نجاحك يعتمد بدرجة كبيرة على كمية الألم الذي تحملته وكمية خيبات الأمل التي تجاوزتها وإذا نجح أي منها في الإمساك بك فقد ودعت احلامك للأبد والنصيحة الأبرز هي ألا تتوقف, ومع ذلك فإن اسئلة اخرى يجب ان تكون إجاباتها واضحة في ذهنك-سواء كنت موظفا او رائد اعمال.

اسئلة على شاكلة ما الذي تفعله؟ ومن الذين يحتاجونه؟وماقيمته لهم؟ وإلى أي درجة يحتاجونه؟ ومتى يكونون في أشد الحاجة إليه؟ وكيف يجدونك؟ وكيف تقدم ماتفعله لهم؟وكيف تقيس درجة رضاهم؟ وكيف يمكن ان تقدم لهم المزيد والمزيد؟ وماهو المقابل المالي المرضي لك؟ وهل هو مرضي لهم؟ وإلى أي درجة يستطيعون إستبدالك؟ وما الذي يميزك عن غيرك؟ إن هذه الاسئلة وما قد يتفرع منها في ذهنك هي مايجب ان تكون معلومة الإجابات لديك وإلا فانت غارق في الأماني وتنتظر ان تقرع احلامك الباب وتستأذنك في الدخول.

ضع في بالك أنك لا تستطيع أن تطلب المال الوفير دون أن تملك البراعة فيما تفعل

ثم ضع في بالك انك لا تستطيع ان تطلب المال الوفير دون ان تملك البراعة فيما تفعل ولن تكون بارعا فيما تفعل دون ان تكون لديك ثقة عالية في عملك ولن تبني هذه الثقة إلا بمزج معرفتك وتكرار تجاربك إذ ان الطبيعي الا تتكون لديك ثقة في نفسك إلا بتكرار عملك وتجويده بشكل متصل.

فوائد الفشل

ومن هنا تنبع البراعة التي على اساسها يأتيك المال بالوفرة التي تطلبها والمعيار الظاهري البسيط الذي يدلل على براعتك هو ان يبدو عملك سهلا بسيطا لك و صعبا معقدا لغيرك,ولا يتأتى ذلك إلا بعد ان تكون قد حاولت كثيرا وفشلت كثيرا قبل ان تجيد ما تفعله وقبل ان تصبح بارعا فيه, وحقيقة الأمر ان لفشلك فوائد عديدة منها:

فشلك يعلمك التواضع

ان فشلك يعلمك التواضع وأن هناك ما هو اكمل مما تفعل, وهو يعلمك أن هناك اكثر من طريقة لفعل ماتريد وفشلك يعلمك السيطرة على مشاعرك ويزيد نضجك فما النضج الا معرفتك لكيف يعمل العالم وكيف ينبغي عليك تبني خياراتك.

فشلك يمنحك فرصة أن تبدأ مجدداً مع معلومات جديدة

ثم ان فشلك يمنحك فرصة ان تبدأ مجددا مع معلومات جديدة,وفي الغالب فإن فشلك سببه نقص معلوماتك كفاية او ضعف موهبتك أو جهلك بخفايا احترافية في عملك, وفشلك يعلمك الحكمة وهي أغلى من المعرفة,ثم إن فشلك المتكرر قد يقودك  لفوزك الكبير فمن الحكمة ان تخسر المعارك وتكسب الحرب.

أكبر نعم الفشل أنه يكشف لك عن حقيقة من هم حولك

وتذكر فقلة قليلة هم من يهتم لفشلك وسيظلون حولك في كل الأحوال اما الغالبية فلا تشغل نفسك بهم فالناس مشغولة بما يهمها في حياتها بل إن اكبر نعم الفشل انه يكشف لك عن حقيقة من هم حولك, ثم إن الفشل يضئ لك نقاط ضعفك, وفشلك هو اختبار لعزمك وتصميمك على ماتريد, وصدق او لا تصدق ان فشلك هو ما يقودك لأن تكون خلاقا فالإبتكار يأتي من ضغط الحاجة ونقص الموارد.

فشلك يعلمك أيضا أن الحياة سوف تمضي رغم كل شيء

وحصيلة كل معرفتك وتعليمك هي زيادة قدرتك على الإستيعاب وقدرتك على الإبتكار, وفشلك يعلمك أيضا ان الحياة سوف تمضي رغم كل شئ وبصرف النظر عن أي شئ, وفشلك يعلمك أيضا ان تحفز نفسك بنفسك فليس هناك من هو قادم لتحفيزك.

وفشلك يعلمك ان هناك اشياء لا يمكنك التحكم فيها فبالرغم من أن ففشلك يعود احيانا لعدم استعدادك الكافي فربما يعود أيضا لعدم إدراكك للعوامل التي لا يمكنك التحكم فيها,وتذكر ان الفشل دائما يسبق النجاح من يوم كنت طفلا تحاول ان تخطو خطوتك الاولى او ان توازن نفسك في الوقوف.

كل نجاح لم يسبقه فشل هو نجاح صغير

وكل نجاح لم يسبقه فشل هو نجاح صغير وبلا قيمة ففي الأعالي تكون الرؤية أصفى والهواء أنقى والسقوط اكثر احتمالا واعرف ان الفشل سيتكرر بشكل او بآخر ولن يتوقف إلا عندما تتوقف انت عن التقدم والأكثر إيلاما ليس الفشل مجردا بل الفشل فيما يهم حقا فاحرص على ان تكون فخورا بكل ما مر بك من انجازات ومن عقبات.

العامل الثاني:

اما العامل الثاني: فيجب ان تعرف ان تقدمك في الحياة يعتمد كثيرا على رأي الناس فيك فاحرص على ان تقدم لهم ما يتجاوز توقعهم تكن دوما موضع ثقتهم وتقديرهم وكما تقول الحكمة إزهد فيما لديهم تكسب محبتهم ولا تتوقع منهم شيئا تنجو من غدراتهم واخدمهم حين تشاء بكرم وافي تكن أميرهم.

فيديو مقال المال والبراعة والفشل

أضف تعليقك هنا