حين يتناحر اثنان،ويجتهد كلٌ منهما لإقصاء الآخر بأي طريقة، ثم يتبين أنهما خريجي دراسات شرعية، حينها نقول لا للتعليم الشرعي.حين يغيب عن ميدان الحياة وينعزل في زاوية بعيدة يمد فيها يده لأجل لقمة العيش كالذليل، ثم يتبين أنه خريج دراسات شرعية، حينها نقول لا للتعليم الشرعي.حين يأخذ أموال الناس لاستثمارها مستغلاً مظهره ومنطقه، وعند اكتشاف سرقتها ونهبها، تبين أنه خريج دراسات شرعية، حينها نقول لا للتعليم الشرعي.
حين يطلق رصاصه بالاتهامات والهَمزِ واللمز بالمصطلحات الدينية بلا بينةٍ واضحة، ثم يتبين أنه خريج دراسات شرعية، حينها نقول لا للتعليم الشرعي.حين يحارب أخوانه لمخالفتهم نهجه، ويتقرب لأعدائه ويساندهم لتخلو له الساحة ولنهجه فقط، ثم يتبين أنه خريج شريعة، حينها نقول لا للتعليم الشرعي.حين يفقد بوصلة حياته، فلا يدري أين يسير ولا كيف ينتصر، ثم يتبين أن دكتور في الدراسات الشريعة، حينها نقول لا للتعليم الشرعي.
حين يردد كلاماً بلا روح وألفاظاً بلا إدراكٍ لمعانيها وجواهرها، فهو إلى الببغاء أقرب، ثم يتبين أنه خريج دراسات شرعية، حينها نقول لا للتعليم الشرعي.حين يخذل زوجته ويفارقها بأبشع أسلوب وأسوء طريقة، ربما تُدخلها في دائرة الأمراض النفسية، ثم يتبين أنه أستاذ جامعي في الشريعة، حينها نقول لا للتعليم الشرعي.على رِسلك، لا تستعجل في الحكم عليَّ، أنا لست ضد التعليم الشرعي ولست من أنصار الحداثة والعلمانيين، لكني محاربٌ للسلوكيات.
نعم، ليس كل أهل التعليم الشرعي بهذه السلوكيات، وليس لدي دراسة تبين حجم هذه المشكلة من حيث العدد، لكن من المؤكد أن هؤلاء تحت المجهر، والمجتمع ينظر إليهم كقدوات وحينها تتحول القضية من الشك في الأشخاص إلى الشك في المبادئ، وما أجمل ذلك الموقف: حين رأى الإمام أبو حنيفة طفلاً يلعب بالطين فقال للطفل: إياك والسقوط في الطين، فقال الغلام للإمام: إياك أنت من السقوط؛ لأن سقوط العالِم سقوط العالَم.
يقيني أنَّ خللنا ليس في التعليم الشرعي-حاشا وكلا-، لكن في آلية تقديم وطرح وتدريس العلم الشرعي، وبلا شك أن جزءاً من تلك الآليات هم بعض القائمين على التعليم الشرعي من إدارة وأساتذة.فهلا تنادى أهل الخير عموماً –وهم كُثُر والحمد لله-وأصحاب القرار من القائمين على التعليم الشرعي خصوصاُ بمراجعة واقعهم من الداخل والوقوف على خلله ثم السعي في تصحيحه بأسرع وقت، فليس عيباً أن نخطأ، لكن العيب أن نُصرَّ على الخطأ، والعيب الأكبر أن نبرر أخطاءنا.فهل نرى تعليماً شرعياً يوازي، بل يتفوق بنتاجه على غيره.
لعله قريباً بإذن الله.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد