بقلم: لولوه النعيم

الروح المظلمة

نسير في هذه الدنيا وكأننا مُخلدون، نَتيه في شوارع الظُّلم متأكدين بأننا سنمضي بقية حياتنا هكذا، نعثو في الأرض فساداً ولا ننْأنى بأنفسنا أي تأنيب لما يحدث ولا الاحتكام إلى المنطق فيما نقسو وفيما نفعل، نتورط في علاقات محرمة قد لا تكون كاملة لكن لم نسْلم من النظرة أو الابتسامة أو الصداقات غير الشرعية، تلذع ألسنتنا بالسوء، نتفنن في دحْض الآخرين ومضايقتهم.

نُسيء لبعضنا ونقْسو على البعض الآخر، تَضيع مُدّخراتنا في جيوب الآخرين، تكتسينا صبغة الغرور، تعترينا شيءٌ من الكبرياء تعلونا قدر من الاستحقار لمن هم دوننا في السّلم الاجتماعي، حسبما وضعناهم نحنُ في تراتيب التنظيم الاجتماعي لدينا.

الروح الخالية من المشاعر الصادقة

نعيش في صحراء قاحلة تكاد تخلو من الأحاسيس الصادقة واللُّطف الجميل، نقبع في مراتع العيش للأقوى وأما الضعيف تتآكل جنباته بين الأحيان تتأجج حياته بين الفينة والأخرى، تُهنا في بحر الظلام، لا ندري ماذا عسانا نفعل؟

نمر على جنازة نقول رحمهم الله ونمضي وكأننا مخلدون ….، نسمع خبر وفاة نقول رحمه الله كان مريضاً ونمضي وكأننا مخلدون أو نسمع لوفاة شاب أو طفل ونقول شاءت قدرة الله ونمضي وكأننا مخلدون؟ أهي الحياة خُلقت عبثا وإنا إلى ربنا غير راجعون؟ أهم فقط من تتلقاهم ملائكة الروح لتنزع أراوحهم نحو السماوات ونحن صامدون في سماء الدنيا وأراضيها؟

الخروج من ظلام الجهل

لماذا لا نتعظ؟ لماذا لا نقف قليلاً لنفكر ماذا يجري في عالم الكون؟

استيقظ … استيقظي …….. انتهى وقت السبات العميق.. حان وقت الخروج من ظلمة الجهل إلى دار النور لنعي كيف نحمي أنفسنا من ضيق القبور ووحشتها نفيق جميعاً حتى لا نظلم أو نُظلَم حتى لا نجهل ولا يُجهل علينا.

نفيق قليلاً لنفكر كثيرا بما يجري بواقعنا. نحمل أرواحنا الذي خلقت بأيدي البارئ ونذهب لنفعل ما يغضبه؟ ثم نقول هو الغفور الرحيم … لماذا تحيطنا عالم الرغبات ولسنا بصدد القدرة على الضبط الذاتي؟

أذيب صخر الجليد في قلبك لِتحيا حياة زاخرة بالعطايا الروحانية والسعادة المطلقة وهي سعادة التقرب منه وإليه.

بقلم: لولوه النعيم