لئن تمكن نيوتن من وضع علم الفيزياء على قدميه من خلال إرساء قوانين الميكانيكا التي تسيطر على كل أحداث الطبيعة ، فإنه في المقابل لم يستطع الإجابة عن أهم الأسئلة المزعجة التي يطرحها الواقع و يطرحها الكون على الفيزيائي في كل حين و في كل مكان ، لهذا وجب بنا الآن أن نبحث عن الأجوبة الشافية التي تجعلنا نقترب أكثر فأكثر لملامسة حقيقة الواقع.

لقد مثلت سنة 1905 _ أي تاريخ ولادة

مقالات متعلقة بالموضوع

النظرية الأولى للنسبية الأينشتاينية

النظرية الأولى للنسبية الأينشتاينية ” النظرية النسبية الخاصة ” _ حدث هام في تاريخ علم الفيزياء طالما أننا سنرى العالم مع ” ألبرت أينشتاين ” بطريقة مُغايرة لما رأيناها سابقاً ، كذلك اعتبر العديد من المؤرخين بأن هذا التاريخ يعد بمثابة الضربة الموجعة التي تم توجيهها لأنصار الميكانيكا النيوتنية طالما أننا :” لم نعُد نتعامل مع الفيزياء كما كنا في السابق و لم نعُد نقرأ غاليليو و نيوتن بنفس الطريقة القديمة ” فمن خلال هذه النظرية الهامة تمكن أينشتاين من تثوير عدة مفاهيم كالزمان و المكان الذين كانا مع نيوتن يتصفان بكونهم ” مُطلقين ” ليصبحا الآن نسبيين و غير مُنفصلين نطلق عليهم ” الزمكان ” كذلك الأمر عندما نتحدث عن الكتلة و الطاقة ، ففي ثلاث صفحات فقط قدم عبقري الكون للفيزياء مفتاح فهم هذين المفهومين اللذين كانا أيضاً مُنفصلين عن بعضهم البعض في الفيزياء التقليدية.

أهم مُعادلة في علم الفيزياء

في معادلته الشهيرة _ التي تعتبرء أهم مُعادلة في علم الفيزيا _ E=mc2 الطاقة = الكتلة × سرعة الضوء مضاعفة ، يُفسر ألبرت أينشتاين للجميع الإرتباط الحاصل بين الكتلة و الطاقة من خلال تأكيده بأن الطاقة بإمكانها أن تتحول إلى كتلة و العكس صحيح أي الكتلة بإمكانها أن تتحول لطاقة ، فمثلاً عندما تزداد سرعة جسم ما زادت كتلته بالإضافة إلى طاقته و عندما تصل السرعة لنفس سرعة الضوء ستكون الكتلة لا نهائية و بالتالي ستتطلب طاقة لا نهائية و هذا الأمر مستحيل نظرياً طالما أنه لا توجد سرعة تُعادل سرعة الضوء في كوننا هذا ، ففي فكر أينشتاين هذا أصبح الواقع و هذا الكون يعرف ثابت وحيد ، ليس الكتلة و لا الطاقة بل الضوء.
هو المفهوم الوحيد الذي يجري دائماً بسرعة 300.000 كلم/ث ، وهنا يجب الإشارة بأن تجارب البريطاني ” مايكل فارادي ” و كذلك الأسكتلندي ” جيمس كلارك ماكسويل ” ساعدت كثيراً أينشتاين في حل العديد من المُشكلات التي يلقيها الضوء في هذا الكون ، و لابد الإشارة أيضاً بأن هذه الأفكار الأينشتاينية :” قُدر لها أن تُغير مسار التاريخ البشري على نحو جذري.

مفهوم الجاذبية

لم يقف أينشتاين عند هذه النقطة و هذه النظرية بل أراد التعمق أكثر في أحد أعظم و أعقد المفاهيم العلمية ، أي مفهوم ” الجاذبية ” ، فرغم النجاحات الحقيقية التي حققتها نظريته الخاصة للنسبية ، نجاحات تتعلق بالمكان و الزمان ، الكتلة و الطاقة بالإضافة إلى الضوء ، كان أينشتاين يُدرك بأن هذه النظرية مازالت ناقصة أي تعاني من عدة ثغرات كعجزها على تفسير حركات التسارع التي تتكون بصفة طبيعية على الأرض.
بالإضافة إلى أن هذه النظرية الخاصة للنسبية لم تدقق عن قرب في مفهوم الجاذبية الذي و من أجل فهمها حق فهم تفحص أينشتاين أهم الأراء النيوتنية حول هذه المسألة بالإضافة إلى معادلاته الرياضية في ” النظرية العامة للنسبية ” التي كُتب لها الإكتمال في سنة 1915 الذي يعتبر تاريخ هام في تاريخ العلوم ، فإذا كان إسحاق نيوتن أدهش العالم بأراءه ول مفهوم الجاذبية التي هي عبارة على قوة تعمل لحظياً بين جسمين مُتباعدين لا تنطبق إلا على الحركة بسرعة منتظمة ، فإنه في المقابل لم يتمكن من الإجابة عن السؤال الرئيسي و الهام الذي هو : ماهي هذه الجاذبية ؟ فهو يعتبرها نوعاً من القوى الغامضة التي يتحكم فيها الإله.

الجاذبية هي عبارة عن إنحناء في الزمان والمكان

إن العلم لا يقبل مثل هذه الأجوبة التي لا تعتبر شافية ، بل يتقبل جواباً بإمكانه أن يُفسر للجميع هذه الظاهرة تفسيراً ليس أي تفسير ، و هذا ما كلف أينشتاين عقداً كاملاً من الزمن و هو يبحث عن هذا الجواب الذي تطلب الغوص في أعماق هذا الكون و الذهاب بالفكر إلى أقصى حدود التفكير من خلال الإطلاع على أعمال العديد من الرياضيين و التعمق أيضاً في مسألة الهندسة التي من خلال النظرية العامة للنسبية نتخلى عن الهندسة الإقليدية ، أي كأن النظرة الجديدة للجاذبية عليها أن تكون نظرة خالية من هندسة ” إقليدس “.
ومن هنا تمكن أينشتاين من تثوير هذا المفهوم عندما أكد للجميع من العلماء بأن الجاذبية هي عبارة عن إنحناء في الزمان و المكان اي إنحناء في الزمكان و تكون الكتلة عاملاً مُساهماً في تشويه هذا المفهوم ، و يؤكد الفيزيائي ” برايان غرين ” هذا الكلام من خلال قوله :” كلما زادت كتلة الجسم زاد تأثير الجاذبية التي يُمارسها على الأجسام الأخرى ” و هنا تغيرت نظرتنا لهذا الواقع و طبيعته من جديد ليشهد بعد ذلك أهم معركة علمية في تاريخ علم الفيزياء بين ” نيلز بور ” و ” ألبرت أينشتاين ” التي وجب علينا تتبع أهم تفاصيلها و التدقيق في أعماقها من أجل فهم هذا الواقع حق فهم.

فيديو مقال واقع أينشتاين

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ

بين غزة والذكاء الاصطناعي.. الوقت موت

منافع ومصالح قائمة على دماء الأبرياء  في غزة، يصارع أكثر من مليوني إنسان شبح الموت… اقرأ المزيد

% واحد منذ

جبريل عليه السلام

بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل  الله… اقرأ المزيد

% واحد منذ

من فضلك كن نفسك فقط

أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

تاريخ الديانة الحنيفية

بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد

% واحد منذ