لم يقف أينشتاين عند هذه النقطة و هذه النظرية بل أراد التعمق أكثر في أحد أعظم و أعقد المفاهيم العلمية ، أي مفهوم ” الجاذبية ” ، فرغم النجاحات الحقيقية التي حققتها نظريته الخاصة للنسبية ، نجاحات تتعلق بالمكان و الزمان ، الكتلة و الطاقة بالإضافة إلى الضوء ، كان أينشتاين يُدرك بأن هذه النظرية مازالت ناقصة أي تعاني من عدة ثغرات كعجزها على تفسير حركات التسارع التي تتكون بصفة طبيعية على الأرض.
بالإضافة إلى أن هذه النظرية الخاصة للنسبية لم تدقق عن قرب في مفهوم الجاذبية الذي و من أجل فهمها حق فهم تفحص أينشتاين أهم الأراء النيوتنية حول هذه المسألة بالإضافة إلى معادلاته الرياضية في ” النظرية العامة للنسبية ” التي كُتب لها الإكتمال في سنة 1915 الذي يعتبر تاريخ هام في تاريخ العلوم ، فإذا كان إسحاق نيوتن أدهش العالم بأراءه ول مفهوم الجاذبية التي هي عبارة على قوة تعمل لحظياً بين جسمين مُتباعدين لا تنطبق إلا على الحركة بسرعة منتظمة ، فإنه في المقابل لم يتمكن من الإجابة عن السؤال الرئيسي و الهام الذي هو : ماهي هذه الجاذبية ؟ فهو يعتبرها نوعاً من القوى الغامضة التي يتحكم فيها الإله.
الجاذبية هي عبارة عن إنحناء في الزمان والمكان
إن العلم لا يقبل مثل هذه الأجوبة التي لا تعتبر شافية ، بل يتقبل جواباً بإمكانه أن يُفسر للجميع هذه الظاهرة تفسيراً ليس أي تفسير ، و هذا ما كلف أينشتاين عقداً كاملاً من الزمن و هو يبحث عن هذا الجواب الذي تطلب الغوص في أعماق هذا الكون و الذهاب بالفكر إلى أقصى حدود التفكير من خلال الإطلاع على أعمال العديد من الرياضيين و التعمق أيضاً في مسألة الهندسة التي من خلال النظرية العامة للنسبية نتخلى عن الهندسة الإقليدية ، أي كأن النظرة الجديدة للجاذبية عليها أن تكون نظرة خالية من هندسة ” إقليدس “.
ومن هنا تمكن أينشتاين من تثوير هذا المفهوم عندما أكد للجميع من العلماء بأن الجاذبية هي عبارة عن إنحناء في الزمان و المكان اي إنحناء في الزمكان و تكون الكتلة عاملاً مُساهماً في تشويه هذا المفهوم ، و يؤكد الفيزيائي ” برايان غرين ” هذا الكلام من خلال قوله :” كلما زادت كتلة الجسم زاد تأثير الجاذبية التي يُمارسها على الأجسام الأخرى ” و هنا تغيرت نظرتنا لهذا الواقع و طبيعته من جديد ليشهد بعد ذلك أهم معركة علمية في تاريخ علم الفيزياء بين ” نيلز بور ” و ” ألبرت أينشتاين ” التي وجب علينا تتبع أهم تفاصيلها و التدقيق في أعماقها من أجل فهم هذا الواقع حق فهم.
فيديو مقال واقع أينشتاين