الأحلام والعلم

ماهي الأحلام ؟ وكيف نفسرها علمياً ؟ بمعنى هل يمكن أن نجد تفسيراً واضحاً في العلم حول الأحلام ؟ أم أن الأحلام تبقى أحلام و لا يمكن للعلم أن يضيق في مجالها الواسع؟

ما هي الأحلام؟

لقد تكَاثرت في هذا العالم العَديد من المصَطلحات التي تجَعل المرء يأمَل ، تَجعل الإنسان يطَمح ، أي تجعل من الكائن البشّري يحَلُم ، أو بالأحرى تجعل من الناس يعيش وفقاً لما أراد أن يفعل في خيّاله ، ففي الثقافات القديمة كانت الأحلام تُمثل رؤى و تواصل مع الموتى ، و كذلك تمثل تواصلاً غير مباشر مع المستقبل ، و على سبيل المثال كان يحدث عند المصريين القدامى العديد من الوقائع التي يحلم بها الملوك ، لهذا كان تفسير الحلم مهمة المفَسرين الذين لابد أن يكَونوا على علمٍ بتفاصيل الحياة و إلغازات المعاني لتجنب غضب الملوك من عجزهم عن تفسير أحلامهم المُربكة ، المُخيفة ، الشيقة ، الحنونة ، و كذلك المرعبة.

قصة سيّدنا ” يوسف ” عليه السلام وتفسير الحلم

الكل يعلم بقصة سيّدنا ” يوسف ” عليه السلام ، الذي كان قادر على تفسير أي حلم ، تفسيراً واضحاً و دقيقاً ، لدرجة أن كلامه اليوم عن الحلم سيصبح حقيقة في الغد لا جدال في ذلك ، فالحلم هو عبارة عن رؤى في الدماغ تُشير لأحداث معينة أو تعكس حالات نفسية معينة مثلما يؤكد ذلك ” علم النفس ” ، فالحلم هو من أدنى شك نشاط دماغي يتواصل خلال نوم الشخص و يعبر عن حالاتٍ أو صور أو ذكريات ، أحياناً تكون منطقية _ شخصٍ ما يلعب في العلم ، يسافر ، يفوز بجائزة ،،،، _ وأحياناً تكون قريبة من الخيال _ الحديث مع الموتى ، اللعب مع التنانين ، الركوب فوق ظهر ديناصور ،،، _ فمن المعلوم أن هنالك نشاط كهربائي عالي داخل الدماغ هو الذي يبين للعلماء خلال دراستهم الأحلام كل صغيرة و كبيرة.

بهذا المعنى تعتبر الأحلام بمثابة تكملة لما قضاه الشخص في اليوم ، فعندما يتعب الشخص و ينام ، فإن الدماغ في بعض الأحيان يكون في حالة نشاط و يريد مواصلة الأحداث التي مر بها الإنسان خلال النهار ، و هنا كأن الدماغ يقول إلى نفسه ” أنت لم تنتهي بعد ” ، كذلك يفترض العلماء بأن الأحلام تكون فرصة لتخلص الدماغ من بعض الإشارات الموجودة فيه ، كالذكريات و الصور السيئة ، أو لحظات عصبية مر بها _ حادث مؤلم ، عملية على مستوى الرأس ،،،، _ أو رؤى ينزعج منها و هذا ما يسمى بالتصفية التي يقوم بها الدماغ ، تصفية للأعصاب من كل هذه الأشياء الزائدة أو الزائفة.

من يحلم ومن لا يحلم؟

من المعروف أن الأطفال يحلمون بكثرة ،  و يحلمون أحلاماً  مُلونة في أغلب الأحيّان ، تقريباً 80% من الأطفال يحلمون بإستمرار بشكل شبه يومي ، وكل ما زاد السن تناقصت الأحلام ، لتصل النسبة إلى 20% عندما يتعلق الأمر بالأُناس المتقدمون في السن ، فعندما يتقدم المرء في السن يصعب عليه أن يتذكر أحلامه حتى و إن كان كل ليلة يحلم ، ف 1 من 5 أشخاص من الممكن أن يتذكر ماذا حلم في الليلة الماضية .

إن العلماء الدارسين للأحلام يؤكدون بأن عدد الحلمات التي يحلمها الإنسان هي 3 إلى 6 مرات في الليلة لفترة تتراوح بين 5 إلى 20 دقيقة ، و إذا أردت أن تتذكر حلمك يجب عليك أن تحاول تذكره منذ النهوض باكراً ، أي قبل القيام بأي شئ ، فبعض الناس يعتبرون بأن الأحلام هي عبارة عن زيارة نرى من خلالها كل شخص عزيز نفقده في هذه الحياة ، و بطبيعة الحال هناك أيضاً أحلام الجنس عند الشباب و هي تأتي بصفة أقل عندما يتقدم الإنسان في السن ، و عموماً _ حسب الإحصائيات العلمية _ تحلم المرأة أكثر من الرجل ، و لا شك أيضاً أن الأحلام تلعب دوراً هاماً في ميدان ” التحليل النفسي ” فالطبيب أو المحلل النفسي بإمكانه فهم ما يحدث للمريض النفسي من خلال تفسير أحلامه.

هل يمكن تسجيل الأحلام؟

يقوم الباحثون في أعماق الأحلام بتجارب عديدة إلى حد هذه اللحظة ، من أجل تسجيل الأحلام ، و هم يؤكدون بأنهم قادرون بشكل كبير لمعرفة متى يقوم الشخص بالحلم ، أي إذا وضعنا أجهزة متطورة على رأس الشخث الذي نام فإنه من الممكن معرفة إن كان يحلم أم لا ، كذلك يؤكدون العلماء بأنهم قادرين على معرفة إن كان الحلم يحمل في أعماقه صوت أو كلام ، أم هناك فيه صور أو لحظات عصبية و لحظات جميلة ، بالإضافة إلى الأشياء الرومانسية ، كذلك بإمكان الإنسان أن يحلم حلماً و اعياً Lucid Dreming , فبكل بساطة إن التقدم في تحليل النشاط الدماغي هو الذي مكن العلماء من الإقتراب إلى الحلم ، بغية تفسيره و فهمه علمياً حق فهم.

فيديو مقال الأحلام والعلم

 

أضف تعليقك هنا