كثيرا ما نسمع أن يقال فلان ما عرف يربي، وعلان ناقصه تربيه، ونسمع أيضا يا زين ما ربيت ويرضى على والديك اللي ربوك أحسن تربية، وأنا ما أقول غير الله يعين اللي أخذوا على عاتقهم هم التربية في هذه الأيام الصعبة.

بم تختلف تربية الآباء لأبنائهم في الزمن الماضي عن الزمن الحاضر؟

تربية الآباء لأبنائهم في الماضي

لمن نرجع لثلاثين أو أربعين سنة للوراء سوف نرى أن الناس تستطيع إنجاب ستة أو سبعة اطفال بدون فوارق عمرية بينهم كبيرة، ومع هذا فإنهم يتربوا أحسن تربية، ويطلعوا ما بين دكاترة، وضباط، ومهندسين، ومعلمات… لماذا؟ لأنه ببساطة ياعزيزي القارئ؛ الأولاد والبنات كانوا يناموا مع نهاية الإرسال في التلفزيون اللي كان فيه قناتين أرضية فقط، ولمن صوت التلفزيون يسوي (تشششش) الكل يتفزع من مكانه ويحين وقت النوم.

الأب في الماضي كان يستطيع أن يسيطر على أولاده لو كانوا أطفال، أو مراهقين؛ لأنه يعرف تماما ما هو آخرهم  في (الصياعة)، الأب في الماضي كان يستطيع يزيد في الإنجاب قدر مايستطيع؛ لأن التربية سهلة، ولا تحتاج لمجهود؛لأن العم يربي، والخالة تربي، والمسجد يربي، والمدرسة تربي، والجار يربي… الأم في الماضي تنجب ستة وسبعة، وتستطيع أن تربيهم.

تربية الآباء لأبنائهم في الحاضر

لكن في الوقت الحالي وللأسف… الأب لا يستطيع أن يجاري الزمن ولا الظروف، الدنيا مفتوحة على مصراعيها أمامه، طفلين أو ثلاثه أقصى ما يستطيع أن يربيهم كل أب وأم في هذا الزمان، وأنا لا أحرض على تحديد النسل -لا سمح الله- ولكن أنا ضد اللي ينجب أولادا ثم يقول:《الرزق على الله》والنعم بالله يا أخي، ولكن هل تستطيع أن تربي سته أو سبعه في هذا الزمن؟!

أنا أتكلم عن القدرة النفسية والتربوية، وليست القدرة المادية… الوقت الحالي أصبحت التربية صعبة ومعقدة جدا ونحتاج إلى أخصائيين نفسيين واجتماعيين لكي نربي أولادنا، اطباع غريبة، وموضات مقززة، وتطبيقات هاتفية فاسدة، كلها ساهمت في تصعيب دور الأب والأم في التربية، وجعلتهم مصدومين ومذهولين، ويقولوا: يارب اجعل أولادنا قرة عين لنا ولا ترينا فيهم مكروه.

مقالات متعلقة بالموضوع

الأب والأم أصبحوا مشغولين في إكمال الحاجات الأسياسية من مسكن وملبس وتعليم وصحة…..الخ، وفي ظل مايحدث حاليا من غلاء وكثرة المنتجات، وإغراء في الإعلانات من المشاهير للكبير قبل الصغير أصبح الوضع أصعب وأصعب، لا أريد أن ألبس النظارة السوداء للأبد، لكن المجهود يجب أن يصبح مضاعف، والمعرفة والعلم في مجال التربيه الحديثة أصبح مطلوب وبشدة، الإصلاحيات الاجتماعية والأحداث أصبحت مليئه بالأطفال والمراهقين الذين لم يعرف أهاليهم التعامل معهم في ظل الانفتاح الكبير جدا، وتتنوع قضاياهم بين المخدرات، والابتزاز، والاعتداء ومشاكل طلاق الوالدين….الخ

نصيحة: الدعاء، ثم الدعاء، ثم الدعاء، والإخلاص في التربيه، وبذل مجهود أكبر.

أسال الله أن يحفظ فلذاتنا، ويجعلهم قرة عين لنا، وأن نحسن نشأتهم، وتربيتهم بطريقة معتدلة من دون إفراط، أو تفريط (لا ضرر ولا ضرار).

فيديو مقال الأب الماضي والأب الحاضر

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ