العملات الرقمية وتحدياتها في العالم

العملات الرقمية أو العملات الإلكترونية هي عبارة عن عملات افتراضية يتم تداولها من خلال الإنترنت، وهي تمتاز بسرعة التحويل وقلة التكلفه والخصوصية الكاملة والأهم أنها لامركزية، وهي الآن ذات مخاوف كثيرة للدول والأشخاص إلا أنها ستصبح بالإجماع طريقة تكنولوجية مثيرة ستغير من الاشكال التقليدية للأموال في العالم وسوف تؤثر على جميع أعمال المؤسسات المالية في العالم لأنها متاحة للجميع في أي زمان ومكان.

ما هي العملات الرقمية؟

العملات الرقمية هي عملة ليس لها وجود مادي، بمعنى أنها غير ملموسة لاتستطيع  رؤيتها  مباشرة، فهي ليست ورقاً كالدولار أو الين مثلاً، هي موجودة فقط على الإنترنت، وما يميزها أنها تسمح بالمعاملات الفورية وإمكانية نقلها بلا حدود إلى أي وجه أو مكان،

ما الميزات التي تجعل من العملات الإلكترونية متعمَدة بشكل متسارع؟

  • أولاً. التحرر من القيود البنكية التقليدية، فلا يمكن أن يتجمد حسابك، أو تقوم أي جهة مركزية بمصادرة الأموال الموجودة لديك بدون وجود مفتاح الدخول للمحفظة التي تضع بها تلك العملات.
  • ثانياً. تتميز العملات الرقمية بقيمة تحويل منخفضة جداً.
  • ثالثاً. عدم الكشف عن هوية المستخدم، بمعنى أنه لا يوجد وسيط ولا أحد يعلم شيء.
  • رابعاً. يمكن للعملات الرقمية التعامل من أي مكان وإلى أي مكان، فهي تعتبر عابرة للحدود الجغرافية.
  • خامساً.  دخول عالم الاستثمار فهي تتيح  ذلك من خلال المشاركة في عروض العملات الأولية وهي عبارة عن الاستثمار في شركة لديها مشروع قائم وبعدها سيكون لك أرباح ناجمة عن ذلك.
  • سادساً. جني الأرباح بأسرع من تلك الطرق التقليدية المعروفة حالياً.

ما موقف الدول من العملات الرقمية و ما السبب الكامن وراء تأييد البعض لها؟

هناك مصارف مركزية عدة حول العالم تعمل على تأسيس وطرح عملات رقمية مشفرة وغير مشفرة, وكذلك فان الكثير من بنوك العالم والمصارف الخاصة والاستثمارية في أوروبا وأمريكا أبدت تأييدها العملات الرقمية التي سيتم تداولها فور اتّساع رقعتها الجغرافية على مستوى المصارف المركزية.

يعود السبب الرئيسي لإعجاب عالم المال والأعمال بالعملات الرقمية الصادرة عن المصارف المركزية، إلى قدرتها على خفض التكاليف وتعزيز فاعلية تطبيق السياسات المالية وعرض آلية دفع خالية من المخاطر. والدول الصناعية هي المستفيدة من العملات الرقمية حتى تقلص التداول النقدي التقليدي وهي طريقة بديلة وسريعة تواكب تكنولوجيا المال وتطوراته.

أما سياسياً فإن دولٌ معادية للولايات المتحدة تستغل تكنولوجيا العملات الرقمية المشفرة لمصالحها الخاصة بضمان احتياطي من الذهب، وقد تستفيد دولٌ تحت المقاطعة والعقوبات من الالتفاف وكسر حواجز العقوبات على تداولاتها المالية والمصرفية مع الخارج بفضل هذه العملة الرقمية.

هل نجحت البورصات العالمية بأن تطمئن المستثمرين و نزع المخاوف منهم؟

على الرغم من تفعيل أميركا استراتيجية تأجيج التوتّرات السياسية حول العالم فإن الأسواق المالية الدولية والمستثمرون الدوليون مثل ألمانيا والصين وغيرها لم تهتم بهكذا استراتيجية ويعتقدون أنها صنعت خصيصاً لعمل تغيّرات اقتصادية وجيوسياسية في العالم هدفها الوصول لنظام مالي دولي جديد، ولكن ومع كل هذه التوترات نجحت الكثير من البورصات تحقيق أرباح ممتازة، وكان للمصارف المركزية دورٌ في تحفيز المستثمرين ونزع المخاوف من خططهم المستقبلية.

ما هي المخاطر التي تحيط بالعملات الرقمية؟

ولكن يوجد مخاوف ومخاطر لهذة العملات تؤكد وتحذر منها الكثير من الدول لأنها تلغي فكرة المركزية ومراقبة حركة الأموال والأسهم والعقارات وغيره وأصبح من الصعب السيطرة على حركة الأموال ومعرفة وجهتها، وأصبحت فرصة ثمينة للمتهربين ضريبياً أو لغسل الأموال أو للعمليات غير الإنسانية مثل الإتجار بأعضاء البشر والمخدرات وغيرها وعليه فإن العملات الرقمية تمتلك القوة الكافية لتقويض سلطة الدولة وتحكمها بالأسواق.

ما هو مستقبل العملات الرقمية و هل ستحلُّ لاحقاً محل العملات الورقية؟

ربما لا نستطيع استخدام العملات الرقمية في معاملاتنا اليومية بمرونة  كالعملات الورقية أو بطاقات الائتمان ولكن يبقى التحدي الأكبر هو الجمهور فإذا زادت ثقتهم بالعملات الرقمية فإنها ستنتشر بشكل أوسع، ولربما تصبح بديلاً عن العملات الورقية، اليوم نحن نعلم أن الأمريكيين لهم سلطة واسعة على الكيانات الاقتصادية، وكما رأينا مؤخراً عندما أجبرت البنوك الأوروبية على الإمتثال للعقوبات ضد إيران.

لكن عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد العالمي والذي يسمى السري فالمشكلة ليست العملة وإنما كيفية التقليل من الآثار الضارة عنها، فإذا كانت العملة الرقمية الأوسع نطاقاً خاضعة للتنظيم في الولايات المتحدة، فستكون واشنطن قادرة على معرفة آثارها ويمكن حظر استخدامها في أي مجال تريد، لكن إذا كانت العملة تابعة للصين فسيكون نفوذ أمريكا محدودًا للغاية وهذا أحد الأبواب الهامة التي قد تؤدي إلى إعلان أميركا حرباً على الصين في المستقبل القريب.

فيديو مقال العملات الرقمية وتحدياتها في العالم

أضف تعليقك هنا