ليست الظروف المشكلة

بقلم: لجين علاء الدين

تعال نعود خمس سنوات إلى الوراء، هل تذكر عندما جلست مع نفسك وقررت أن تبدأ أمراً ما وعزمت عليه وبداخلك طاقة تكفي للعالم بأكمله؟ وكيف أنك أحضرت ورقة وقلم وبدأت بالتخطيط للمهمة المنتظر تنفيذها بعزم وحماس؟ ربما تتذكر أيضاً أنك جعلت “اليوم التالي” من ذلك اليوم هو أول الأيام التي ستباشر بها العمل على هذا الهدف.

حسناً عد معي إلى يومنا هذا، ودعني أسألك: هل جاء “اليوم التالي” أم أنه لم يحن موعده بعد! ماذا أنجزت من كل تلك الطموحات والأهداف التي لا تزال كلام على ورق؟ أستطيع أن أخبرك بيقين أنك لم تحقق شيئاً منها أو أنك حققت الشيء البسيط جداً ،تتساءل دائماً:لماذا يحدث هذا معي؟ لماذا لم أستطع أن أستمر على وتيرة العزم وأمضي في تحقيق أهدافي مع أنها في مجملها بسيطة ولا تحتاج الوقت الكثير!

وتتساءل أيضاً: هل كانت المشكلة بضيق وقتي؟ أم عدم وجود الإرادة الكافية للاستمرار والمحاولة دائماً من جديد؟هل أنا شخص فاشل غير قادر على المضي قدماً في تنمية ذاته؟

دعك من كل هذه الأسئلة والأفكار التي ليس لها وجود إلّا في رأسك وتعال لأسرد عليك أهم النقاط التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار قبل المباشرة بأي عمل.

لا تتحمس

نعم كما قرأت، لا تتحمس كثيراً وأنتَ تخطط للغد، ما هذا الجدول المملوء بالأعمال من الصباح الباكر حتى منتصف الليل؟كن منطقياً أثناء التخطيط و تذكر أنكَ إنسان ولست آلة وأن طاقتك ستقل بالتدريج خلال اليوم الواحد، فكتابة ٨ مهام مثلاً وتحقيق ٣ منها سيجعلك تشعر بالإحباط، أما اذا وضعت ٥ مهام وحققت ٣ منها أو حققتها كاملة فهو ما سيشعرك بالإنجاز ويحثك على الاستمرار، لذا قلل من المهام اليومية أو وزّعها على أيام الأسبوع وفق الأولوية.

ولا تنسَ الجزء الأهم والأجمل”أوقات الاستراحة”، فهي بمثابة فاصل جميل يجعلك تخرج من دائرة العمل ولو لوقت قليل، لذا أجعل وقت استراحتك كما تحب وقم به بما تحب!

نظم أولوياتك ورتب أفكارك

لا تنسَ تحديد هدفك بوضوح، ولملمة أفكارك وجعلها تسير وفق الإتجاه الصحيح والمرجو، لذا رتب أولوياتك وحدد ما هو الأهم؟ وما هو الأقل أهمية وما هو غير مهم.

تحديد الأولويات يخفف عنك الكثير، ويقلل من حالة التشتت والضياع بين الأهداف التي وضعتها لنفسك، ما هو الأهم لهذه اللحظة؟ دراسة ما فاتك من المحاضرات أم قراءة وردك اليومي من كتابك الجديد؟ ما هو الأمر الذي إذا لم تقم به الآن لن يؤثر على مستقبلك بصورة ملموسه؟ عرفت الجواب أليس كذلك؟ لذا ضع مستقبلك دائماً بين عينيك وانطلق.

لا تستعجل النجاح

لماذا تريد الإنتهاء سريعاً من رحلة المسير إلى الهدف؟ هل تريد أن تلحق بالركب الذي وصل قبلك؟ وأفكارك تقول لك أنهم أفضل منك أو ما شابه؟
إذاً ، مشكلتك الأساسية ليست فيما يحدث أو حولك أو ما يفعله الآخرون ، بل المشكلة بداخلك أنتَ.

لا تصرّ دائماً على جلد ذاتك ومعاقبة نفسك بوصفها فاشلة أو متأخرة أو أن تسيء إليها بأية طريقة أخرى
،عش تجربتك بكل ما فيها ولا تفكر بالآخرين، ربما استطاعوا أن يصلوا قبلك ولكن هذا لا يعني أنهم أفضل منك أو أنك لن تستطيع أن تحقق ما حققوه، بل ربما لو كانوا في مكانك لما استطاعوا أن يبدؤوا من جديد كما فعلت أنت، لذا دعكَ منهم>

وركز على حياتك فقط، وصوب نظرك على هدفك وعلى يومك المنتظر، وتذكر قول أورسون سويت ماردن: “كل رجل أصبح عظيماً، وكل رجل ناجح في حياته، نجد أنه سخر طاقاته باتجاه قناة واحدة متخصصة”.

حضّر خطابك

نعم! كن واثقاً من وصولك ومؤمن به، وحضرّ خطابك الذي ستلقيه أثناء تكريمك والتشييد بك، وكن فخوراً بنفسك على أية حال، ولا تنسَ أنك أكثر إنسان يعرفك.

بقلم: لجين علاء الدين

أضف تعليقك هنا