أثناء ذهابي لعملي كل يوم , يمرُّ بي الطريقُ ببقعةٍ من الأرض تضمُّ بين جنباتِها كثيراً من أحبابي الذين ودعوا هذه الدنيا , وانقطع بهم العمل فيها , كلما مررت تسري قشعريرة في بدني ثم أغمض عيناي وأردد : ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين , وإنا إن شاء الله لاحقون , نسأل الله لنا ولكم العافية ) , لثوانٍ يأخذني التفكير بعيداً بعيدً , ( وإنا إن شاء الله لاحقون … لاحقون … ) ما هو حالي لو كان لَحاقي بهمُ اليوم ؟ ما حال صحيفتي؟ أبنائي؟ زوجي؟ والدايّ؟ أقاربي؟ أتنهد وأستغفر و أستغفر , وماهي إلا دقائقُ حتى ألتهي باتصالٍ أو حديث , ثم أغوص في دنياي , في الغفلة , في طولِ الأمل.
تكرر هذا كثيراً , إلى أن واجهت نفسي ذات يوم : هل أنا أنافقُ بفعلي ؟أيُعقلُ أن تنقلب حالي بهذه السرعة ؟ هل أنسى مصيري في ثوانٍ ؟!عجِبتُ من طول أملي ! وتعلقي بالدنيا مع يقيني بحتمية المصير , بل وقربه مني كقرب الوتين.
حاول عقلي الوصول لجَذر المشكلة , تفكرتُ في بني آدم , ضعيفٌ هو مالم يطلبِ العونَ من ربه , ينسى سريعاً , يسلو سريعاً , يبني آمالاً كأمثالِ الجبال , وهو يعلمُ أنه -إن طال به العمر- فهو بين ستينٍ وسبعين , والأعجب أنه كلما تقدمت به السن , كلما تعلق قلبه بآماله وكبُر اغترارهُ بالدنيا , تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( لايزالُ قلبُ الكبيرِ شاباً في اثنتين : في حبِ الدنيا وطولِ الأمل ) , ولا يُقصدُ بطول الأمل التفاؤل والإيجابية , فهذ أمر غير مذموم , لأن الإنسانَ مُستخْلفٌ من قِبَل مولاه على عمرانِ هذه الأرض , وتنميتها بالخيرِ والصلاح , لكنَّ طول الأمل الممقوت هو الذي يجعلكَ تنغمسُ في دنياكَ وتنسى آخرتك , تكدحُ في الدنيا كأنك مخلدٌ فيها , فيحملكُ ذلك على تسويفِ العمل الصالح , حتى تأتيك المنيّةُ وأنت في غفلة , فتخسر العاجلة والآجلة.
وعلاج الأمر , أن يستحضر العبد مصيره دوماً , بيقين يورث العمل الصالح , وأن يتأمل بعين البصر والبصيرة حال من سبق , وشدةِ حاجتهم للحياة بعد فراقها , وها نحن الآن في الحياة التي يتمنوها , فلنشمر سواعدنا لنبني حياة الآخرة.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد