الاحتجاجات في تونس بين الماضي والحاضر

يعتبر الاحتجاج طريقة للتعبير عن رأي جماعة أو حزب سياسي.. يكون عادة في منطقة ذات أهمية؛ ليروج هذا الحدث ويأخذ صدى في باقي أنحاء البلاد، لكن سرعان ما ينقلب إلى صراع بين المحتجين، ورجال الأمن في أغلب الأحيان.

ظاهرة الاحتجاجات في تونس ظاهرة مستمرة 

إنّ الشعب التونسي الذي أوقد نيران ثورة الربيع العربي في مطلع عام 2011 من أكثر الشعوب التي تلجأ إلى الاحتجاجات للوقوف ضد قرار ما… أخذت النّسب تكثر إثر اندلاع ثورة الحرّية و الكرامة، وربما لا يخلو يوم المواطن التّونسي ما بعد الثورة من الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات.
يكون سلاح التونسي قلمه الذي يكتب به شعارا جريئا، أو كلمات حادّة موجّهة إلى حلق صاحب السلطة مهما كان ثمن ذلك، فكلّ مواطن يكون مستعدّا لخوض حرب ضروس ليدافع إمّا عن حريته أو لقمة عيشه، لكن الأهم من ذلك هو وضع وسلامة البلاد، فالاعتصامات والاحتجاجات سلاح ذو حدّين، يحمل خطرا كبيرا على استقرار الشعوب، ويحدث اضطرابات كبرى على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

كم تبلغ نسبة الاحتجاجات في تونس حسب تقرير المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية؟

حريّ بنا أن نسلّط الأضواء عن أرقام مفزعة يعود مصدرها إلى تقرير المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية سنة 2016، إنّ الاحتجاجات الفردية في تونس سجلت نسبة 7,6%، والجماعية 92,4%، وعددها 912، إذا لم تنفك البلاد التونسيّة عقِب الثورة من بين مطرقة فساد الرّاعي وسندان غضبِ الرّعية، وتختلف أسباب احتجاج الشعب التونسي، نذكر منها الأهم وهي مظاهرات ارتفاع الأسعار، والتي شهدت عدّة أعمال نهب، وسرقة، وانتشار الجيش التونسي في مختلف أنحاء البلاد سنة 2018 والتي تزامنت مع فترة حكم الرئيس السابق -رحمه الله- الباجي قائد السبسي.. علاوة على ذلك احتجاجات المساواة في الميراث، وتجريم المثلية، والكثير منها…
لم تفقد الاحتجاجات والمظاهرات رونقها، وإنما تراجعت وتيرتها، وخمدت نيرانها، ففي أواخر سنة 2019 سجّل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالتعاون مع المرصد الاجتماعي التونسي تراجعا قُدِّر ب31% في نسب الاحتجاجات بالبلاد التونسيّة، حيث ضم رصيد ولاية القيروان 88 احتجاجًا الذي كان 102 سنة 2016، وتليها القصرين ب55 احتجاجا والتي كانت 102 أيضا.
إذا عزيزي القارئ هل يُفسّر تراجع وتيرة الاحتجاجات بسير القطار على السكّة أم أن الاضطرابات ستتواصل؟ علماً وأن الغضب الشعبي يتزايد خاصة بعد ضبابيّة تشكيل حكومةٍ تضمن استقرار البلاد وتحقق مطالب الشعب.

فيديو مقال الاحتجاجات في تونس بين الماضي والحاضر

 

 

 

أضف تعليقك هنا