فشا وباء سماه العلماء ب(كرونا)، فعامله الغرب بمحمل الجد، واصطفت الدول لمواجهته بإمكانيات هائلة، من بحوث واطر طبية ووسائل مادية ومعنوية متنوعة، بينما العرب يشاهدون عن بعد، مستبعدين وصول الوباء إليهم، آخذين في التفكه والنكت حوله، حتى دهاهم على حين تغافل وإهمال منهم، وقد تضاربت آراء الناس فيه، ما بين من يجعله عقابا إلهيا، بالاستناد على أحاديث عامة في الابتلاءات، مستغلا إياه لدعوة الناس إلى الرجوع إلى ربهم، عبادة وخوفا وأخلاقا، وما بين مستهتر بهؤلاء يستبعد التدخل الإلهي في الأمر، ويستخف بالدين عموما، بمرجعيته العلمانية الفاصلة بين الدين والدنيا.
فجاءت هذه القصيدة تعبر عن أصل مشكلتنا فيما بيننا وبين ربنا، وما بين بعضنا بعضا، واضعة اليد على واقع أليم أضحى علامة علينا بين الأمم جميعها.
أقول فيها:
إلهَ الكونِ ربَّ العالَمينا *** فُسُوقُ الخَلْقِ أَعْقَبَنا (الكُرونا)
ولولا رحمةُ الدَّيَّانِ تسمو *** على الزَّلاَّتِ كنا قد فَنِينا
تَمادَى الناسُ في جهل وغَيٍّ
تَمادَى الناسُ في جهل وغَيٍّ *** ودانوا بعضَهم ظُلمًا ومَيْنا
فشَطْرُهمُ يُعادِي الدينَ جَهْرًا *** بِشِرْذِمَةِ الحداثة قد بُلِينا
تُنادي بالتحرُّرِ كلَّ عبدٍ *** لِنَغْدُو في الشريعةِ زَاهِدِينا
ونطرُقَ للثقافةِ كلَّ بابٍ *** ونَطْعَنَ في تُراثِ الأَقْدَمِينا
نُجدِّدُ دينَنا نَجْلُو صَداهُ *** بما قد سَطَّرَ المُسْتَشْرِقُونا
نُبيحُ العُهرَ تحت شِعارِ رَأْيٍ *** نُجيز لنا شُذُوذَ القومِ دِينا
وشَطرٌ بالفضائل لا يُبالي *** رَعاعٌ سَبيُ صوتِ النَّاعِقِينا
تَراهمْ في المساجد كلَّ حينٍ وفي الحانات لَيْلا عاكفينا
تَراهمْ في المساجد كلَّ حينٍ *** وفي الحانات لَيْلا عاكفينا
وأشداقٌ تسفُّ دُخَانَ تِبغٍ *** ولِاسْمِ الله توًّا ذاكرونا
وشُبَّانٌ يرون الفُحشَ مَجْدًا *** وطائفةُ تُسُمُّوا مُشَرمَلينا
يظنون السيوفَ رموزَ نصرٍ *** مُصَلَّتَةً لذُعرِ الآمِنينا
وعُرْيٌ في المَسَالِك والشَّواطِي *** دليلُ تفَتُّحٍ يَسْبِي العُيونا
وكُلُّ الناسِ في شُغْلٍ وحَزْمٍ ونحن العُرْبَ طُرًّا أسفلونا
وكُلُّ الناسِ في شُغْلٍ وحَزْمٍ *** ونحن العُرْبَ طُرًّا أسفلونا
ترى(وُوهَانَ) تكدَحُ للتَّعَافِي *** وتَشْقَى الصينُ خَوْفا مِن (كُرُونا)
ودَقَّ الغَرْبُ ناقوسَ الطَّوارِي *** وَجَنَّدَ لِلِّقاح الباحِثِينا
وأَخْلَصَ للمُواطِن كلَّ جُهدٍ *** وضَحَّى باقتصادِ الطامعينا
ونحن العُرْبَ وا أَسَفِي وتَعْسِي مِن النَّكَبات دَوْمًا ضاحكونا
ونحن العُرْبَ وا أَسَفِي وتَعْسِي *** مِن النَّكَبات دَوْمًا ضاحكونا
يُفَكِّهُ بَعضُنا بعضًا بهُزءٍ *** كأننا مِن وَباءٍ سَالِمُونا
تَزَيَّا بالشريعة كلُّ غُمْرٍ *** يُخوِّف بالدليل المُسلِمِينا
ويَزعُم حالِفًا مِن قَعْرِ جَهْلٍ بِأنَّ نَبيَّنا ذَكَرَ (الكُرُونا)
ويَزعُم حالِفًا مِن قَعْرِ جَهْلٍ *** بِأنَّ نَبيَّنا ذَكَرَ (الكُرُونا)
فَفِقْهُ (النِّتِّ) يَغزو كلَّ بيتٍ *** ويُعلي سُخْفَ رَهْطٍ تافِهِينا
ويُدني للأنام هجينَ فهمٍ ***ويَخفِض أهلَ عِلمٍ صالِحينا
وأمسى (الفيسُ) و(الوتسابُ) نَبعا *** يُفيضُ لنا عيونَ السالِفينا
يَظل المرءُ في (الوتساب) يُفتي *** كمِثلِ السَّادةِ المُتَفَقِّهِينا
ولم يحفظْ كتابَ اللهِ يوما *** ولا عِلْما لِخَير المرسَلينا
فيا ديَّانَ يومِ الدِّين سلِّمْ *** وأرشدنا سبيلَ المُنعَمينا
فيا ديَّانَ يومِ الدِّين سلِّمْ *** وأرشدنا سبيلَ المُنعَمينا
ومُنَّ على العباد بفضلِ غيثٍ *** ينفِّسُ كُرْبةَ المستضعَفينا
وشيِّدْ للعقول منارَ فهم *** يُضيء لنا ظلامَ الجهل فينا
وعجِّل بانفراج السُّقم عنا *** إلهَ الخلق ربَّ العالَمينا
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد