بقلم: يوسف محمدين محمد

حقيقة المثقفين خلف صفحات الفيسبوك

أيها العزيز..

الفيسبوك وأنا أشرب المشروب الساخن ذا اللون الأسود ما أردت ذكر أسمه إلا تفادياً لهمزات ولمزات بعضهم، وحتى لا يتقول عليّ البعض بحجة أني أروج لنفسي كإنسان مثقف يحتسي القهوة، فالقهوة لا علاقة لها بالثقافة أبداً وأجزم على ذلك إلا أن البعض يربطونها بالمثقفين، أنا شخصياً أعرف أحدهم لا يحتسي القهوة -المعذرة هو لا يحتسي القهوة- ولكنه مثقف جداً يفضل المديدة عليها، ويعشق الشاي الأخضر بالنعناع.

إن ما يروج له المثقفون من منشورات في الفيسبوك هذه ليست حقيقتهم، البعض يدعي الشيوخانية.. وما أكثرهم! وهو ليس كذلك، لا تمضي سوى دقيقة على منشوره إلا وتجده غارقا في بحره الملوث، متعصب يسب ويكشف عن معدنه بحيث لا يدري في منشور غيره، أنصحك بأن تقرأ التعليقات بتأن حين يصادفك شيخ، أو داعية فيسبوكي، أو من يدعي الإيمان في الفضاء الأزرق، وأنصحك بتفعيل خاصية لقطة الشاشة “اسكرين شوت” في هاتفك؛ ليكون لك حجة على تناقضاتهم، وستحتاجها يوما.

مقالات متعلقة بالموضوع

الأدب ليس حكرا على من يدعي الثقافة

أنا أكتب ولست أديبا، وأنت تعلم ذلك، ولست بكاتب أيضاً، ما تلك الخربشات إلا محاولة لأفرغ شهوة خواطري على الورق أو الهاتف دون أن تتقد نار الشهوة فيها، مقيدة بقوانين لا أصل لها في شريعة الإنسان، فالشرائع يا عزيز مقسمة، شرائع تذعن لها شرائع أخرى، وتخضع لها، ولأننا أناس لابد لنا أن نكون شرائعنا، وهذا ما لا يتقبله الواهمون من الناس باسم الدين، أو الجاعلون من أنفسهم خلفاء الله في الأرض بلا تفويض إلهي مكتوب، ولا حتى تفويض شفهي.

“للأدب دولة الفلاسفة ملوكها والشعراء أمراؤها، وللفكر سلطان لا قيد لصولجانه ولا لون لرايته.” “فليكس_فارس”
الأدب فن، وليس قلة أدب الذي لا يتذوق الفن في الأدب لا لوم عليه، فتذوقه رزق، والأرزاق قسمة ونصيب، لهذا هم لا ينكرون الأدب بل ينكرون ذواتهم، ينكرون ما يفكرون به في أركان غرفهم، ينكرون ما لا يستطيعون اليه سبيلا، ثم يأتون ليخبروك أن هذه قلة أدب، وليست أدب، كبِّر عليهم أربع وقل لهما سلاما.

وما قاله كارل ساغان لنقف عليه برهة فهو يوحي بالكثير: “لو راقب أحدهم كوكبنا ونحن نهتف “الكون مخلوق لنا! نحن محور كل شيء!” لأصر أن هذا يجب أن يكون كوكب الأغبياء”.

بقلم: يوسف محمدين محمد

أضف تعليقك هنا
شارك
بقلم:

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ