زلزال كورونا على الاقتصاد العالمي

منذ ظهور الفيروس التاجي COVID-19 في الصين أواخر العام الماضي, وبالتحديد في مدينة ووهان ,لم يكن يتوقع أغلب الخبراء والمحللين, بأن يحدث هذا الفيروس كل هذه الخلخلة والاضطرابات في مركز الثقل العالمي وهو (الاقتصاد) العالمي.

ظن الجميع بأن الفيروس هو مجرد وباء عابر يمكن السيطرة عليه

ضنا من الجميع بأن الفيروس هو مجرد وباء عابر يمكن السيطرة عليه في فترة معينة, إلا أنه خالف كل التوقعات, وذهب عن كونه مجرد وباء عابر, خاصة وأن الصين في بداية ظهور المرض لم تكشف كل مالات وحجم المرض من البداية , وتكتمت عليه لفترة أفقدت معظم دول العالم من أخذ التدابير والاحتياطات اللازمة في مواجهة المرض.

بدأ الوباء بالتفشي شيئا فشيئا كالنار في الهشيم

بدأ الوباء بالتفشي شيئا فشيئا كالنار في الهشيم, حتى أفقد الصين توازنها,وبدأت الصين في إعلان حرب كبرى على الفيروس التاجي القاتل,وفرضت حجرا صحيا على مدينة ووهان التي تحتوي على أكثر من تسعة مليون نسمة, والعالم ينظر إليها بين شامت وقلق ولم يدرك حجم الكارثة بعد, وتسارع الصين الخطى كل يوم في فرض قيود جديدة, منها القيود على حركة المواطنين بين المدن وحظر السفر, ثم فرضها حجرا صحيا على إقليم هوبي بالكامل وهو الذي يحوي أكثر من ستين مليون نسمة, وعزله عن كل الأقاليم الصينية.

سخرت الصين كل إمكانياتها العلميةلكن كورونا كان يزداد

وسخرت الصين كل إمكانياتها العلمية والتكنولوجية والبنية التحتية المتطورة, لكن كورونا كان يستشري وتزداد الإصابات والوفيات لحظة بلحظة, ومع كل إصابات ووفيات جديدة كان وقعها كالصاعقة على الإقتصاد الصيني, حيث بدأ الناتج الصناعي بالتراجع, وتراجع عجلة الصادرات الصينية, وتعطل معظم قطاعات الاقتصاد الصيني وتراجع معدل النمو في الناتج المحلي لأول مرة من أربعين عاما.

بدأ في الإنتشار خارج الصين بوتيرة مخيفة

فيما يبدو وكأن وتيرة المرض في الصين تقل بسبب الإجراءات الصارمة التي اتخذتها في مواجهة الفيروس, حتى بدأ في الإنتشار خارج الصين بوتيرة مخيفة, وانقلبت الموازين وأصبحت دول مثل إيران وإيطاليا وبعض دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بؤرة فيروس كورونا, حيث تزايدت أعداد الإصابات والوفيات حتى أنها تخطت الصين, بدلا من الصين التي كانت البؤرة الاولى للفيروس التاجي.

أدى إلى زلزال عنيف ضرب بقوة عصب الحياة في العالم (الاقتصاد)

وما إن بدأ الوباء في التفشي في معظم دول العالم, ومع قيام جميع الدول بفرض قيود على منع السفر وحظر التجمعات, ووقف العمليات التعليمية والمسابقات الرياضية, وإغلاق المحال التجارية والمطاعم والفنادق والسينما ودور العبادة, وأدت تداعيات كل هذا الى زلزال عنيف على مقياس فيروس كورونا يضرب وبقوة عصب الحياة في العالم (الاقتصاد).

أصبح العالم كله في حيرة من أمره

أصبح العالم كله في حيرة من أمره يضرب أخماس بأسداس ليواجه معضلة قل ما يجد لمثلها نظير, منهم من يصرح بأن على الجميع الإستعداد لفقد احبائه مبكرا, ومنهم من يقول إن بلده تواجه أكبر أزمة من ذو الحرب العالمية الثانية و…الخ.

البعض يرى أن ما يجري هو حرب بيولوجية

البعض يرى أن ما يجري هو حرب بيولوجية, وأن الفيروس انتج في المختبرات الأمريكية حتى يستخدم في وقف عجلة تقدم الصين, والبعض يرى أنه وباء لا يفرق بين دولة وأخرى, وإن على الجميع الوقوف في وجه تمدد هذا الفيروس و…الخ, لكن كل هذه التكهنات لا تعطي ادلة ملموسة من الواقع لأن الجميع تضرر بالقدر نفسه, وحدث سقوط حر لكل الأسواق العالمية, ودخل العالم نفق مظلم من الحروب الدوامة, حرب أسعار على النفط هوت به إلى الحضيض,وأثرت على ميزانيات كل الدول المنتجة للنفط, وحرب طبية لا زالت في بداية وطيسها حول من يكتشف الدواء للفيروس القاتل.

لا أحد مستفيد من أزمة هذا الفيروس وعدم اليقين الذي يشوب العالم حاليا والركود الاقتصادي الذي قد يعتريه لكن الشيء الثابت, هو أن الصين أثبتت أنها دولة عظماء كيف لا وهي قدمت درس قوي في مواجهة الوباء وأصبحت شبه خالية منه في ظل ما تقدمه من تكنولوجيا متطورة أبهرت العالم.

بدأت الصين في التعافي شيئا فشىء

وقد بدأت الصين في التعافي شيئا فشىء, لكن تداعيات هذا الوباء قد تطول على الاقتصاد الصيني لفترة, والشىء الآخر هو أن على أوروبا مراجعة نظامها الصحي ونفسها كثيرا,وإن على العرب إن لا يظلوا سوق مستهلكة وإن عليهم دعم البحوث العلمية واللحاق بركب العالم المتقدم, لا أن يؤمنوا بقاعدة اذهبوا إنا هاهنا قاعدون, أما الولايات المتحدة رغم الهزة الاقتصادية الحالية إلا إنها قد تكون الرابح الأكبر, كيف وهي من تملك سيف الدولار المسلط  على رقاب الجميع, في ظل صعود الدولار القوي وإنهيار كل العملات أمامه بشكل مدو, مما يجعلها قادرة على ضخ مزيدا من علمتها في الأسواق, وسباق الولايات المتحدة الزمن في إنتاج عقار فعال للمرض سوف يعوضها عن خسارتها الحالية, والشيء الثابت والأخير هو هناك ركود على الاقتصاد العالمي هذا العام, وقد تمتد تداعيات هذا الفيروس لفترة ليست بالقصيرة على الاقتصاد العالمي.

فيديو مقال زلزال كورونا على الاقتصاد العالمي

 

 

أضف تعليقك هنا