هل فيروس كورونا له تأثير على حياة الانسان؟

بقلم: مها إبراهيم خليل

لقد تمكنت أزمة وباء كوفيد – 19- من شل حركة العالم خصوصا في بداية ميلاد الأزمة، فقد تأثرت الكثير من القطاعات والمستويات، في حين وجد الإنسان نفسه في أزمة حقيقية، أولها صحية، فقد تمكّن الخوف من العدوى أغلب سكان العالم، ووجد نفسه في أزمة اقتصادية خصوصا مع توقف العديد من قطاعات العمل، ممّا ولّد ظروفا اجتماعية توزّعت بين الفقر والمرض والهلع ولذا كان اهم مستوى له تأثير كبير في حياة الناس كان المستوى النفسي.

المستوى النفسي في ظل جائحة كوفيد-19

مر الإنسان بعدة مراحل في ظل زمن جائحة كورونا، المرحلة الأولى من الكارثة في (كورونا) كانت مُفاجئة، ونهاية البشرية كانت تسود بسبب الخوف من وباء مجهول، فالخوف أحياناً أسوأ من المرض نفسه. المرحلة الثانية هي الإنكار الذي عاشه الإنسان بين الوهم والحقيقة، بين الإيمان بوجود (كوفيد 19) وكاذب يعاني من الضغوط المفاجئة فقد عم الحزن والإحباط بسبب ضغوطات مفاجئة مثل: التوقف عن العمل، وإغلاق المؤسسات التعليمية، وإغلاق العديد من الشركات.

المرحلة الثالثة من المرض

أما المرحلة الثالثة فكانت التأقلم مع الوضع والتعايش مع الحياة مع (كورونا كوفيد 19). ومما لا شك فيه أن التدخل النّفسي جزء لا يتجزأ من الجهود المبذولة لإنقاذ الأرواح دائما وأبدًا وأثناء مواجهة الوباء، أصبحت سلامة الأرواح مهدّدة، وانتشرت المخاوف والقلق والنُّعر دون حسيب ولا رقيب وزادت جدا العوائق والعراقيل النفسية، مما أدى إلى تفاقم الضرر الناجم عن الوباء.

كيفية مكافحة هذا الوباء؟

لتقليل الضغط النفسي لدى الناس، وتحسين الحصانة العقلية، وتعزيز الثقة في مكافحة الوباء، جميع البلدان في العالم أخذت مبادئها التوجيهية، والهياكل، والقدرات، والتقدم العملي في التكنولوجيا والعلم. لأن نفسية المريض مع فيروس كورونا مختلفة عن حالة الشخص الغير مصاب وآخرون يعانون من ضغوط خارجية بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد.

علينا جميعاً أن نتأقلم مع التهديدات والتحديات البيئية عندما يواجه الإنسان مشاكل بيئية أو خارجية خطيرة على سبيل المثال، تغيّرت مخالفات وضرر تكوين الجسم البشري الداخلي والخارجي فجأة من شخص سليم إلى “مريض مصاب بفيروس كورونا” الجديد، وقد يعاني أيضاً من عوائق نفسية مختلفة. وهنا واجب تقديم الدعم النفسي منذ بداية ظهور الأعراض إلى شفاء فيروس كورونا.

للان النّاس تعوّدت تضخيم الأمور، فالإنسان هو مَنْ صنع مِنْ فيروس كوفيد-19 شبحا مميتاً، في حين أنّه ليس أكثر من إنفلوانزاً، وهو ما يُضعف الجهاز المناعي للإنسان.

الخوف في مثل هذه الحالة يجعل الناس يرون الأعراض، مثل قياس درجة الحرارة بضع مرات. لاحظنا سؤالاً طرحه معظم الناس المصابين بكوفيد- 19: لماذا أنا؟  وهنا حتى العائلة تتوتر ولا تجد طريقة للتخفيف على المصاب. ما دام الإنسان يعطي فيروس كوفيد-19 حجما أكبر من القلق والضرر أكثر، في حين لو أعطاه حجم أصغر وتعامل معه بشكل أكثر حذراً لكان أنفلونزا عادية.

وجب الاهتمام بالجانب النفسي حتى تكون الأضرار أقل تأثيرا

قد يكون ذعره مرتبطاً بالهروب إلى أماكن يرى أنّها مألوفة وآمنة، منتظرين مصيرهم الملقى تحت رحمة الرحمان.  لكنّه ليس بالضرورة كذلك، لذا فإنّ بعض الباحثين يقترحون أنّه مثل مطاردة جنديّ في معركة دون معرفة سبب هروب الجنديّ، لأنّه لديه ما يكفي لإثارة شعور بالهروب، حتّى لو لم يكُن ثمّة سبب لذلك.لذا وجب الاهتمام بالجانب النفسي حتى تكون الأضرار أقل تأثيرا في نفسيات البشر خوصا ما بعد كورونا.

بقلم: مها إبراهيم خليل

 

أضف تعليقك هنا