أدام الله سلام الوطن وسلامته أولًا.

لستُ طبيبة لأُغرِق العامة بمعلومات حول الفيروس، وليس بمقدوري أن آخذ رُكنًا في مختبرٍ طبيّ أضع المُركّبات فوق بعضها البعض وأخلُص بتركيبة تفي بالغرض، بالمناسبة لستُ وحدي؛ فعامتنا كذلك.

كيف نساهم في الحد من انتشار الكورونا؟

أولا: الوعي والجديّة اتجاهه

إن الناظر بحكمة لأي أزمة تمر بها المجتمعات وأي نقمة تضعها تحت ضغط القرار السريع، يجد بأن هناك لاعب خفي قد يحد أو يزيد من خطر الأزمة (الوعي).

نحن اليوم أمام مرض (عصري)، لا تُقلصه الدراسات فحسب وإنما الممارسات كذلك… نحن اليوم بحاجة لتأسيس عقولنا كما نؤسس بيوتنا، بالوعي والإدراك، والابتعاد عن الثقة الكلاسيكية حول مصدر معلوماتنا، فما رأينا سوى الجهل أفيونًا للشعوب.. الاستهزاء، النكات، والاشاعات، تجدها سريعًا تُرافق وتُلازم كل شدة نقع بها، لذلك فلنُرجع العقل لسبب خلقه ولا نسيّره خلف هذا وذاك، إن كان هذا طابورًا خامسًا أو كان ذاك ممن يشحن وقت فراغه، فما هم سوى فيروسات تصيب الدماغ فتشتت عمله، وبدورنا لا ننسى تجاوز المحاكم الصامتة… ليست صامتة صوتًا بل قانونًا؛ فهي بالصوت تفتك بهذا وذاك، وتلوم هذا وذاك، فوالله لسنا بصدد الجاني والمجني عليه، لسنا بصدد التشهير ولا التحقير.

ثانيا: المبادرة والعمل لمكافحته

اليوم، على عاتقك أنت تقع المسؤولية، مسؤولية وطن بأكمله، فلا تتهاون، لا تتقاعس، ولا تستصغر شيئًا، وليُصبح وعينا هو الدرع الحامي، افتح كفّك ستجد الوطن كُلّه بيدك، إما أن ترميه، أو تقبض عليه إلى قلبك.

المرض أقوى منّا (لكنّه لن يهزمنا)، لا الوقوف خلف المؤسسات الرسمية يفي بالغرض ولا الوقوف أمامهم كذلك، المطلوب هو الوقوف جنبًا إلى جنب، لنكن بدورنا الحارس الحقيقي لصحة المجتمع وأمنه؛ فالمحنة بحاجة لشراكة ما بين المجتمعين الأهلي والرسمي، ولا تقع المسؤولية على عاتق أولي الأمر فحسب، لكن كلٌّ بنسبته المخصصة له، فقد يُلقى على عاتقك أحيانًا الصمت فقط، لذا لا داعي للاختلال الذي قد يتسبب به أيٍّ منا بقصد أو دون قصد، مما يُندد بجعل المحنة فضفاضة أكثر بدلًا من السعي لتضييقها.

مقالات متعلقة بالموضوع

المطلوب ليس شذوذًا، لكنه على غير العادة؛ فسيّد الأمر هو أنت، وإن وجدت نفسك تغرق بنوع من الرتابة الباهتة داخل منزلك؛ لا تُصَعّد رجاءً الشعور المتنامي بالأنا، وليكن الشعور المتصاعد هو ال(نحن)، لنؤكّد بأنّنا قادرين، ولسنا قاصرين على أن يكون هناك قانونًا يُطَبّق على الأرض ما عدا قانون الجاذبية.

الطريق واضح والمنهج شيفونيّ الأصل، فلا تكن (بأُذُن من طين وأُذُن من عجين)، ولا تجعل يدك هي من تختار بأن يكون الخلاص بالفناء فحسب (لا سمح الله)… وأكتفي بما قاله الشاعر: لكل داءٍ دواء يُسْتَطَبُّ بهِ    إلّا الحماقَةَ أَعيَتْ من يُداويها.

فيديو مقال كورونا (التحدي.. والاستجابة)

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ