لك الله يا وطني

بقلمي: حمزة إهام

كيف أصبحت أحوال الناس اليوم مع فيروس كورونا؟

أمة لا محل لها من الوباء، وشعب وصل الحال به إلى الاستسلام، وبلد على حافة التربص مل من طول الانتظار، وبلد من سوء الجهل استنكر من انتشار الوباء، وبلد من طاقة وعلم ترك الأمر لله جل علاه..

جسدي وقلبي ووطني متفائلين بالنصر، وعقلي محبط بالهزيمة.. وقف جسدي أمامي متأهبا واصفا حاله فقال: مالي أرى عينيك يملأها الأسى والحزن، وتطوف في الظلام نورسا؟ مالي أرى شفتيك وقلبك يرتجفان من خفقان قلب لا يفارقه الأسى؟ مالي أراك حائرا باكيا من وضع يعلمه الله؟ فأجبته وفي قلبي اليقين: هون عليك.. أما ترى ما حل في عالمي ووطني وما حل الصباح فيه كئيبا كالمسا؟ أما ترى أمة إستغرب عليهم الوضع، فأصبحوا بين العيش والموت اختيار؟ أما ترى أمة وضعت معدل لاختيار ابن الأربعين في عزلة العيش، وابن التسعين في حفرة الموت؟ أما ترى طبيبا بحرقة قلبه و تحت غمرة من الدموع يترك والده للموت ليعيش إبن الأربعين؟ كيف يهدأ لي البال عندما أرى جنديا يحمل فوق كتفيه أباه للحرق في قارب الراحلين للموت؟ كيف يهدأ لي البال عندما أرى فيروسا قلب العالم بأسره وجعل العالم يعيش تحت الخراب حتى أفضل مكان عند الله، و أحبهم إليه، أغلق لتفشي هذا الفيروس؟

هل لذنوبنا وخطايانا سبب في انتشار فيروس كورونا؟

أتساءل هل طردنا الله من بيوته؟ أتوسل إليه ألا يطرنا من رحمته، فلا ملجأ لنا إلا الله، يرتعش جفني حول وطني متسائلا: هل هي نهاية العالم، وبداية عالم البرزخ والصراط أم هو عقاب من الله لنرى قدرته على العباد، وأننا لا طاقة لنا إلا به، أبكي ويبكي جفني على ما وصلنا إليه من حقد، وغل، وفساد، وزور، وسحر، وسكر، ونهب، واستطلاع، وغرور القلب، وانانية الجسد، وقتل الضعيف، وبكاء المسكين من قهرة الفقر و و و و ….

ألا يدل كل هذا على أننا دخلنا دوامة الطغيان، وعصيان الله من كثرة الذنوب؟ ألا تستوجبكم قصة موسى عليه السلام والرجل من بني إسرائيل الذي لم يترك الذنوب أربعين سنة وقتها انقطع المطر، ولم يعد هناك خير في البلد، حينها وقف موسى داعيا ربه فأجابه جل علاه: «لن ينزل المطر فبينكم عبد يعصيني منذ أربعين سنة، فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء»… فقال موسى- عليه السلام- : «وماذا نفعل؟» فقال الله: «أخرجوه من بينكم فإن خرج من بينكم نزل المطر».. فدعا موسى- عليه السلام- وقال: «يا بني اسرائيل.. بيننا رجل يعصي الله منذ أربعين سنة وبشؤم معصيته منع المطر من السماء ولن ينزل المطر حتى يخرج»، فلم يستجب العبد ولم يخرج، وأحس العبد بنفسه وقال: «يا رب، أنا اليوم إذا خرجت بين الناس فضحت، وإن بقيت سنموت من العطش، يا رب ليس أمامي إلا أن أتوب إليك وأستغفرك، فاغفر لي واسترني»، فنزل المطر! فقال موسى: «يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد»! فقال الله: «نزل المطر لفرحتي بتوبة عبدي الذي عصاني أربعين سنة»، فقال موسى: «يا رب دلني عليه لأفرح به»، فقال الله له: «يا موسى يعصيني أربعين سنة وأستره، اليوم يتوب إلي أفضحه؟!».

ولنسأل أنفسنا: كم عصينا الله سبحانه! كم أثقلتنا ذنوبنا! ألا آن الوقت للتوبة والحسرة على ما فعلنا بأنفسنا؟! اللهم في هذا اليوم تجاوز عني، وعن بلدي بما فعلنا…

بقلمي: حمزة إهام

 

أضف تعليقك هنا