أبي العزيز

أين أنت يا أبي ؟... ذهبت و كنت هنا، نمت وكنت مستيقظ ! أنا لست بأنا فمن أنا بعدك؟! أنا لست أحمد العباس أنا لا أستطيع أن أكتب و لكن بك سأكتب وإلا فلتسقط الكتابه، كيف أنسى من كان موجود ومن كان أنسي و فرحي و مرشدي ووطني الله أكبر.

أنت متجذّرٌ في أعماق روحي فكيف أنساكَ يا أبي؟

أبي لم أنسَ ذكريات طفولتي أبي لم أنسَ كم أسعدتني أبي أنا منك فكيف أصبر على فراقك و كيف أستوعب وداعك و كيف أرجع ما فات وأعطيك أكثر مما أعطيت لا أستطيع، قد أمسيت موجود وأصبحت على فراقك، أصبحت صباحاً غير معروف و لا مألوف فقد بكت عيني على خبر وفاتك فهرولت وأنا أبكي فلم أكن أبكي بسهوله وقد صحت فيك قهر كيف القدر ياالله

أبي قد مرضت و طال المرض و توفيت و ارتحت من المرض و لكن لم يكن عذراً أو مقنعاً لأقنع في هذا الواقع الغريب و المريب هي سنة الحياه و لكن لم تكن هي كذلك!! ذهبت للقياك و لتجهيزك و أنا كالمجنون فرأيتك في الثلاجه و أنت ملفوف في قماش أبيض ففتحت وأنا متقطع القلب فقبلت جبينك و أنت لست بمظهرك المعروف فكم أنا أصبحت غير معروف فمن أنا لا أرى لا أسمع لا أتكلم.

ليس باستطاعتي نسيان فضلك علينا أيها الأب العظيم

أنا من قام بغسلك برفقة أخي و صاحب المغسله جزاهم الله خير وأنا من حملك و أنا من أشرف على غسلك و طيبك و كفّنك    ونسّق هيئة لباسك الأخير و أنا من أنزلك القبر و أعدلك في لحدك و قلبي يصغي و عيني تبكي و يداي طين وعيني طين و موقفي حزين موقفاً لا أعلمه و لا أجهله فكيف أصدقه ؟

ذكرياتي كثيره و جروحي أليمه، لم أنس أيام طفولتي وأنت تصحبني معك لكل مكان وأنا في السياره أنظر من النافذه ولا أعلم ما هي الحياه و أجهل معاني الرفاه ولم أنس أنك اشتريت لي ما أشتهيه و أسعدتني بكل ما تستطيع و لم أنس كيف كنت مصدر مأكلنا و مشربنا الرائع كم كنت مصدر الحنان الشائع.

رحيلكَ سلب روحي قوّتها يا أبت

فكم أنا قوي ومن بعدك أحسست بالضعف و تعبت و سقطت و لكن أحاول النهوض و أمشي خطوات بعدما كنت أركض ركضاً، أنت معنى الوالد وأنت معنى الصاحب وأنت معنى الروح وأنت معنى الحياه وأنت دافعي لصحيح وأنت موقفني في الخطأ وأنت ملهمي و أنت أملي فكيف أصبحت الحياه أصبحت بعيني سخيفةً من بعدك وما همني لم يهمني وما أشغلني غير مشغل وما طرأ غير طارئ، ماذا أفعل أين أذهب أين أجلس أين أنام و كيف آكل

أبي الغالي قد ودعتك وأستودعتك عند من لا تضيع ودائعه و أدعوا الله بأن يرحمك و يغفر لك ويوسع مدخلك و كرم نزلك ويمد بصرك و يثبتك عن السؤال و يسكنك جنته اللهم آمين، وأنا ولدك البار في حياتك ومن بعد وفاتك باقياً لك في حلقة وصل لن تنقطع بإذن الله، داعياً لك ومتصدقاً عنك بما أستطعت، وأسأل المولى في الختام أن يجمعني بك في جنة النعيم واللهم صل وسلم على سيدنا محد وآله وصحبه أجمعين.

فيديو مقال أبي العزيز

أضف تعليقك هنا