الكثير أدرك بأن كورونَا مبدّد للجماعات، ومعطل للمشاوير والأشغال، ومنهار لقوة الإقتصاد، ومفتّك لمناعات الجسم وقد يعقبه الحتف، العظماء والبسطاء فيه سواء.
لو استمر هذا الوباء -لاقدر الله- برهة من الزمن لاشك سيكون له تأثير سلبي على اقتصاد العالم وبالتحديد أفريقيا، فإستواء الإقتصاد على سوقه متوقف على هرولة الأفراد، وحركات جماعية، وماتنتجه المصانع وما إلى ذلك.
اما لو بقي الناس في الحجر الصحي زمنا طويلا، وتمادوا في العزلة ستكون الأفارقة أول المتضررين من جوانب:
فإن لم يدركنا رحمة الله ستأتي بلاد السودان في طلائع قائمة ضحايا كورونا؛ لأن بعض الأسر لا تأكل إلا على الخماص، فهل تقدر على شراء عبوات صابون مكحول مائي للتنظيف الأيدي، والكمامات شبه واقية! فشراؤها للأدوات المضادة للفيروس خرط القتاد.
المستسفيات غير مجهزة تجهيزا حسنا بل تنقصها الأجهزة المتطورة الفاحصة، وكذا الأطباء الحذاق، وبناياتها لاتسمح لإستقبال أعدادا هائلة من المصابين والمرضى. وعادتنا في مكافحة الامراض المميتة هي اللجوء إلى الغرب -بعد الله- والنجدة منه، لكن مع هذا الكورونَ لاحول للغرب ولا قوة للأفارقة ضعف الطالب والمطلوب، ولا يطلب الثوب ممن جسمه عار.
بدأ سعر أكياس الأرز والتوابل في التزايد؛ لكون القارة غير مكتفية كفاية ذاتية في شأن الرزاعة؛ ولذا تضطر إلى إستهلاك الأرز الصادر من بلاد الصين وتايلاند، لو واظب الوضع الذي نحن بصدده سينجم عن ذلك مجاعة مهزولة.
لاجرم أن القارة عموما لا تصنع سمينا فيذكر، ولاتخترع غثا فينفع! بل هي مستهلكة في الدرجة الأولى، بضائعنا مستوردة من الخارج فإذا أرست البواخر التجارية وحاوياها، وربضت الطائرات وشاحناتها، وانقطعت كل أسباب المواصلات سيتولد منه ضيما اللامثالي؛ بحيث ستباع سلعة ما قدرها 5000 فرن سيفا (8€) بثمن بقرة بني إسرائيل نعوذبالله من ذلك.
ديدبون الأقتصاد الأفريقي الحبو والجثي، لو تورطت فيه أزمة صحية عارمة (كورونا) سيزيد الطين بلّة.
بدأ الإقتصاد الفردي يتضيق إطاره شيئا فشيئا، وباتت الأسواق الأسبوعية المؤقتة ( Lôgôdougou) في بعض المدائن معلقة، وفي بعض الدول تسكر مصارع أبواب السوق إلا البقالات لبيع المواد الغذائية، وبدأت الأفراد يعانون، بعضهم كانوا يشتغلون في صالات الحلاقة ولاتأتيهم الزبائن إتقاء العدوى، وأغلقت المدارس وبعض مصادر الرزق والسماسرة، وبدأت التحويلات المالية من عند الجالية الغربية المهاجرين تتبطأ ربما توقفت، وكل ذلك يزيد على الإقتصاد الإفريقي سوءا وتخييم الفاقة على أقصاعها.
قبل هذا الوباء كان جذور التعليم ترج، وجذعها يوحي الرثاثة، وبعد عدواه تحتم إغلاق أبواب المؤسسات التعليمية، فمن ثم يبقى لنا خيار إلغاء التعليم المباشر، أو خيار إحيائه عن طريق بعد، وهذا الأخير يتطلب منا عُدد من توفر آليات مطورة ولوازمها، ولا يمتلكها أكثر مؤسساتنا التعليمية ناهيك عن المتعلمين ويبقى الأمر معلقا.اللهم ارحمنا فإنك الرحمن الرحيم، ياربنا قنا بوقايتك. وهذه التوقعات لاحققها الله.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد