أزمة كورونا وتوقعاته (أفريقيا نموذجا)

الكثير أدرك بأن كورونَا مبدّد للجماعات، ومعطل للمشاوير والأشغال، ومنهار لقوة الإقتصاد، ومفتّك لمناعات الجسم وقد يعقبه الحتف، العظماء والبسطاء فيه سواء.

ما هي سلبيات فيروس كورونا على اقتصاد العالم واقتصاد أفريقيا؟

لو استمر هذا الوباء -لاقدر الله- برهة من الزمن لاشك سيكون له تأثير سلبي على اقتصاد العالم وبالتحديد أفريقيا، فإستواء الإقتصاد على سوقه متوقف على هرولة الأفراد، وحركات جماعية، وماتنتجه المصانع وما إلى ذلك.

أضرار البقاء في المنزل لفترة طويلة بالنسبة للأفارقة

اما لو بقي الناس في الحجر الصحي زمنا طويلا، وتمادوا في العزلة ستكون الأفارقة أول المتضررين من جوانب:

الأول: من حيث الضحايا

فإن لم يدركنا رحمة الله ستأتي بلاد السودان في طلائع قائمة ضحايا كورونا؛ لأن بعض الأسر لا تأكل إلا على الخماص، فهل تقدر على شراء عبوات صابون مكحول مائي للتنظيف الأيدي، والكمامات شبه واقية! فشراؤها للأدوات المضادة للفيروس خرط القتاد.
المستسفيات غير مجهزة تجهيزا حسنا بل تنقصها الأجهزة المتطورة الفاحصة، وكذا الأطباء الحذاق، وبناياتها لاتسمح لإستقبال أعدادا هائلة من المصابين والمرضى. وعادتنا في مكافحة الامراض المميتة هي اللجوء إلى الغرب -بعد الله- والنجدة منه، لكن مع هذا الكورونَ لاحول للغرب ولا قوة للأفارقة ضعف الطالب والمطلوب، ولا يطلب الثوب ممن جسمه عار.

الثاني: من حيث الإعاشة والقوت

بدأ سعر أكياس الأرز والتوابل في التزايد؛ لكون القارة غير مكتفية كفاية ذاتية في شأن الرزاعة؛ ولذا تضطر إلى إستهلاك الأرز الصادر من بلاد الصين وتايلاند، لو واظب الوضع الذي نحن بصدده سينجم عن ذلك مجاعة مهزولة.

الثالث: من حيث غلاء الأسعار

لاجرم أن القارة عموما لا تصنع سمينا فيذكر، ولاتخترع غثا فينفع! بل هي مستهلكة في الدرجة الأولى، بضائعنا مستوردة من الخارج فإذا أرست البواخر التجارية وحاوياها، وربضت الطائرات وشاحناتها، وانقطعت كل أسباب المواصلات سيتولد منه ضيما اللامثالي؛ بحيث ستباع سلعة ما قدرها 5000 فرن سيفا (8€) بثمن بقرة بني إسرائيل نعوذبالله من ذلك.

الرابع: من حيث الإقتصاد

ديدبون الأقتصاد الأفريقي الحبو والجثي، لو تورطت فيه أزمة صحية عارمة (كورونا) سيزيد الطين بلّة.
بدأ الإقتصاد الفردي يتضيق إطاره شيئا فشيئا، وباتت الأسواق الأسبوعية المؤقتة ( Lôgôdougou) في بعض المدائن معلقة، وفي بعض الدول تسكر مصارع أبواب السوق إلا البقالات لبيع المواد الغذائية، وبدأت الأفراد يعانون، بعضهم كانوا يشتغلون في صالات الحلاقة ولاتأتيهم الزبائن إتقاء العدوى، وأغلقت المدارس وبعض مصادر الرزق والسماسرة، وبدأت التحويلات المالية من عند الجالية الغربية المهاجرين تتبطأ ربما توقفت، وكل ذلك يزيد على الإقتصاد الإفريقي سوءا وتخييم الفاقة على أقصاعها.

الخامس: من حيث التعليم

قبل هذا الوباء كان جذور التعليم ترج، وجذعها يوحي الرثاثة، وبعد عدواه تحتم إغلاق أبواب المؤسسات التعليمية، فمن ثم يبقى لنا خيار إلغاء التعليم المباشر، أو خيار إحيائه عن طريق بعد، وهذا الأخير يتطلب منا عُدد من توفر آليات مطورة ولوازمها، ولا يمتلكها أكثر مؤسساتنا التعليمية ناهيك عن المتعلمين ويبقى الأمر معلقا.اللهم ارحمنا فإنك الرحمن الرحيم، ياربنا قنا بوقايتك. وهذه التوقعات لاحققها الله.

فيديو مقال أزمة كورونا وتوقعاته (أفريقيا نموذجا)

أضف تعليقك هنا