إلى أبي

بقلم: ذكريات نبيل صالح

أنا الآن أكتب عنك ودموعي على خدي وقلبي يتمزق وجعاً... ولا أحد يشعر بماذا أشعر أو حتى بماذا أفكر  أشعر بشيئ غريب ولأول مرة أشعر بأنني قد اشتقت إليك كثيراً بحجم السماء، أيعقل ذلك وعلى الرغم من كثيرة الأشخاص بجانبي ولكنك أنت لست هنا فأنت يا أبي لستَ موجود كي أحتضنك عندما أريد ذلك...

تاريخ رحيل أبي فكيف أكتب عنه؟!

اليوم سوف أتجرأ وأكتب عن ذلك الحادثة وعن ذلك اليوم والتاريخ المشؤم سأتكلم وأعلم بأني ستألم عند ذالك  اليوم الذي قد تحطمت به جميع أحلامي وحرمت من صوت أبي للأبد في الواحد من شهر أغسطس المشؤم رحل أبي عني وذهب إلى بيته الصغير البعيد عني في ذالك البيت الذي لا أستطيع لمس يده ولا حتى سماع صوتك يا ليتك هنا وتسمع ما سأقوله إليك...

رحلت وبقي الكلام بقلبي إليك

أبي كم تمنيت الاقتراب منك والمسك؟
أبي كم تمنيت أن أختار إليك ملابسك؟
أبي كم تمنيت أن أسمعك تقول لي (ابنتي )؟
أبي كم تمنيت أن تقول لي ابنتي الجميلة فأنا فخورٌ بأني والدك
ليت الأيام لم تكن بهذا الشكل وتكون أنت هنا بجانبي
وتسألني يا ابنتي لماذا تحدثي بي هكذا؟
ابنتي هل أنت بخير؟
ابنتي هل أنتي مريضه؟
ابنتي قولي لي:كيف حال دراستك؟
أبي عند نجاحي في الثانوية العامة لم تكن هنا…

كم أردت أن تكون بجانبي يا أبي

لكن أتعلم كان هناك كثير من الأشخاص بجانبي لا تقلق لا أحد تركني لوحدي ولكن أقسم بأني كنت أريدك بجانبي ونتشارك الفرح والنجاح معًا ، تمنت لهذه اللحظة أن تكون بجانبي وتقبل جبيني وتمسك يدي أمام الجميع وتقول: تلكَ  هي ابنتي فأنا فخوراً جداً بها تعبي لم يذهب عبثاً ها هي وردتي تثمر يا إلهي كم أتمنى رؤيتك بجانبي… أفتقدك يا أبي في كل حدث في حياتي لم يكن لك جزء فيه.

أين أنت يا شريك حزني وفرحي يا أبي

أفتقدك بكل فرح أمر به وانت لست هنا، أفتقدك عند كل دمعه أتمنى أن تمسحها عن خدي، أبي فأنا أصبح وجعي فريداً أتألم عندما أرى أب يتكلم ويضحك مع ابنته فأنا ليس من عادتي الحسد ولكن احسد كل فتاه لديها أب يحميها من عبء الحياه وتشتكي له وتفتخر بوجوده دوماً معها فأنا الآن أصبحت كبيرة وأجلس مع بعض الأصدقاء وفي يومِ من الأيام لم تعجبني نظرة صديقتي لوالدها فأنا حقاً لا تعجبني الفتاه التي لا تحب والدها ولا تفتخر به فهو سندٌ لها فهي تغضب حينَ يطلق عليها بعض الأحكام  والقوانين

ولكن لسوء حظها فهي لا تعلم؟ بأنه يفعل كل هذا  من أجل حمايتها لأنها تكون ابنته التي يخاف أن يصيبها اي مكروه وهو حي فأنا الآن في هذه الساعة متعبه جداً لا أريد أن أذهب وأشكي همي إلى بعض الأصدقاء،لا أريد فأنا لا أرى أي نتيجه في ذلك وجعي أصبح أكبر من أن أذهب وأفصح عن همومي.

أبي أنت الوحيد الذي تعلم بماذا أنا أشعر 

أبي أشتاق أن أنظر إلى وجهك الجميل في جميع حالاته، وأتمنى كائنك حاضر بيننا ولكن لسوء حظي لا أستطيع رؤية وجهك إلا عندما أنظر إلى الرابط الوحيد الذي بيبي وبينك وهو المحتوي على صورةٍ لكن  تخترق روحي يومياً أبي في يوم من الأيام قالوا لي: بأننا  سوف نذهب لزيارتك وندعو لك وكانت أول مرة اذهب فيها إليك لكنني تألمت كثيراً عند ذهابي لأول مرة فيها إليك كنت صغيره في السن كنت لا أبالي كنت أعرف أنني حتى عند ذهابي لا أستطيع رؤيتك ولكن لا بأس دعني أكمل

أنا وردتك التي تذبل بغيابك يا أبي

ذهبنا إلى بيتك الذي تكون فيه لوحدك شعرت بشيء،بأنك خرجت من بيتك وقلت لي: لا تبكي يا صغيرتي الجميلة! وبعد ذلك مرت ليالي كثيره وكنت في أحد الليالي وحدي وكانت ليلة شديدة الحزن والقلق فأخذني النوم وحلمت بك حلم جميل تمنيت بأن لا أستيقظ شعرت بك وكأنك بجانبي وفي الوقت نفسه شعرت بفرحه لن أنساها طوال حياتي ولكن بعد سرعان الحلم عدت للواقع المرير أبي قد ذبلت الوردة التي كنت تزرعها بجانب بيتنا الجميل وها أنا أصبحت مثل هذه الوردة تذبل ببطئ وأنت لست هنا.

أنت بقلبي حتى لو ابتعدت يا أبي

كم أتمنى أن أعرف تفاصيلك الصغيرة أبي ما هي أكلتك المفضلة لكي أصبح أتناولها كل يوم أبي قل لي: ماهي كلمتك المفضلة كي أمارسها بحياتي اليومية أبي فأنا الآن أبكي ارجوك وتأتيني بحلمي وتمسح دموعي عن خدي وتحمل عني حزنيابي فأنت تسري في دمي ووجداني وما زلت تعيش بداخلي وبدعواتي المتكرره دائماً أبي سأظل أحملك بداخلي وأحمل لك في قلبي حباً لم يعرفه أحد به ولم يشعر به أحداً أبي فأنت فخري الوحيد في هذه الدنيا.

وداعاً لدارٍ أخرى تجمعنا يا أبي

أتعلم شي: سنلتقي يوماً ما وأحضنك بشدة، وستنكسر أعضامي من شدة الشوق الذي أحمله بقلبي إليك وأيضاً سأدعو لك في الحياه الأخرى... فأنت دعائي الوحيد في هذه الحياة، وداعاً لـ أبي وداعاً لك فأنا لم يمر يوماً واحد عليه دون رؤية خيالك البعيد يناديني فأنت ولدي وأنا هنا الآن لأجلك أنت فقط سنلتقي يوماً ما وداعاً لحياة أخرى تجمعنا.

بقلم: ذكريات نبيل صالح

أضف تعليقك هنا