حرية وديمقراطية (شعار سياسة)

بقلم: ياسر حبوب

أولاً وقبل أي شيء، لا بد من الإشارة إلى المصطلح الآتي الذي يتحدث عنه الجميع في كل العالم دون استثناء، ألا وهو مصطلح الديمقراطية أو بالأصح مفهوم الحرية.  حديثي سوف يكون عن هذا المفهوم، لكنه محصور  فقط بالشعب العربي أو   ( البلاد العربية ).

كيف أصبحت حياتُنا بعد مطالبتنا بالحرية والديمقراطية؟

للأسف بإسم الحرية ومطلب الديمقراطية صرنا شعوباً اعتباطية. كيف لا وقد اصبحت بلادنا للدمار عنوان وللتشرد والنزوح وحتى اللجوء صنوان. وكل ذلك لاجل ( الحرية). فمن فلسطين إلى بلد الياسمين. ( فلسطين ذكرتها فقط لإنها اول البلاد التي تعرضت للتهجير بغض النظر عن السبب الذي هو الاحتلال ) ثم العراق بلاد الرافدين البلد الذي كان ترتيب جيشه الرابع عالمياً. أكرر الرابع عالمياً، قد تحول الآن إلى دولة فاشلة بامتياز والحجة الحرية والديمقراطية التي قد فرح بها الشعب عندما دخلت امريكا ومعها ست وثلاثين دولة لإحلال الديمقراطية. تبا لتلك الشعارات الغبية التي تصدقها الشعوب.

حال الشعوب بعد مطالب الديمقراطية

أما ليبيا التي فيها الخيرات وكل المسرات نادى الشعب فيها بالحرية فتدخلت فرنسا لاجل الحرية ( عفواً لأجل النفط ) فتحيا تلك الحرية التي دخل فيها الشعب حربا أهلية. وإلى اليمن بلد الثروات ذلك الشعب الذي فيها الميليشيات قد سيطرت ومعها الدول بكل الذخائر بالسفن قد سيرت فأصبح الشعب بين  قتيل ومشرد. وإلى لبنان ذلك البلد الذي اسمه طوائف والكل فيه من بعضه خائف، فالاحزاب والحزب عليه عاكف.

كيف أصبحت سورية بعد الثورة والمُطالبة بالحرية؟

ونصل بطريقنا إلى سوريا بلد الياسمين إلى الشام التي هي كل العطاء الذي بكت عليها كل شيء حتى السماء. سوريا التي في عام 2008 كانت قد أصبحت الدولة العربية الأولى التي تنتهي من ديونها وتبدأ في تجميل عيونها. سوريا التي ربما لم يبقى جيش أو مليشيا أو حتى مرتزقة من الشعب وغيره إلا وقد دخل فيها. فمن داعش الإرهاب إلى روسيا الكباب وإلى إيران الثياب وغيرها من الوجوه والأغراب. وكل ذلك لأجل سوريا لكن كل لديه مصلحة وكل لديه مسبحة، الأتراك للكرد قاتل، والروس والفرس للشعب باطل، وأمريكا للنفط حارس وداعش الإرهاب بإسم الدين فارس. أما الأرض بالدماء لونت والتراب فيها كورت فلا خير  بعد اليوم إلا قليل ولا أخضر فيها  بعد اليوم إلا عليل، وبين الحاكم والمعارض الشعب هو الدليل( الحجة والغاية  ).

فأين كنا وأين صرنا، لذلك تبا لتلك الحرية  وتبا لتلك الديمقراطية التي أنا وأنت وكل الشعب لها ضحية،  الحرية ليست بالشعار وليست بالاستعمار الحرية هي التي على أرضك مثل عرضك تحافظ، وإن لم تعجبك لونها وحكمها فأخرج منها قبل أن تصبح لها قاذف. انظر لبلاد فيها الفساد من كل لون ( أكبر مثال بلاد آسيا متل الفلبين وتايلند …) الفساد فيها حتى النخاع ومع ذلك البلاد موجودة. اكثرمن ذلك  في إسبانيا وإيطاليا هناك فساد ورشوة حتى في أمريكا. بالنهاية لقد قالها الشاعر الكبير محمود درويش وقد صدق لأنه رأى ما ستؤول إليه بلادنا العربية. لقد قال:(  كنا ننادي بالحرية أخشى أن يأتي يوم نبكي فيه على الإنسانية  ). أرجو أن يكون المعنى واضح. وشكراً.

بقلم: ياسر حبوب

أضف تعليقك هنا