انتهى رمضان القادم

تنتهي مواسم الطاعة في كلّ عام ومنها شهر رمضان المعظم بكلّ ما فيه من معانٍ وروحانيات وإقبالٍ على أفعال الخير وأعمال البر، ويَشعر الناس بعد انتهاء الشهر وذهابه بتقصيرهم، فيتمنون أن تُقبل عليهم أيامه، وتأتي لياليه بسرعةٍ فائقةٍ حتى يغتنموا ما فاتهم فيه. مقال يتحدث عن قيمة الوقت وكيفية إدارته ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن إدارة الوقت من هنا.

الأيام تتعاقب والعمر يذهب ولا يدرك المرء قيمة الوقت

ما أسرع أيام الناس وذهاب لياليهم، فبينما هم يودعون شهر رمضان إذ يقبل عليهم رمضان آخر، وهكذا تمرّ الأيام بالتغيير والنقصان، وتتوالى الليالي بالتشتيت، ويزيد تيهنا مع الدنيا، ولا يستطيع أحدٌ أن يوقف أيامه، أو يجعلها تتباطأ عن الإسراع، انتهى رمضانُ هذا العام، وكذلك انتهى رمضان العام المقبل، وما بين الرمضانين من أيامٍ انتهت أيضاً؛ لأن الزمان كله سينتهي، والحياة كلها ستذهب، ولن تستطيع بكلّ ما أوتيت من قوة أن تمنع ذهابها.

نعم نحن مصابون بالغفلة، ولا نشعر بأن العمر يذهب عنّا، وأننا مع كلّ يوم نُودعه فإننا إلى آخرتنا نقترب، وأغلبنا -إن لم يكن كلنا- لم يقدم لنفسه مجداً، أو لمجتمعه نفعاً، ونعوذُ بالله أن نخرج من الدنيا بلا عملٍ صالحٍ ينتفع به، أو أثرٍ يُعرف، أو علمٍ يُنقل.

العمل والاجتهاد هما الطريق الوحيد لتدراك خطورة تكاسلنا وتقدير قيمة الوقت

إذا أُصبتَ بالغفلةِ عن أيامكَ، وأَوقفتَ جهدكَ في لياليك فاعلم أن أيامك لا تغفل، ولياليك لا تقف، وإنما يلزمك الاجتهاد قدر جهدك فيهما، وإن أردت َألا تمضي من هذه الدنيا هباءً وسدى فلتجتهد أن تسابقها بالإسراع إلى الخيرات والعكوف على الطاعات.

كيف تستفيد من وقتك وتستغله بشكل مثمر؟

ما سبق كلامٌ نظري تعودتَ أن تقرأه كثيراً خصوصاً بعد انتهاء موسم رمضان وتأثر القلوب فيه، لكنّي أحاول قدر الإمكان إيجاد طريقة عملية بعد وقوفك معي على هذه المشكلة، وها أنا أدلك عليها؛ لتجعل حركة أيامك بطيئة، وتستفيد من أوقاتك كلّ الاستفادة.

قم بعمل شيء واحد فقط، أنجزه وأتقنه

اجعل لنفسك عملاً ثابتاً يومياً لا تتنازل عنه أبداً في صيفك وشتائك وفراغك وانشغالك، فتحرص على فعله وإنجازه ولو كان عملاً قليلاً، فخير أعمالك أدومها وإن قلّ، ولا يهمك مع العمل الثابت توالي الأيام؛ لأنك ستشعر مع مداومتك على النافع الثابت أنك تنجز منها الكثير الذي يتراكم معك، وتفعل أعمالاً لم يستطع غيرك فعلها.

اثبت على عمل ودوام عليه

مما يبطئ سرعة ذهاب الوقت تثقيل يومك بعملٍ ثابتٍ، والعمل عليه وإبعاد الملل عنه، وأجزمُ لو اتخذتَ من اليوم مهارةً تتعلمها مع الثبات عليها فإنّك ستحقق فيما يأتيك من عمرك بسببها إنجازات عظيمة، فالمداومةُ على عملٍ قليلٍ والاستمراريةُ فيه والمواظبةُ عليه بابُ النجاح والتميز، والإنجازُ العظيمُ عادةً يبدأ بالأعمال القليلة، والعظماءُ منّا هم الناجحون في ثباتهم على العمل القليل لا غير.

فيديو مقال انتهى رمضان القادم

 

أضف تعليقك هنا