الأقسام قصة

ببوشة حدّثني بمذلة – #قصة

بقلم: هاني القادري

حدثنا ببوشة المزاودي عن الاستعمار الألماني لمدينة قابس سنة ألف وتسعمائة و‘اثنين وأربعين لما كان عمره ثمانية سنوات، قال: إنّه استعمار بأربعة دراجات ، نزل أربعة شبان دراجة من جهة مطماطة ودراجة من خط مارث أين تدور المعارك بين قوات المحور والحلفاء، ودراجة اثر عملية انزال في البحر بالعربي المحاذي للبرت السمكي ودراجة من جهة بوشمة وغنوش والمطورية ووذرف والحامة.(ببوشة المزاودي وهموم الحياة). (اقرأ المزيد من المقالات من قسم قصة).

قصة ببوشة المزاودي وهموم الحياة

كنت أبيع اللاقمي في الغابة بعد أن حصدت الحناء، وخرطت كميات لا بأس بها مع العاملات اليوميات ، إلى أن أطل علي أحد الألمان وأنا أجمع البلح المسقط من النخيل، فقال لي كيف تأكل  صغير؟ فأخذت البلحة وفتحتها أمامه ثم نزعت النواة وقلت له أخرج هذه والتهم البقية ففهمه الألماني بالغالط، فأكل النواة وترك لحم البلح ، ثم أنهالوا علي بالضرب والمتراك الغليظة  على رأسي وإلى يوم الناس هذا مازلت أعاني أثار العنف حيث وصلوا إلى أصل المخيخ مما أثر على أعصابي والتي كما ترون منهارة إلى يوم الناس هذا، رغم أن تخرجت من كلية الشريعة ورغم أني عملت في الإمامة وزرت المساجد.

ذهابه إلى ألمانيا

ولكن أصل الرواية أني سافرت بعد ذلك إلى ألمانيا، ومازال الألمان يتفكرون الذكريات، حيث التقيت بلولا الألمانية في ألمانيا ورجعت بها في سنة الاستقلال ثم في حرب بنزرت ومعركة الجلاء، انسحبت من بنزرت وتركت لولا بعد أن شرحت لها الوضعية الكارثية والأزمة النفسية التي تحتم علينا الانفصال الواحد عن الآخر، تفهمت لولا وضعيتني وودعتني تحت طائل الألم والحزن والآهات.

دراسته

كنت قد نجحت في تلك السنة الإليكول النورمال، وتدرجت في سلم الدراسة والمعرفة، تصوروا أول امتحان أمضيت إسمى على ورقة مقلوبة، ونلت سبعة نقاط على العشرين لكن تتالت الانتصارات بعد ذلك وفزت بمعدل تسعة عشر على عشرين في الإمتحان الآخر المرشح لكلية الشريعة الزيتونية، والموضوع كان لا تقاس الحياة بطولها بل بعرضها  يومها كنت في أوج عطائي وقمة معنوياتي فاتخذت نبينا محمد والمجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة ، والشاعر أبو القاسم الشابي كنماذج لموضوعي. ما أحلى طعم الانتصارات وما أحلى طعم تذكرها واستعراضها للآخرين.

مقالات متعلقة بالموضوع

عودته للواقع بعد استرجاعه لذكرياته

كان ببوشة المزاودي يستعرض ذكرياته وهو يستعد لإصلاح تلفزته من نوع قرطاج بعد فراق لها وتعطل لمدة اثني عشر سنة من عام مباراة فورمان ومحمد علي كلاي في كنشاسا ها هو اليوم يستعمل كروسة ابنته التي كبرت وخرجت من الرضاع مرمر ليستعملها لنقل التلفزة إلى التلفزاتي، في ليزركات في مدينة قبة عبد العزيز إحدى ضواحي تونس العاصمة.

إن مباراة كمال بوعي ولوكريدج ستنقل مباشرة على التلفاز، ولم يعد على موعد اللقاء التونسي الأمريكي في الملاكمة إلا يوما فقط والجميع في تونس ينتظرون البطل القومي والأسطورة في الملاكمة التونسي كمال بوعلي والوجه الذي سيظهر عليه أمام منافسة الأمريكي في وجه الريشة. (شاهد المزيد من مقاطع فيديو مقال على يوتيوب).

بقلم: هاني القادري

أضف تعليقك هنا
شارك
بقلم:

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ