تبلد المشاعر وجمود الأفكار ..!
هل أصيب البشر إلا من رحم الله بتبلد المشاعر نحو بعضهم البعض؟
هل أصيب البشر إلا من رحم الله بجمود الأفكار في كل الأمور المصيرية؟
وماهى الأسباب التي دفعت الجميع للعزلة والتخفي خلف ستار وسائل الاتصال؟
بل ماهي الدوافع التى جعلت الجميع يتحدث بأصابعه كما البُكم خلف آلة جماد؟
هل حولت تكنولوجيا العصر الإنسان إلى مجرد أداة تتحدث كما أجهزة الروبوت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
تعالى قال عن مخطط إبليس لعنه الله: إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًاسورة النساء117-121. صدق الله العظيم
فمن سبل الشيطان إذن تغيير خلق الله بالإضافة إلى تغيير دين الله، فهو يحاول أن يبدل التوحيد إلى الشرك، والإيمان إلى الكفر، كما أنه يسعى في تغيير خلق الله بما يوحيه إلى هؤلاء البشر من أنواع التغييرات، هذا ماحدث مع طفرة وسائل الأتصال والتواصل المختلفة فبدلاً من نتخذ هذه الوسائل للأعمال والإنتاج صارت هى كل حياتنا وأساليبنا بالحياة فعلى سبيل المثال وليس الحصر.
قال تعالى : ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
سورة البقرة.
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من
قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) [ الحديد : 16 ] .
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم
” لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب ، وإن أبعد الناس من الله القلب
القاسي “
أيضاً الأخطر من كل ذالك هو أن الغالبية من البشر صارت أفكارهم متحجرة وقديمة لاتجدي نفعاً إلا لأصحابها
فلا يوجد بعصرنا إلا من رحم الله من يبتكر على أرض الواقع شيئاً مفيد وملموس ولا يوجد من يفكر فى أن يضع
حلولاً تفيد البشريه عامة فى أغلب مناحي الحياة … فالكل غارق فى اللهو واللعب وكثرة الحديث عن قلة الرزق
حتى أصيبوا بمرض الإحباط والاكتئاب النفسي فصارت البسمة مجرد رسمه وصارت الكلمة الطيبة تقال بشكل
لاتستشعر الرضا من خلفها بخلاف كثرة الحسد والحقد والبغض وشدة الخلافات بين الناس على أتفه الأمور
فالغالبية الآن يبحث عن وسيلة أو طريق للثراء السريع بخلاف البحث عن مملكة شهريار أي بمعنى البحث
عن أكثر من فتاة يلعب معهم دور العاشق الولهان لكسب قلوبهم والتلاعب بمشاعرهم وصولاً للكبائر وماحرمه
الله من فوق سبع سماوات، بل أصبحت الأفكار كلها عقيمة فالكل ظاهر أمام نفسه قبل ظهوره بحقيقته أمام العامة بأنه فضولي و أناني ولايفكر سوى بنفسه ولكن فى صورة أفادة العامة وهو كاذب ويعلم أنه كاذب ومنافق لنفسه قبل الناس.
تراجع الجميع عن التودد والمحبة الخالصة لوجه الله وروح التعاون والتوائم… إلى أخر ذلك من الأمور الجميلة التى خلقنا عليها فطرة الإسلام، فقد نسرق الآن أفكار بعضنا البعض وقد نقتبس حتى الكلمات والعبارات من بعضنا البعض لنظهر أمام الجميع بأننا ذو خبرة ومعرفة وعلم واسع بمختلف الأمور بكل أشكالها من دين وسياسة وأدب… ألخ
قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) سورة فاطر
وقال أيضاً : وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا .(42،43) سورة فاطر
وأخيراً للتفكر والتدبر قال تعالى:
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45) فاطر
لاتجعلوا مشاغل الحياة أكثر همكم ولاتجعلوا الدنيا تتلاعب بكم وبمشاعركم وأفكاركم وصولا بالخروج
عما سطره الله من أجل أنفسكم ومن أجل سلامتكم بالدنيا والأخرة .
وأذكركم ونفسي بالآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مّن ذِكْرٍ مّن رّبّهِمْ مّحْدَثٍ إِلاّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)
لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرّواْ النّجْوَى الّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلاّ بَشَرٌ مّثْلُكُم ْأَفَتَأْتُونَ السّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (3) (الانبياء )
صدق الله العظيم
والله أرجو أن يعلمنا ما جهلنا ويذكرنا ما نسينا
فهو القاهر فوق عباده والقادر على ذالك
والسلام عليكم ورحمة الله
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد