منهج القرآن في الرد على أعداء الإسلام

 بقلم الكاتب: د. أحمد البخاري

قبل الحديث الخوض في تفاصيل هذا الموضوع ؛ وجدت نفسي مترددا تردد الحائر الغاضب ، لكن في الأخير حسمت أمري ولممت شتات أفكاري و جرى الحبر في صفحاتي رافضا أسلوب بعض الناس في التعامل مع من أساء لدينننا ممن يدعون إلهاً آخر من دون  الله ؛ فانهالوا عليه سبا وقدحا و سخرية من خلقة الله … ظنا منهم أنهم بذلك يؤدون خدمة لدينهم ، ويدافعون عن عقيدتهم ، ويحمون أتباعهم من تأثير الديات الأخرى عليهم. (الإساءة للإسلام).

الاساءة للإسلام 

ومن يقرأ ما كتب في الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي لا يجد إلا تراشقا وليا للنصوص ، وتأويلا لها تأويلا يبعدها عن روح الدين وقيمه ، بل وصل الأمر ببعضهم بأن كذب عن النبي صلى الله عليه وسلم في طريقة تعامله مع غير المسلمين ، فمن المستبعد بل من المستحيل ومن المرفوض عقلا أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم الناس بأحكام لا تتفق مع روح الدين ، أو يرتكب أعمالا تتعارض مع المبادئ الدينية التي جاء بها.

كيف علّمنا القرآن التعامل مع المسيئين؟

ولهذا نجد القرآن  الكريم يعلم الناس كيفية معاملة المسيئين لله حيث يقول تبارك وتعالى :” ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ” يعني ألا تسبوا الذين يتخذون لأنفسهم معبودا آخر غير الله ، سواء كان هذا المعبود بشرا أو حجرا ،أو أي صورة من الصور المادية في هذا الكون.

الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة

فالقرآن الكريم يأمرنا بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالمجادلة بالتي هي أحسن ، وعلمنا آداب الحوار في مجال تصحيح ما لدى الآخرين من أخطاء في العقيدة ، و كان دقيقا في الحديث عمن أخطئوا في حق الله تعالى ، فقال سبحانه  :” لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم “.

فلم يقل لقد كفر المسيحيون الذين قالوا …. لأن منهم من لم يقل بذلك ، وكان جداله معهم مهذبا ، حتى مع الذين تمادوا في تأليه المسيح عليه السلام ، إذ لم يستعمل في خطابهم أسلوبا جارحا ، أو استهزاء منكرا فقال : ” لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد ان يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا “.

الصراع الديني بين البشر

فقضية الصراع الديني هاته كان لها الصدارة في تاريخ صراع الجنس البشري ، إذ لم يخل عصر من العصور من وجود خصومة بين الشعوب على أساس ديني ، تصل في كثير من الأحيان إلى حد الصراع المسلح بينها ، كذلك لا يلتقي اثنان من أتباع دينين مختلفين إلا وتقوم بينهما مناقشات ومحاورات حول مبادئ وتعاليم عقيدة كل منهما ، وتارة تكون بألفاظ مهذبة ، وأخرى تصل إلى حد التراشق بالألفاظ الخارجة عن موضوع البحث ، أو بأسلوب يتسم بالعنف والبعد عن الطريق الموصل إلى الحقيقة.

لقد كان هذا طابع الصراع الديني والخصومة المذهبية منذ القدم ، شب عليها الجنس البشري ، جيلا بعد آخر ، فأورثه ذلك أحقادا وخصوما بين الشعوب، كما أنه خلف من الضحايا والمآسي ما تقشعر منه الأبدان ، حتى جاء الاسلام فنهى عن سباب أتباع الديانات الأخرى ، مهما صدر منهم من سب وقذف لأن المسلم يجب أن يكون منضبطا لمنهج القرآن متسما بأخلاقه مترفعا عن سلوك من يعبد غير الله. (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم إسلام، وشاهد مقاطع فيديو موقعنا على اليوتيوب).

  بقلم الكاتب: د. أحمد البخاري

 

أضف تعليقك هنا