علم اللسانيات بين الصعوبة والحلول

بقلم. أ.د. صباح علي السليمان/ العراق /جامعة تكريت

الاهتمام بعلم اللسانيات وإدخاله إلى علوم اللغة العربية

بعد ازدهار الثورة الصناعية في أوربا بدأ اللغويون يربطون لغاتهم في كثير من علوم الحياة؛ لغرض معالجة كثير من قضايا التعليم والتربية، والمعالجات الاجتماعية والنفسية، ولم يقتصر هذا العلم على هذا الأمر فحسب بل أحيوا لغاتهم ووضعوا لها قواعد وأسس ومناهج معتمدين بذلك على التراث العربي وإنْ كانوا لا يصرحون به، وبعد دراسة مجموعة من علمائنا الأفاضل في دول أوربا أمثال الدكاترة (تمام حسان، وإبراهيم أنيس، ومحمود سعران، وعبد الصبور شاهين، ومحمود فهمي حجازي، وكمال محمد بشر، وأحمد مختار العمر، وغيرهم من العلماء…)، نُقِل إلى الجامعات العربية مادة علم اللسانيات ، وطُبقت على علوم اللغة العربية وإنْ كان الأمر مستغرباً في بداية المطاف إلّا أنَّهم عرفوا أهمية هذا العلم بل ازداد الشوق أكثر من قبل الباحثين والطلبة في الخوض في غمار هذا العلم.

الصعوبات والتحديات التي ظهرت أمام تدريس علم اللسانيات 

وفي أثناء التدريس والبحث اكتنفت بعض الصعوبات على الدارسين في عدم فهم كلام الغرب وما يقصدونه من مناهجهم، والاكتفاء بالترجمة الحرفية دون الرجوع إلى معنى العالم الذي يريده، وعدم الجمع بين المصطلحات المترادفة للعلم الواحد وهذا ناجم عن كثرة المدارس والاتجاهات اللسانية في العالم مما ولد كثيراً من الاشكاليات في العمل البحثي وخاصة حينما طبق على القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف مما أوقع الباحثين في كثير من الأخطاء التي لا يحمد عقباه .

وقد تطرق الأستاذ علي منصوري إلى جملة من المعوقات في تدريس اللسانيات، وهي:

  • التهويل المبالغ فيه الذي تسبب فيه بعض الأوساط الاكاديمية حول صعوبة اللسانيات.
  • الدعاية الضيقة لبعض المؤلفات الجادة والهادفة التي تحاول تسهيل اللسانيات تحت عنوان (المدخل إلى اللسانيات، أو مبادىء علم اللسانيات) .
  • عدم الاتفاق على استراتيجية واضحة لتدريس اللسانيات، والمقصود بها نقطة البدء وهي عدم الربط بين التراث العربي والنظرية اللسانية الحديثة.
  • التشتت المصطلحي الذي لا يزال يتخبط فيه الدرس اللساني العربي في مستوياته البحثية المتقدمة من ناحية، وانعكس هذا بالسلب على ناحية ثانية هي لغة الدرس اللساني أثناء العرض والالقاء.
  • عدم التنسيق بين الجامعات في وضع منهج مقرر للدراسة اللسانية.
  • إسناد تدريس مادة اللسانيات إلى غير المختصين (عقبات تدريس اللسانيات في الوسط الجامعي، علي منصوري، جامعة البليدة 2 )

الحلول المقترحة لتحسين تدريس علم اللسانيات 

أمَّا الحلول فهي عقد ندوات في الجامعات كافة يترأسها علماء اللسانيات ممن عرفوا بمؤلفاتهم وبحوثهم ومقالاتهم في الداخل والخارج في مادة اللسانيات بالاشتراك مع بقية الباحثين؛ للخروج بمنهج علمي مستقيم قائم على العلمية والوضوح والثبات مع كثرة  الأمثلة، مع تأسيس أقسام في الجامعات تتناول هذا العلم مع فروعه كافة. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم. أ.د. صباح علي السليمان

أضف تعليقك هنا