يعتبر مدير المدرسة القلب النابض والعقل المدبر والقائد الذي يرعى النظام ويحترمه، ولا نبالغ إذا اعتبرنا أن نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها مرهون بنجاح إدارتها إذ لا يمكن ان تؤدي المدرسة رسالتها على الوجه الأكمل إلا بوجود مدير قادر على التفاعل مع كل ما هو متوافر لديه وتسخيره لخدمة الطالب وغرس روح المحبة والألفة والجدية في نفوس الجميع و هو الذي تظهر آثاره الايجابية على المجتمع المدرسي, ويمكننا تلخيص أهمية مدير المدرسة ما قاله رجال التربية عنه: «اعطني مديراً ناجحاً اعطك مدرسة ناجحة » فإذا تم اختيار المدير وفق معايير تربوية دقيقة فإن المدرسة تتغير جذرياً وبالتالي نقطف الثمار الجيدة للعمل التربوي.
ولقد أدت زيادة أعبائه الإدارية إلى ضرورة امتلاكه الكفايات اللازمة التي تمكنه من أداء مهامه و أدواره بكفاءة، مما ينعكس إيجاباً على إتقانه للممارسات الإدارية المتعلقة بمهامه الفنية والإدارية، لتشكل إطارا مرجعياً ومنطلقاً لازماً لإنجاح تفاعله مع مهامه و أدواره التي يقوم بها، إذ أنَّ فاعلية المدرسة وتميزها يتوقف على مدى امتلاك مديرها للكفايات اللازمة.
يُعرف مدير المدرسة بأنه قائد فريق العمل المدرسي الذي يضم الوكلاء والمدرسين الأوائل والمدرسين والجهاز الإداري المعاون والعمال ، ويظل المسئول الأول عن سير العمل في المدرسة .( حجي ، 2001: 41)
يُتوقع من المدير والإدارة المدرسية القيام بوظائف إدارية فنية تعتبر جل عملهم ، وصميم أدائهم ومهامهم ، ويمكن تصنيف وظائف الإدارة المدرسية إلى:
التخطيط في المدرسة فيعني رسم السياسات العامة للمدرسة وتحديد الأهداف والتنبؤ بما سوف يستجد من أمور ، ثم وضع الخطة المدرسية ، التي من المفترض أن يسعى مدير المدرسة إلى تحقيقها في فترة زمنية تكون مرنة وقابلة للتغيير ، إذا استدعى الأمر بما يتمشى مع الصالح العام.( زقوت, 2007: 47)
اتخاذ القرار يعني اختيار أفضل البدائل بعد دراسة النتائج المترتبة على كـل بديل وأثرها على الأهداف المطلوب تحقيقها. ويتم الاختيار بناءً على معلومات يحصـل عليهـا متخذ القرار من مصادر متعددة مما يساعد على الوصول إلى أفضل النتائج.( نزال, 2009: 9)
ومن ثم يمكن القول بأن عملية اتخاذ القرارات هي قلب أو جوهر الإدارة وبالتالي فإن نجاح أي عمل داخل المؤسسة إنما يتوقف على قدرة المديرين على اتخاذ القرارات الفاعلة.
يعتبر التنظيم العنصر الأساسي لتجزئة العمل المراد القيام به، وتحديد الأفراد الذين يقومون بهذا العمل ومنحهم السلطة اللازمة، ورفع الروح المعنوية لديهم من أجل إنجاز ما أسند إليهم من أعمال في أفضل صور الأداء ولاشك في أن أهمية التنظيم تزداد يوماً بعد يوم مع تزايد حجم التنظيمات الإدارية، فبدون التنظيم الجيد لا يمكن أن تحقق الإدارة أهدافها المرسومة لها في الخطة على الوجه المطلوب.(يعقوب, 2014: 25)
ويعرف التوجيه بأنه وظيفة إدارية تعنى دفع المشروع للسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف( عبد الحليم وأبو هاشم, 2009: 97)
ويرى الكاتب بأن التوجيه عمل تربوي يتم داخل المدرسة أو المؤسسة التعليمية، يقوم به مدير المدرسة، من خلال توجيه المعلمين والتلاميذ والعاملين وإرشادهم وتحفيزهم لأداء العمل بجدية ويتم ذلك من خلال علاقات حميدة بينه وبينهم باعتبارهم أصحاب الدور الرئيسي في العملية التربوية.
يقوم مدير المدرسة بمراقبة ما يجرى داخل المدرسة من التزام المعلمين والعاملين بدوام رسمي ومراقبة التقيد بالتعليمات ومراقبة الأعمال المسندة إليهم حسب الخطة وكل حسب تخصصه ووظيفة عمله ومقارنة النتائج بالأهداف وفق الخطة الموضوعة و القيام بالتعديلات والتصحيحات اللازمة لضمان سير العمل وفق الخطة التي تحقق الأهداف.( يعقوب, 2014: 28)
يمثل الاتصال الإداري عصب الحياة في المؤسسات حيث أثبتت الدراسات أن العاملين يمضون أغلب وقتهم أثناء الممارسات الإدارية في عمليات الاتصال مع الآخرين سواء كانوا أفراد أو مجموعات داخل المؤسسة أو جهات وأطراف خارجية.
أن أهمية الاتصالات التنظيمية تكمن في أثرها الفعال على الأداء الوظيفي في المنظمات سواء كانت إنتاجية أو خدماتية.( جلال الدين, 2009: 11)
تعتبر عملية تقييم التعليم أحد المهام الملقاة على عاتق المدير بصفته مشرف مقيم, وهو العملية التي يتم بواسطتها جمع معلومات منظمة للتوصل إلى أحكام تتعلق بالتقرير بين عدة بدائل وتتخذ عملية التقييم أشكالاً عدة كالتقييم التكويني البنائي المستمر، والتقييم النهائي، أو التقييم الكمي والنوعي، أو التقييم الداخلي والخارجي وتتم حالات التقييم في معظمها على أساس التقديرات الشخصية الأمر الذي يعرض هذه العملية إلى الكثير من الصعوبات (حنانيا ومركز إبداع المعلم، 2004.)
يتضمن هذا النوع من المهارات بعض السمات والقدرات اللازمة لبناء شخصية الفرد ، منها :
السمات الشخصية والقدرات العقلية و المبادأة والابتكار و ضبط النفس ( أبو فروة، 1992: 60)
نعني بالمهارات الإنسانية هي قدرة القائد التربوي على التفاعل الصحيح مع مرؤوسيه ،
وتنسيق جهودهم ، وخلق روح العمل الجماعي بينهم، من معلمين، وجعلهم ينهضون بالمسئوليات الملقاة على عاتقهم بروح يسودها التعاون والتكامل والانسجام. ( ربيع ، 2006: 89)
وكسب ثقتهم والقدرة على التأثير فيهم، تقبل الاختلاف والنقد البناء، مراعاة الفروق الفردية عند توزيع الأعمال والمهام، البعد عن البيروقراطية في الرأي والتفرد بالسلطة، العدالة في المعاملة والبعد عن المحاباة. (مجلة كلية التربية، 2019: 112)
المهارات الفنية تتعلق بالأساليب التي يستخدمها مدير المدرسة في ممارسته لعمله ومعالجته للمواقف التي يصادفها ، ووظائفه التي يقوم بها ( تخطيط ، وتنظيم، واتخاذ قرارات ، وتوجيه ، واتصال ، ومتابعة ) ، وبالتالي تتطلب المهارات الفنية توافر قدر ضروري وكاف من المعلومات والبيانات التي يتطلبها نجاح المدير في أداء مهامه وأدواره .( زفوت, 2007: 58)
وهذه المهارة تتمثل في قدرة مدير المدرسة على إدراك الموقف كوحدة متكاملة ، ومن ثم تحليله إلى عناصره الأساسية ، وتحديد ما بين هذه العناصر من علاقات ، والتفكير في المستقبل والاستعداد له ، أي أن هذه المهارة تتعلق بمدى كفاءة مدير المدرسة في ابتكار الأفكار والإحساس بالمشكلات والتفنن في إيجاد الحلول المناسبة لها لذا يجب أن يتصف مدير المدرسة الناجح في عمله بقوة التصور والإدراك ، وإتقان مهارة ربط الأسباب بالمسببات .( زقوت, 2007: 60)
المهارات الإدارية هي: مهارات اتخاذ القرار، ومهارة إدارة الوقت، إدارة الاجتماعات واللجان، إدارة التغيير. (الأغا، 2008: 12).
ويضيف الشهري(2013 : 25) مهارة ادارة الذات, ويضيف زعيتر مهارة ادارة الاجتماعات بفاعلية ( أبو زعيتر, 2009: 93)
ومما سبق من عرض لمهام وواجبات ومهارات مدير المدرسة يظهر أن الواجبات الملقاة على عاتقه كثيرة ومتعددة وتتطلب منه أن يكون علي قدر تلك المسئولية، مما يستوجب أن يكون مديرو المدارس علي درجة عالية من الكفاءة الإدارية والعلمية وكذلك سمات ومقومات الشخصية، ويحفز الإبداع والابتكار، ولكي يستطيع مدير المدرسة القيام بدوره بشكل فعال لابد أن يتم انتقاؤه في ضوء مجموعة من المعايير تتفق مع ثقافة ومعايير الجودة الشاملة؛ حتى يستطيع القيام بعمله بشكل علمي ومهني.
تتمثل أهمية عملية الاختيار والانتقاء لما يترتب عليها من نتائج تنعكس مباشرة علي العمل وعلي المؤسسة، وتكمن أهميتها في النقاط التالية:
– الارتقاء ﺑﺎلمؤسسة لاتباع سياسات الاختيار والانتقاء التي تعتمد علي مبدأ العدالة والمساواة بين المرشحين.
-عملية الاختيار السليمة تؤكد علي قانونية الإجراءات في الانتقاء والتعيين.(الزعانين, 2012: 24)
– وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وﺑﺎلتالي تحقيق نوع من الاستقرار بين الموظفين وبعضهم بعضًا.
– تعزيز انتماء الموظف وولائه للمؤسسة.
-تحقيق التوازن بين أهداف المؤسسة وأهداف العاملين.
– تقليل التكاليف المباشرة و غير المباشرة، وخصوصا تلك التي تترتب على عملية الاختيار، مثل
( تكلفة التدريب وتكلفة إعادة الاختيار وغيرها).(الزرابي, 2006: 36)
دواعي تطوير نظام الاختيار لوظائف القيادة المدرسية:
– ما تواجهه المدارس من تحديات وما يتبع من زيادة التوقعات من المدارس.
– تغير أدوار وتطلعات قادة المدارس تغيرا جذريا، فم يعد من المتوقع أن يكون المديرون مجرد مدراء جيدون ولكن قادة المدارس كمنظمات متعلمة.
– ارتفاع المستوى التعليمي للمجتمع، وزيادة الدعوات من قبل الآباء بأهمية عملية تطوير نوعية التعليم المدرسي، من خلال تطوير القيادة المدرسية.( أرناؤوط, 2017: 77)
* يحرص على تفويض السلطات والصلاحيات.
* القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة للعمل.
* القدرة على ادارة الاجتماعات وكتابة المحاضر والتقارير
* اعداد الخطط الفصلية والسنوية.
* ادارة الوقت بشكل سليم حسب المهام والأولويات.
* القدرة على اعداد الموازنات والأمور المالية.
*القدرة على رسم السياسات التي تلائم مع فلسفة التربية وأهدافها.
بعد كل ما تقدم يمكننا القول, لا يمكن لأي مؤسسة أن تنجح و أن تحقق أهدافها دون توافر القائد الناجح والذي يسعى دوماً للتطوير من قدراته لأنه يعي تماماً بأنه يعيش في عالم متغير متطور وأنه حتماً إن لم يتقدم سيتقادم, نحن بحاجة لهذا المدير في كل المؤسسات وأكثر ما نحتاجه أن يكون في مدير المدرسة التي بها نصل لأهداف تنمية مجتمعنا ورقيه.
14-يعقوب, رقية. (2014). مدى تطبيق المهام الإدارية لدى مديري مدارس مرحلة الأساس وانعكاساتها على تطوير العملية التعليمية (رسالة دكتوراه غير منشورة). جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا, الخرطوم.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد