موضوع مهم يثير الاهتمام من حينٍ لآخر، ويحتدم فيه النقاش بين المحافظين على القديم والمحدثين المطالبين بالتجديد، ويبقى أنّ أهمّ ما في الموضوع هي حالة الغموض والإبهام حول ماهية التجديد، وكيفيته، ووسائل تجديد التراث الفقهي. (التجديد الفقهي). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم إسلام).
في السنوات الأخيرة بات واضحاً أن المطالبين بتجديد التراث -ومنه التراث الفقهي- لا يفصحون عن مرادهم الأصلي من التجديد والمطالبة به؛ لأنهم يأتون بكلماتٍ فضفاضةٍ لا تفصح عن غرضهم، فيكون غالب طرحهم باستخدام كلماتٍ مجملةٍ تحمل معانيّ كثيرة مما يجعل الأمر حتى هذه اللحظة مبهماً غامضاً.
هل المراد من تجديد التراث الفقهي القديم تغيير الأحكام الشرعية أو استبدالها؟ أم أن المراد من التجديد الفقهي تغيير الألفاظ ووسيلة التعلم بما يتناسب مع عقول الناشئة الآن؟لا أحسب أن مرادهم من التجديد الطرح الثاني؛ لأنه إذا كان المراد من التجديد محاولة كتابة المعلومات الفقهية بلغة عصرية تناسب العصر، وإضافة ما يستجد من مسائل عصرية في البحوث الفقهية، فهو أمر متوفر وموجود.
يوجد في علم الفقه أصولٌ ثابتة لا تقبل التغيير أو الاستغناء عنها، وهي الأحكام الشرعية التي لا يمكن تغييرها بأيّ حال من الأحوال، أو الابتعاد عنها، وفي الفقه وغيره عناصر أخرى ليست ثابتة، وهي قابلة للتجديد أو التغيير، ومنها مسائل لم يعد لها وجود في واقعنا المعاصر يمكن الاستغناء عنها، أو على الأقلّ تدرس لفئة المتخصصين دون غيرهم، فالأمر الأول لا نستطيع تغييره، وما بعده هو الذي يكون فيه التجديد.
وقد يظن أن التجديد الفقهي ينفرد به المعاصرون دون غيرهم لكن بعد إمعان النظر في التراث سنجد أنه لا يخلو عصر من العصور من تجديدٍ، وأقرب مثال على ذلك أن لغة الفقهاء تختلف من جيلٍ إلى جيلٍ بناءً على اختلاف البيئة والعصر، فعندما نقرأ في تراث شيخ الإسلام زكريا الأنصاري (ت926) الفقهي، وهو من فقهاء الشافعية في القرن العاشر الهجري سنلحظ أن لغته وأسلوبه تختلف عن لغة وأسلوب شيخ الأزهر إبراهيم الباجوري (ت1276) من أعيان علماء القرن الثالث عشر، وهما من مدرسةٍ فقهيةٍ واحدةٍ، حيث ينتمان للمذهب الشافعي، مع أن الأحكام في كتبهما واحدة، ولا يكاد يكون هناك كبير اختلاف، لكن احتاج الباجوري إلى الكتابة بلغةٍ فقهيةٍ متميزةٍ بالسهولة مناسبةٍ لأهل عصره.
ولو أجرينا هذا الأمر على كتب المعاصرين في نفس المدرسة الفقهية سنتأكد أن اللغة أيضاً تغيرت بما يناسب عقول المتفقهين، وهذا تجديدٌ في الطرح الفقهي المعاصر، كما أنّه توجد إضافات متوالية في الدرس الفقهي، ولا تظنن أن الأمرَ مقتصرٌ على الفقه، بل التجديد حاصل والتغيير موجود في العلوم الأخرى أيضاً.
نحن نقرّ ونعترف أن أحداث الزمان وعوامل البيئة في التغيير والتجديد لا يمكن أن تقاوم، ولا يقول أحدٌ بأنْ يظل ّالفقه حبيسَ ألفاظٍ لا تتغير ولا تتبدل على أن التجديد الذي يراد منه تغيير الحكم الشرعي في المسائل هو في حقيقته ليس تجديداً بل تطاولاً على المسائل دون علم أو دراسة؛ لأن هذه المسائل خاضعة لقوانين وقواعد تدرس في علوم كثيرة مرتبطة بعضها ببعض.
نشط كثيرٌ من المعتنين بالدرس الفقهي المعاصر لشرح الأحكام الفقهية في بدايتها باستخدام وسائل تعليمية حديثة في شروحاتهم كعمل الباور بوينت والمشجرات الفقهية، وأضاف كثير من الباحثين في كتبهم بعض النوازل المستجدة، ودخلت التقنية الحديثة في بعض المسائل الفقهية، وألفت في ذلك مؤلفات، وهذا كله نوعٌ من أنواع التجديد.وربما نوجز أنواع التجديد الممكنة في الأعمال الفقهية بما يلي:
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد