يقول الشيخ الإمام محمد الغزالي رحمه الله: ” أي مطالع للقرآن الكريم والسنن الصحاح يرى المرأة جزءاً حياً من مجتمع حي، فهي تتعلم و تتعبد و تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر و تجاهد – إذا شاءت- في البر والبحر، وتؤخذ منها البيعة على معاقد الإيمان والأخلاق ، وتعارض الحكم أو تؤيده”. كلمات ذات دلالات عديدة وتنظير رفيع يحمل دلالات عدة تعظم شأن هذا الكيان الثابت وتعكس جوهر المرأة ودورها البارز في المجتمع وأنها عنصر الديمومة فيه والوفرة والعطاء. (سمات المرأة الأكثر إنجازاً)
ثم ان أول ما يتبادر الى ذهن القارئ ماذا لو لم يكن هناك عيد للمرأة؟ هل يكون الأثر فارقا؟ ان صح القول أكثر ماذا لو كان كل يوم تحسن فيه المرأة إدارة أمور حياتها هو العيد ذاته . وأقصد هنا المرأة العربية المسلمة تحديدا التي هي في غنا تام عن الشعارات الرنانة وطابوهات المساواة والعدل بما تحظى به من مكانة وقدر في مجتمعها وبيتها وأسرتها خاصة.
ماذا لو أن كل واحدة فينا جعلت من كل يوم تعيشه عيدها الخاص بطقوسها العفوية وبساطة سريرتها ورجاحة تفكيرها .انه من التقزيم والتحجيم لمرأة اليوم أن تنساق وراء التيارات الداعية والمرسخة أنها تستحق فقط يوما لتحظى به كعيد تستجمع فيه مآثرها وتستذكر إنجازاتها وتأخذها المعزوفة الموسيقية الى اخر نوطة تنتهي بها دقات هذا اليوم. هذه المرأة التي لو فُتِحت لها أبوابٌ الخير قاطبة ما اشتكى فقير في المعمورة من كرمها وحسن صنيعها في أي مجال ولنا في سجل تاريخها مآثر وعبر ، حاكمة كانت أو عاملة بسيطة من صحابية الى عالمة جليلة الى فاعلة ورائدة نافعة ، ولو سٌخِرت لها سُبل الشر وفَعَلَتْ قِواها ما ظلت امرأة في الأرض مظلومة، ولنا في سير الإسلام حكايا وعبر كثيرة.
ان ما نبحث عنه اليوم ونريد احيائه هو نموذج المرأة الرسالية الورعة في أي حيز كانت تشغله وهي التي قال فيها رائد الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله: اذا علمت ولداً فقد علمت فرداً، واذا علمت بنتاً فقد علمت أمة”في إشارة منه على أن العناية الأسرية تبدأ من الصغر لما للتنشئة الاجتماعية من دور بارز في بلورة أهداف الفتاة وتوجيهها وصولا الى “المرأة النموذج” الفاعلة والمبصرة لقومها ، باختلاف مشاربها ، لأنها صنيعة تجارب ملهمة وهي صانعة الأجيال القادمة والمشرفة الأولى على لبنات التربية في الأسرة والمجتمع.
ولعل أكثر فترة تصقل فيها مهاراتها ومواهبها هي فترة الشباب بمقوماتها والتي تعد المرحلة التكوينية الفارقة في نشأة كل فتاة وشابة بما تغترفه فيها من معارف وتكتسبه من مهارات لذلك فان نجاح وصلاح المرأة اليوم مرتبط ارتباطا وثيقا بدافعية إنجازها في مسارات الحياة المختلفة مهما كانت وظيفتها من بسيطة الى سامية. وان المرأة لا تحتاج يوما للعيد بقدر مايجب أن تستشعر أنها مسؤولة عن صناعة العيد في كل أيام السنة اذا جعلت من هذه السمات لها منهاجا:
ان كل فتاة أو امرأة تشتكي اليوم من صعوبة الوصول الى ماتصبو اليه أو تلعن الظروف والكون والمعمورة وتستذكر أنوثتها فقط في هذا اليوم وأنها صاحبة حق وشرعية ، فالحري بها أن تنفض غبار الجهل عن ناظرها وتصحح مساراتها وتسارع لتلحق إنجازها وتعمل أكثر على نفسها ، هي مجرد خطوات بسيطة وسمات فعالة لو حرصت كل امرأة على تفعيلها والتزمت بتطبيقها لاستطاعت سد الكثير من الثغرات والنقائص في حياتها وما اشتكت ابدا من الواقع .
فالعاجزات هن اللواتي لا يجرؤن على النجاح فقط! وان معادلة النجاح لا تقتضي أن تحوز المرأة كما من المعارف والمهارات بقدر ما يتطلب امرأة ذات حلم وإرادة ، فيكفي القليل من العزم مادامت المرأة تريد أن تعمل وتطور من ذاتها وكلما كان هدفها التقدم والتطور كلما ذللت الصعاب أمامها ، فأنتِ مغناطيس النجاح فكري واستشعري كل ما تريدنه واقعا يكن لكِ جليا بالعمل والسعي وحسن التوكل على الله .وابتعدي عن كل معترك يزج بك في مسالك التيه ويهدر طاقتك ، واني لا اشك في قدرة المرأة على الإنجاز أبدا مادام حسن صنيعها في الخير والشر جليا في واقعنا وفي ماضينا.
ولنا في كتاب الله حكم كثيرة تبين ذلك فإمرأة العزيز حين قالت ” ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونَن من الصاغرين”لم يكن ذلك تهديدا بقدر ما كان منها ايمانا بما تستطيع تنفيذه وهي في مرحلة القوة هي نفس المرأة التي في عز ضعفها وحين تلاشى مدى إنجازها قالت “الآن حصحص الحق “،”وإنه لمن الصادقين “،امرأة بقدر بلقيس وسلطانها تقول ” إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ“وقد كانت في موضع اختيار لكنها اختارت الهدف الذي يخدمها ويصحح مسارها
وتذكري مهما كنت فتاة شابة أو امرأة هناك ما يعلو بك أكثر من الكعب العالي ومساحيق التجميل:خلقك ..علمك ..سماحتك .. أدبك.. نجاحك.. ووضوح أهدافك ومساراتك في الحياة، فكوني ذات حلم وإرادة تكن لك السيادة. (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم قضايا مجتمعية، وشاهد مقاطع فيديو موقعنا على اليوتيوب).
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد